على هامش يوم مضى...وسيأتي مجددا يوم المراة



خديجة حسين نصر
2006 / 4 / 14

بينما تحتفل المراة سنويا بيوم لها، تجسد بذلك اليوم تتويجا لانجازاتها وتجديدا لمطالبها فان المراة الفلسطينية لا تجد ما يمكنها الاحتفال به في ذلك اليوم.

ويا حبذا لو اننا وجدنا ما يستحق الاحتفال!!!!!!!!

أتى يوم المراة في وقت تتصاعد فيه وتيرة العنف الموجه للمرأة وتتعدد أشكاله وصوره، بدء من الإهانة اللفظية وانتهاء بالقتل.

أتى هذا اليوم وما زالت المراة ضلعا قاصرا وجب ستره وخفض صوته.

أتى هذا اليوم وما زالت سلة القوانين تنضح بالظلم والتمييز، وتتساقط منها مواد الغبن والجور


أتى هذا اليوم وغالبية مالكي الاراضي والمشاريع الاستثمارية والسيارات الخاصة هم من الرجال

أتى هذا اليوم وقد بلغ عدد النساء اللواتي تم تهجيرهن بسبب الجدار العازل لعام 2004 فقط 2570 امرأة.

أتى هذا اليوم والمراة الغزية لا تجد خبزا.

وما زال الأخ الثائر يتربص أخته ليغسل بدمها عاره.

وما زالت المراة مغيبة عن مواقع وضع السياسات وصنع القرارات.

وما زالت نسبة فقر النساء الأعلى في الوطن.

وما تزال قضايا المراة منبرا اعلاميا خصبا لمحبي الظهور والمتاجرة.

وما زالت المؤسسات النسوية تطلق على نفسها حركة نسوية.

وما زال هناك 117 أسيرة في سجون الاحتلال، 18 أسيرة منهن أمهات، و5 دون سن الثامنة عشرة.

وما تزال أمي لا تعرف ان لها يوما يحتفل فيه العالم...وبلدها.

يأتي هذا اليوم وقد بلغ عدد الولادات على الحواجز أكثر 55 ولادة خلال ثلاث سنوات.

وما تزال نساء البادية لا يجدن قراءة ما كتبت.

وما تزال المراة اللاجئة تنشد "كوبون إعاشة"، وتبحث عن قليل من الشمس بمحاذاة صفيح بيتها.

وما زال موضوع الحجاب حاضرا اكثر من قضية وطن.

وما زال الرحيمون في مجتمعنا يصرخون محتجين مناصرين "رفقا بالقوارير".

... ......يأتي هذا اليوم والمراة تحمل ضدها.

فلماذا تحتفل المراة بيوم لها...إذا كانت كل الايام الباقية عليها ؟؟؟؟؟!!!!!!!!