ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة15



مارينا سوريال
2018 / 11 / 13

باتت قدماه تضرب الارض بقوه لاتخشى الظلام كالسابق..فى الماضى كان الصبى صادق يضىء النور لانه يخشى الظلام يخشى ان يغلق عيناه فى العتمه يخشى العمى ان يضيع النور ويعيش متخبط فى ظلامه يسير على الطريق يتسول الطعام..الان بات الحلوانى الشرعى للمكان تسلم اسرار الصنعه عن ابيه كاملة..اختار ان يصدق كلمات النسوه انه ابن ذكى الجبان خشى زوجته اخبرها بقصة الطفل لو كان مجهول لاعطاه للشرطة..يرفع رأسه الى الاعلى حيث النافذة المغلقة يعرف انها تجلس الان من خلفها تراقب قدومه..اشهر طويلة مرت ينتظر قدوم المولود اقترب كثيرا بضعه ايام على الاكثر ويكون بين يديه حقا ..يشرد فيها قدماه تحفظ الطريق عين الحذر مخدره يباغته الظلام بثلاث ظلول تهاجمه من الخلف..
منذ ان اصبح فى العاشرة كان الشارع هو ملجأ لمن لفظوا مثله تنهره زوجة الحلوانى وهو يطيع ..تأمره ان يغادر ..فى اول مره بكى..السلم مظلم ومكسور يتحسس الجدران يلمح اقتراب خروجه الى الشارع من ضوء العمود الخافت ..صديقه العمود والرصيف وحبات الحصى التى ظل يجمعها داخل جيوبه التى تمزقت..ازواج عيون تخرج من الظلام تلقى عليه الحصى تزجره انه ليس الصبى الوحيد الملفوظ من بيته فى ذلك الليل الطويل لكنه الوحيد الذى لم يتوقف عن البكاء الذى جذب غضبهم فاخرجهم من جحورهم .لم يسأل واحدا منهم كانوا اكثر قام منه بكثير او هكذا خيل اليه فى الظلام كان يقاومه بذراعيه من يلقى الحصى عليه من يخدش ذراعيه ..من كور الطين والصقه بملابسه التى اعطاه اياه الحلوانى ليرتديها بعد ان انجب الصبى الثانى ..كان عليه ان يتمسك بهم جيدا الايدى الصغيرة تحاول جذبهم من جسده ..تذكر ان لديه اسنان قوية قادرة على الالم كلما اقتربت يد لتمزق ملابسه خدشها باسنانه ..
الظلال الطويلة اصبحت متعادلة مع ظله عريض المنكبين يتحمل جرح السكين فى ذراعه الايمن ليستدير تعلمت الايدى كيف تتعارك تحملت جرح السكين حتى باغتت وحصلت على واحدة ..سمع صرخة ألم بعد ان وجهها لمعده فى حين تعلقت الاخرى بعنق تحاول ان تجعله مطعونا من الخلف ،كم استمرالامر سألوه لايعرف بدى الامر دهرا لكن لم يشعر احد من النائمين لم تاتى صرخه لانقاذه ألم يستمعوا الى صوت الالم ولا الصراخ الذى دخل اذنه ولاصوته الذى اكتشفه جهورا يصرخ باسم الصبى الاصغر بعد ان تلاقت الاعين ولا اسم زوجة الحلوانى الذى تردد على لسانه امام نافذتها متوعدا اياها وابنائها ..ضمد الجرح وتجمع الاهالى كلا منهم يحمل قصة مختلفة ..بعضهم اكد انه اصغر ابناء الحلوانى بعد ان اضاعت المخدرات عقله اتى ليقتل شقيقه الاكبر..ينتقم لامه ويعود بميراث ابيه ..
يضرب يديه الصغيرة على اسفل الباب يصرخ يسمع صوت صراخ زوجة الحلوانى لاتنظر لما يصرخ الم يكن طفلها منذ بضع سنوات يتذكر غنائها لاجله ابتسامتها ماذا حدث لكل هذا ؟..لم تعد ألعابه معها تجذبها تنهر تصرخ عين الملل الغضب الكره..
يضرب الباب بعنف بقدمه يتفادى جرح ذراعه يبحث عنها فى الظلام ..يسمع صوت صراخها انه قادم من غرفتهم ..انه قادم قادم..