ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة22



مارينا سوريال
2018 / 11 / 16

رائحة الرحيل
عيون مريم تراقبهما طيلة الوقت ..تلتصق بظهرها تريد ان تتفحصها جيدا ..كلما عاد باكرا كلماابتسم امامها ..ناولها قطعة حلوى صنعها فى الدكان ..تعرف عيناه ..تعرف عين مريم ثقل لسانها لم تعد تتكلم لكنها لاتزال هنا تراهم تشعر بهم ..كلما اقترب هو منها هربت ..فى المساء تغلق الباب جيدا لاتستجيب لاى نداء..كلما نظرت لها بادلتها النظرات ..الخيانة فعل ليس بالجديد بينهم ..لققد خانتها من قبل عندما وافقت ان تاخذه لها وخانها هو من قبل عندما اعطاه اختها وابقاها هى لديه..ومن قبل خانتهم الام عندما رحلت فجأة دون وداع او تحضير مسبق ووفاء عندما قررت الموت بعيدا..الاخت الكبرى خانت الاصغر منها واستدارت لها لم تفى بالوعد وحصلت لنفسها على حياه جديدة لم ترد ان تحظى بمثلها اختها ..لكن الان شىء يمنعها حد ما وضع وجب عليها عدم الاستسلام ..تخبرها كل ليلة انها لن تخنها ابدا، ستفعل شىء لم تفعله اى واحدة اعطاها هذا شعورا اخر..جعلها تشعر بانها كيان اخر اخذت تفكر ما عن اسمها من جديد تريد ان تتذكره ان تنسى لقب الخادمة ..تنسى سنوات طويلة لاتذكر ما كان من قبلها جيدا!! تسمع صوتها تزمجر فى الليل من الالم وكانها تشعر بظله يقترب من غرفه الخادمة من جديد يحاول الدخول لكن الباب موصد جيدا ..عيناها ثالثتهما وهو يتحرك من امامها يقدم لها الفستان تلو الاخر يحضر لها من الطعام ما تشتتهيه ،يصطحبها والصغير الى الخارج ..انفاس مريم الثقيلة تعبر فى كل مكان لكنها لم تمنع اليد التى احاطت بها فى المطبخ المظلم ..تريد ان تلغى تلك الذكرى وهى تساعد مريم على الاستحمام تتحس تقرحات الفراش التى اصابت جسدها الترهل اسفل معدتها ..الشعيرات البيضاء التى احاطت بالسواد..لم تلحظ كم تشبه الام من قبل ربما لم تشبهها من الفتيات سواها ..الهذا كان يتركها لتكن ما تريد ليست مثل الاخريات أكان هذا الحديث عن مريم انها الاصلح لك من تناسبك الخادمة لاتناسب احدا صدقنى ..الصوت يتردد صداه فى اذنها باستمرار.يزيدها غضبا وحنقا تاره وشفقة عليها حينا اخر..لم تعد تعرف هل تستمع الى صوت عقلها وتريحها من الام ببضع جرعات لن تشعر بهاالا وهى تسكن انات الجسد الى الابد..عينه تستحثها لتفعل لما لايدقر على فعلها هو ولكن لايقدر على فعلها فى وجودها انها من تحمى مريم حتى وان فعلتها فلكى تحميها ..هل تعرف مريم بهذا ؟هل تريد منها فعل هذا ايضا؟هل تصدق اشارات العين وصوت العقل الذى يخبرها بضرورة فعل هذا ؟ان يعود الكل صحيحا من جديد مريم ليست من هذا العالم كانت تنتنى للسماء منذ البداية وعليها الرحيل اليها بينما تنتمى هى للظل الذى يحيمها دوما ..الصوت يخبرها ان الصغير لها وحدها هى فقط من حملته من اجلها ولكنه مقسم منها ومنه انها جسد دخيل بين الاثنين ..اصبح الباب مفتوحا لم تعد تغلقه باحكام ..لاتستمع الى نداءات مريم ولا الصوت ..فى ذلك الصباح قررت ان تفعل الصواب لاجلها ساعدتها على النهوض حممتها جيدا بالماء الدافىء تركتها تستمع بالبخار طيلة الوقت الذى ارادته ..حضرت لها العسل والزبادى الذى تحب طلبت ان يحضر لها القرنفل لانها تحب رائحته جعلته بالقرب من فراشها المفتوح تركت الشمس تعبر لجسدها وشعرت برعشه الراحة من جراء الدفء للجسد البارد طويلا معها ..والان حان وقت الرحيل كان الطعام يحوى المحلول الزائد راقبتها وهى ترقد فى هدوء ..حان الوقت ليتوقف هذا الجسد عن التضخم من جديد سيعود لحالته الاولى التى كانت لمريم ويرحل عنها ذلك الجسد الثقيل ..ابعدوا الصبى حتى انتهت مراسم العزاء ..كان شجار االاخت الكبرى والاصغر منها حديث النسوه ..شعرت بالزهو لانها فعلت شىء لاجل اختها لم تحاربها بل ساعدتها لتستعيد جسدها الجميل من جديد وان تترك البيت الذى تكره ربما الان هى سعيدة تفعل ما تريد فى مكان اخر ..هو ايضا كان هادىء ياخذ مراسم العزاء ويتجه للاعلى يراقبها والصبى ..لم يبالى بحديث النسوه لم يجعلها تغادر الى غرفة فى احدى بناياته التى اصبحت له ،كان كل شىء على ما يرام، هو ايضا يعرف ان الكنز مقدر له ..كل شىء يصير لان ميراثه يعود اليه من جديد انه حقه الذى حاولت زوجة الحلوانى تحويله الى اولادها ..ينتظر الوقت الذى يصبح فيه البيت له بفعل الجدود سيكبر رزق وله عائلة ممتدة ليس لاحد من الحى يملك ان يكون مثله ..يراقب نمو جسده ومرور الايام ..لاتزال هناك معهم تعيش ولكن ليس كالسابق ربما وجود مريم لم يمنعه الان شىء اخر مجهول يراه فى تلك الغرفة ..وكأنها زوجة الحلوانى واحيانا الحلوانى بذاته يريده دائما ان يتذكر ..منذ صغره وهو يرى الخيالات تحيط به من كل جانبه ولم يخف منها مطلقا بل اعتبرها هبه تخصه بمفرده لم يخبر عنها احدا حتى لاتزول انها تريد خطواته وترشده ..خيالات الحلوانى جعلته يعلم ان هذا البيت لم يعد يليق به وبها قريبا ستصبح عروسة كما كان عليه فى السابق الان يعود..