النسخة الإسلامية من -زوجات ستيبفورد- Stepford Wives



أشرف حسن منصور
2018 / 12 / 22

زوجات ستيبفورد" هو عنوان رواية للمؤلف الأمريكي إيرا ليفن Ira Levin، نشرت سنة 1972، وتحولت إلى فيلم سنة 1975، وأعيد إنتاجه سنة 2004. تدور الرواية حول سكان جدد لضاحية أمريكية، يلاحظون أن الزوجات في الضاحية في منتهى الخضوع والطاعة لأزواجهن، وعندما يشكون في الأمر، يكتشفون أن الزوجات عبارة عن روبوتات آلية Robots من صنع الأزواج. الفرق هو أن الرواية وفيلم سنة 1975 يركزان على أن الهدف من تحويل الزوجات إلى روبوتات هو جعل الزوجات تقبل حياة الضواحي المملة الرتيبة وتقبل ترك الأزواج لهن لفترات طويلة للعمل في المدينة، مع الطاعة المطلقة بدون نقاش طبعاً وتنفيذ الأوامر. أما فيلم سنة 2004 فهو كذلك يؤكد هذه الأغراض لكن مع إضافة غرض آخر، وهو جعل الزوجات مثل نجمات الإغراء في الجمال والجاذبية، وتحويلهن كذلك إلى نموذج ربة المنزل الماهرة والمحبوبة على شاكلة نموذج الزوجة الذي كان سائداً في أفلام دوريس داي في الخمسينيات والستينيات.
صار مصطلح "زوجات ستيبفورد" Stepford Wives جزءاً من الثقافة العامة وأصبح يستخدم للإشارة إلى الزوجة الخاضعة بالكامل لزوجها والتي لا حول لها ولا قوة، المستكينة التي لا حيلة لها.
لدينا في بلادنا "زوجات ستيبفورد" إسلامية، يريدها اليمين الديني المحافظ، إذ يطالب بترك المرأة للعمل والعودة للمنزل، وبأن يكون المنزل وتربية الأبناء ورعاية الزوج هو كل مهمتها في الحياة، وأنها خلقت للمنزل لا للعمل، وأن كرامتها في المنزل، وأن النزول للشارع هو إهانة لها وإقلال من شأنها ويعرضها للمخاطر، وأن بقاء المرأة في المنزل أوفر في النفقات. وطبعاً يتم كل ذلك بصنع امرأة ستيبفورد إسلامية بالتحكم في زيها ووضع الشروط ورسم الحدود والقيود عليه. الفرق بين زوجات ستيبفورد الأمريكية وزوجات ستيبفورد الإسلامية، أن النسخة الأمريكية مصنوعة بالتكنولوجيا العالية والبرمجة الرقمية العصبية، أما النسخة الإسلامية فهي مصنوعة وفق أيديولوجيا يمينية تعمل بطريقة العبودية الطوعية وبآليات الإقناع والهيمنة.