الحكاية السرية لبناية مريم3



مارينا سوريال
2018 / 11 / 27

تؤامها تلك الكلمة المتلازمة اللعينة لكل شىء يخضها اختصر داخلها فلا اسما اخر يفصلها عن مريم ولا ملمح يجعلها اخر .. ارقبها تخرج من بنايتها بنايتى التى سرقت ؟تكاد تختفى داخل جلدها اصبحت كتلة منه لا احد يعرف معالمها سوى مرافقها الوحيد بواب العمارة الذى يئن بعد ان نخر عظمه هواء البحر الضارب لم تفلح معها الاغطيه
تراقبه يتحرك ببطء الى الداخل الى غرفته الضيقة التى بقيت على حالها بعد ان ماتت زوجته ورحل جميع اولاده عنه ..تضربه النوة ربما تاخده تتمنى ذلك لن تتمكن من العيش هنا وحيدة قريبا سترحل وحينها سيعود اليها الحق فى امتلاك الجدران ستحطمها وتعيد تشكيلها من جديد لن تكون هناك مريم او بنايتها القديمة سيمضى كل شىء لاجل حياة جديدة ..حياة تؤامها..
فى الماضى حصلت بالاحتيال على كل شىء صار البيت لمريم وحرم الباقين من الارث ،لكن الارث كان حقا لها هى وحدها ..هى من عاشت فى الظل منذ ذاك اليوم الذى ضربت فيه النوة الاولى وهطل المطر قيل لها فى ذلك اليوم سمعت القابلة صوت مريم بينما لم يصدر عنها هى صوتا حتى اعتقدوا انها ميتة لكن فى لحظات انفجرت فى البكاء ..تدثروا جيدا بعد اسبوع حل الجميع فى ارجاء البيت من قاطنيه من حاسديه يحصون درجاته واحدة تلو الاخرى ارتفاع سقفه اتساع غرفة وكثرتها مهابة البحر وهو يضرب بهواءه داخل صدورهم ..كانت العمة الكبرى اول الحاضرين امتلىء صدرها بالابتسام فقد حظيت بثلاث ذكور بينما حصد اخيها الاصغر الاناث لم تنسى قط انه اقتسم اكثر من نصف تجاره ابيها ولم يتركها لها وشقيقاتها الثلاث سوى النذر القليل بالكاد يكفى احتياجتهن..لم يفكر بالسؤال ان كانت واحدة منهن بحاجة فيما مضى عندما كانوا صغار تذكرت انها كانت تحبه ..كان دميتها ترفعه تهدهده تطعمه تمسح الوسخ عن ملابسه اما اليوم كانت تفكر فيما لولم ينجب اباها الصبى ..استمرت الزينة تحتفل بالفتاتين تلمح عين اخيها من بعيد تلمح قلق زوجته ..تخفى الراحة ..بينما وقف الاب يراقب الصغيرتان بين يدى الام والجده بينما اقسم فى قلبه الا ترثه واحدة من الاخوات ..
كانتا الصغيرتين متماثلتين فى كل شىء حتى السادسة لم تكن تفرق بينهما سوى الام ولا شىء اخر من منهما العابثة من منهما الهادئة لم يعرف حتى اصبحتا فى الثانية عشر بينما احتفظت مريم بامتلاء جسدها نفضت التوام عنها الامر وباتت انها تريد الاحتفاظ بالعظم فقط من كل شىء ..كانت الكبرى تسخر منها تناديها بالعظمة بينما كانت الاخرى تغتاظ لكنها تطلق الضحكات ..لم تنسى بعد كيف انها اغضبت الكبرى من قبل فقامت بخدش ذراعيها بالكامل وكان عليها ان تخفيهما عن اعين الام لم يكن عليها فضح التؤام الكبرى لذا عندما عادت الى البيت قاومت كثيرا حتى لاتبكى امام امها وانتظرت حتى حان المساء وبكت فى فراشها بعد ان نامت اختها وحل الظلام فى المكان وهكذا تعلمت الا تبكى امام اى انسان مطلقا ..بينما كانت عظام الكبرى تنمو وتبدو اكثر ضخامة من غيرها كانت تؤامها تبدو دائما هزيلة الى جوارها استمعت الى كل كلمات السخرية ولم تبالى لم يعنيها سوى الثقل الذى تشعر به على ظهرها عندما تضطر لحمل حقيبتها عوضا عنها !!كانت تراقب الممرضة القلقة وهى تراقب حرارة مريم كانت تبدو دائما محمومة فقط هى من تعرف السر فى ارتفاع الحرارة المصاحب للاختبارات دوما ولكنها ما استطاعت ان تتحدث فقط كعادتها تراقب وتحمل الحقيبة برفق ..كانت دائما ما تحصل على الرأفة من قبل الاب وهو يراقب العلامات فقط لم تجد التؤام مبرر كافيا لها مثل مريم فتعلمت ان تتحمل العقاب دوما ..كانت تسمع اسمها يرتبط بالبلهاء كانت الاعوام تمر وهم يتحدثون عن الطبيبة مريم تتعجب كيف ستصير وهى بالكاد تحصد العلامات المتوسطة لم يلحظ اى منهم ارتفاع علاماتها بالمقارنة بها ..لم تلحظها سوى عمتها الصغرى كلتاهما كانتا منسيتين وغير منسيتين انجبت ابنة واحدة لم تكن كالاخريات وكان تلك القابلة المبروكة اعطتها عند الولادة سحرا جعلها تحصل الجمال لها فحسب فلم يكن فى مثيلها لابنات عماتها ولا بنات الاخوال ..