الماركسية والمرأة



محمد جواد فارس
2018 / 12 / 7


أنكب كارل ماركس في شبابه على دراسة مصادر ثلاث وهي الفلسفة الالمانية والاقتصاد الانكليزي وكذلك الاشتراكية الفرنسية ، وهذا ماسمي بعد بمصادر الماركسية الثلاث .

1-الفلسفة الالمانية حيث درس هيغل ووجد فيه ديالكتيكه وفيورباغ ماديته ، وجمع ماركس بالاثنين حيث استنبط نظريته التي أطلق عليها المادية الديالكتيكة ، وكذلك المادية التاريخية , ووضع القوانين الثلاث وهي :

1-وحدة وصراع الاضداد (المتناقضات ).

2-التغير الكمي يؤدي الى التغير الكيفي .

3-قانون نفي النفي .



2-الاقتصاد الانكليزي . درس نظريات أدم سمث ودايفد ريكاردو ومن خلال دراسته خرج بنظريته المعروفة ، وهي قانون فائض القيمة او القيمة الزائدة ، نقد -بضاعة – نقد وهنا النقد الثانية تعني سعر البضاعة مع الربح .

3-الاشتراكية الطوباوية الفرنسية ، وبعد دراسته لي واضعي هذا العلم حيث درس ماكتبه الاشتراكيين الفرنسيون ، من امثال سان سيمون ، شارل فوريه ، وروبرت أوين ، خرج في نظرية الاشتراكية العلمية المبنية على العلم وليس على الخيال .

من خلال هذا المدخل المختصر للافكار التي طرحها كارل ماركس ورفيق دربه فريدريك أنجلس وعملت الحركة الشيوعية العالمية وحركات التحرر الوطني في العالم ، اريد ان اتحدث حول افكار ماركس بالنسبة للمرأة ، نشطت الحركة النسوية في العالم خلال الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي ،وذلك بسبب من الاضطهاد التي كانت تعاني منها المرأة ، مما جعل المنظمات النسوية تنشط سياسيا ولعبت الحركات النسوية اليسارية دورا مهما في تشكيل حركة التضامن مع نساء العالم .

المفهوم الماركسي للحركة النسوية يفصح عن أن أضطهاد المرأة يمكن أن يشكل جزءا حتمينا في العلاقات الاجتماعية الرأسمالية ، ورفض الماركسيون فكرة أن الصراع في قضية النساء موجود بطريقة مستقلة عن صراع الطبقات ،وكذلك المنشأ ، ومن هنا نجد ان الحركة النسوية الماركسية أو الاشتراكية أنقسمت عن الحركات النسوية الراديكالية .هذه الحركات النسوية خلال ثلاثة عقود ينصب تفكيرهم حول مسألة واحدة ومهمة هي لماذا النساء مضطهدات ؟ الاضطهاد يحلل على انه مندمج في بنية المجتمع ، ومن هنا ارتبط تحرير المرأة بقضية الصراع الطبقي ، وتبعية المرأة ناتجة من الرأسمالية ، أي في العلاقات الاجتماعية الرأسمالية ، ومن هنا أنقسمت الحركة النسوية الى حركات ماركسية أو أشتراكية والثانية الى حركات نسوية رديكالية . ولاشك ان سيطرة الاب هو جزء في الهيمنة الذكورية كنظام في المجتمع الحديث ، وهناك اراء تقول



أن الابوية كنظام هو سابق للرأسمالية ، حالة النساء في سوق العمل عن الرجال تختلف وهن يتلقين اجرا عن العمل أقل ، اي آنهن يوفرن للرأسمالية أياد عاملة رخيصة ، ولاننسى انه تم أستخدام النساء كسلاح صناعي أحتياطي خلال الحربين العالميتين في عامي 1914 و 1940 ، رأس المال كان بحاجة الى يد عاملة متجددة بشكل مستمر .

دور المرأة في نظام العمل المنزلي ، وهذا ما يجعلها مهمشة في أقتصاد ذي أجر ، العمل المنزلي يتضمن ( تحضير الطعام وغسل الملابس وتنضيف المنزل ) ومن هنا نجد ان العمل المنزلي للمرأة له قيمة معنوية وبنفس الوقت مادية . وقد تطرق الماركسيين الى العلاقة بين الازواج والزوجات وخصوصا عدم المساواة ، ولم يكن واردا أن يكون العمال طغاة في منازلهم أو ان تكون النساء البرجوازيات مضطهدات أيضا .

قسم ظهور الطبقات الاجتماعية النساء الى مجموعتين ، تلك اللواتي ينجبن ورثة مالكي وسائل الانتاج في المستقبل وتلك الواتي ستنجبن عمال المستقبل ، وان المسلمة القائلة بأنه يجب إتمام إعادة انتاج الطبقة الرأسمالية عبر القرابة البيولوجية هي قريبة جدا من أفتراضية إنجلس القائلة (بأن الرجال يشعرون بالحاجة الفطرية الى نقل التراث لنسلهم .

النظام الرأسمالي ينظر الى النساء كمجرد مصدر سهل للعمل لرخيص وعندما يشعر ان هناك نقص في الايدي العاملة وهو بحاجة الى تعويض عمل الرجال وخاصة في أيام الحروب بسبب من ان اللرجال يستدعون للخدمة في الجيش .

كسب النساء بعد تعليمهن لافكار ماركس وكسبهن الى الحزب الشيوعي ودخولهن في الصراع الاجتماعي مركزا مرموقا في الدفاع عن حقوقهن وتمكين المرأة بالمشاركة في رسم خطط بناء الدولة ، ودافع الحزب الشيوعي عن مسألة الاعتراف بحقوق المرأة ، واعتبارها أنسان والعمل من أجل تحقيق تحرها الحقيقي .

ولابد لي ان أذكر وبفخر وأعتزاز ما حصلت عليه المرأة العراقية بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ، حيث اصدرة حكومة الثورة قانون الاحوال الشخصية لسنة 1959 ، ومن هذه الحقوق أشير الى ابرزها .

1-حددت سن الزواج ال 18 عاما .

2- حظر القانون تعدد الزوجات .

3- اعطى القانون للمرأة حقوقا متساوية في الميراث مع الرجل .

4-حضر الزواج القصري .

5-حضر الزواج الموقت .

6-حضر تعدد الزوجات .

وغيرها من القوانين التي جاءت ضمن هذا القانون ، وهذا جاء بنضال رابطة الدفاع عن حقوق المرأة ويعد من اهم القوانين للاحوال الشخصية في الوطن العربي .

وستبقى المرأة الام والاخت رمزا رافدا للبشرية في كل مجالات الحياة