ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة34



مارينا سوريال
2018 / 11 / 23

الجميع سمع ذلك الصوت حتى هى استيقظت فى منتصف الليل..كانت تعلم انه الان فى الحى القديم معها لم يعد منذ ثلاث ليالى ..لاتزال الخادمة تصرخ بمنامها هناك،ولكنه اخبرها ستكون اخر مره يذهب فيها الى هذا المكان لقد علم بمكان الكنز انه لايحتاج الى البيت و لا الجدران كما يظنون سيتركه لهم ، يريد ما فى جوف الارض له وحده ..هى من اخبرته عن مكان الكنز صاحبة المنامات ..قال سيحضر الكنز والصغير! ..ارسلت ظلها من خلفه..تراقب الصغير الاكبر يبكى يرتفع صوته ..تريد ان تساركه البكاء تركض الفتاة التى احضرتها من هناك لتحمله بعيدا عنها ..تراقب الصغير يتعلق برقبتها الفتاة انه لايتعلق هكذا بها ..احب الغريبة اكثر منها لما لاتحبه مثلما تفعل هى ..لايمكنها ان تبكى سيعود قريبا تطمئن نفسها ..
كان الكل مظلما من حوله ..البيت القديم الطرقات مثل تلك الليلة الاولى التى اتى فيها على ذراعين الحلوانى الى هنا لاول مره ..رحل ولم يخبره هل كان له حقا وكذب خوفا منها ام ان لااصل له ولا حق ..يعذب الفكر كلما عاوده من جديد ..ضرب الارض مسرعا ..دقات قلبه تشتد ..الظلام الظلام لايريد ان يرتفع عنا ..سمع صوت العجوز من بعيد اصبح الطريق مأوى لها تردد انه السبب ..لقد اعاطها بدل من الغرفة تحت الارض واحدة ترى الشمس فى الحى القديم لكنها لاتفهم سوى انه اخرجها من بيتها ..تنام على الارض منتظره ان يعود ولدها ولدها الذى سافر الى الجانب الاخر من البحر ..مضى زمنا طويلا لكنها تردد سيعود لياخذنى اليه مثلما وعدنى سيفى بوعده لايمكن ان اغادر الى مكان اخر من دونه !!
اين هى ؟ اين الولد ؟ يصرخ فى قلب الظلام لم يعد يحفظ عدد الدرجات يتشبث جيدا حتى يصل الى الباب ..لاتجيب ..يصرخ باسم الصغير..اين ذهبت صاحبة المنامات ؟هل خافت من اهل الحى ورحلت؟ولكن اين الصغير؟شعر بالباب ينفتح اخيرا بعد ان ضرب بكتفيه ..رائحة العفن ..لم يستطع كتم انفاسه ..ماذا حدث لهذا البيت؟ الرائحة تغطى على كل شىء برك مياه سوداء يضربها بقدميه ..متى تصدعت الجدران ؟!! لم يغب كل هذا الزمان ؟تذكر الغرفة المغلقة ركض نحوها كانت الرائحة اقوى كتم انفاسه جيدا ودخل ..لم يستطع كاد ان يتقيأ كل شىء..اين ذهب الكنز؟اين ذهب الكنز؟يرتفع صوته فى المكان يركض الى الشارع من جديد لايجد سوى العجوز تختبىء من البرد ببطانية قديمة لاتكفيها ..يصرخ اين الكنز ؟اين هو اين الصغير؟ تردد اى كنز تلك الارض خراب لاتحمل اى كنوز سافر ولدى منذ زمن سيعود لياخذنى الى هناك سيشترى لنا البيت ويحضرنى لقد وعدنى سعيد لايكذب ابدا ..يتراجع يركض ناحية بيت الاخوات انها لبيبة انها ولا شك هى اخذت الكنز والصغير ماذا تريد منه ؟ لما تكرهه ؟يضرب الباب بقدميه متى اصبح بابها بتلك القوى ...الظلام لايترتفع عن المكان ..اين ابنى ؟اين الكنز؟سأقتلك انت والخادمة ..كان الكل مظلم ..المياه فى كل مكان ..تسحب قدميه الى الاسفل يحاول التشبث بأى شىء تاخذه الى الاسفل ..يحاول التنفس ..المياه تغمره ..يحاول التخلص من طعمها الكريهه ماذا يدخل فى جوفه ؟ يضرب بقدميه فى الهواء ..يحاول الصراخ من جديد بلا طائل..
فى تلك الليلة ارادته ان يظل بعيدا عنها ..يمسكها الصغير بخوف هل تريد تتركه فى الظلام مثل الاخرين ..كان يتحسس من خلفها الطريق ولكنها كانت تسير وكأنها لاتحتاج الى النور فى شىء.. لاتصرخ الليلة تسير فى خطىء ثابتة حيث منتصف الطريق ..يشعر بقدمه تنغرس فى الطين الرائحة الكريهه تحاوطهم الان ..يسمع صوت مياه تتحرك ..ترفع راسها الى الاعلى يفعل مثلها تحدق فى السماء الحالكة لاتتحرك يشعر انها لاتتنفس لكنها لاتسقط ..يرتعش جسده من البرد السماء تمطر ..
تغطى المياه قدمه من الاسفل تنهمر عليهم من كل مكان ..لاتزال تنتظر طائرها ربما يخطفها ويحلق بها بعيدا عن هنا بعد ان يدمر لاجلها كل شىء ..ولكن ماذا عنه هو هل ستتركه يرحل معهم ؟ هل تحبه ام تكذب؟ يسمع صوت صراخ انه يعرفه انه هناك بمفرده يتحسس طريقه يتعثر ..الحلوانى انه هناك ألن نساعده ؟يهمس لها ولكن لا لاتتحرك لاتستمع صوت المطر يقوى لاتحتمله فتحات الارض فتخرج ما فى جوفها عليهم..يستيقظ اهل الحى ..الصرخات تاتى من بعيد صوت الامطار يغطى على كل شىء..
لايعرف ان كانت هى من سقطت وارتطمت على الارض ام جسده ..يريد ان يسقط ويمدد جسده ..الخدر يسرى فى عروقه يغمض عيناه فحسب من بعيد ياتى صوت صراخ الحلوانى باسمه يمتزج بصوت ارتطام الجدران بالارض ..من بعيد تركض لبيبة على صوت الارتطام تحاول البحث عن ابنها بعيناها ..بعد ان وضعته تحت تلك الارض قربانا للكنز هوذا ياخذ جسده بعيدا عنها ..ضوء الشمس يلفح وجه من جديد قبل ان يستسلم لنوم لذيذ.

-النهاية