الحكاية السرية لبناية مريم ..الحكاية الاخيرة



مارينا سوريال
2018 / 12 / 25

مريم
تعلمت ان انتظر خطواتها لسنوات طويلة والان اعلم جيدا انها تريد الجدران تريد الذكريات كل شىء يعود للتؤام من جديد سئمت ان تحتل مريم الضخمة كل شىء
طوال تلك السنوات ..محقة صرخت لها فى المرة الاخيرة انا هنا انتظرك سمعت قدماها ..
تقف لاتتحرك صرخت اكثر لاتزالى على حالتك جبانة تؤام جبانة هيا تعالى انظرى لى انا هنا فى الداخل
تراقب الغرفة الواسعة التى اعيش فيها تلك الغرفة ذاتها التى كنا نجلس ونتحدث ونصرخ سعادة فيها كانت السمراء اسرعا ضحكا وصخبا تتلقى العقاب دوما لانها ليست فتاة عاقلة ومهذبة
تصدر دائما الاصوات العالية الصاخبة تخيف الام والعمة لاصغرى ..كنت انا من لمحت نظرات حمزه وهو يحمل الاغراض فى طريقة للمطبخ عوضا عن اخته رايتها تضحك فيضحك لها خجلا
كانت الاجمل فى كل شىء والاسرع لااحد يسبق مريم سوى السمراء حتى فى الضحكة الصاخبة..جسدها يستدير ينمو يضحى اشهى قبل الاخريات اسمعهن يتحدثن حول تزويجها قريبا
لايزال جسدى ضخما على حالتة كلما تزداد نموا اصبح اكثر ضخامة ومتانة لااستدارت فيه وكانه جزء واحد حجرا ضخما بلا ملامح
حتى ان التؤام ستصبح قريبا مثل السمراء بينما جسد الضخمة سيبقى على حالته..اراقبه الان يتمدد تترهل عضلاته يصبح قابل للكسر بسهولة يصدر اصواتا للاحتكاك فى كل حركة
انها مريم الملعونة ..اصرخ ايتها التؤام تعالى الى هنا انا انتظرك منذ سنوات هيا..اسمع صوت ضحكات السمراء فى اذنى انها تركض من حولى فى الغرفة خفيفة كالريشة ترقص ترقص رقصتها التى احبتها
دوما امتلكت صوتا يغنى مع الكلمات..
هيا انت ايضا اردتنى ان افعل هذا؟تراجعت اقدام التؤام عن المغادرة تعود اصرخ اكثر..انت ايضا اردت فعل هذا بها؟كنت انا الاقوى لفعلها فحسب ..رأيت عينيك تلذذت برحيلها لم تعد هناك لتقارن بك
اسمع دقات قلبها اكثر تقترب منى اسمع صوتى اللعين يصرخ انت اردت منها حمزة ..منا كلانا اخذته انت الاجمل ايتها التؤام هل انت سعيدة الان ؟..قتلنا السمراء سويا
قدمها تترنحان اعلم الصوت عيناى لم تعد ترى سوى السمراء لكن اذنى لاتزال تسمع كل شىء اسمع بكائها صراخها باسمى ملعونة ملعونة ..لم ارى اللون الاصفر بتلك القوة من قبل اراقبه يشتعل فى جسدى الهث اسمعها تصرخ اصرخ معها...
الابن
عاد ووجد هديته لقد هدمت لاجله كل شىء انتظرته اشهر ليجدنى لاسمع تلك الكلمة الملعونة التى لم ينطقها لاحد من قبل شكرا ..اخبرتنى الشقيقة انه يعيش باحد الفنادق ويسافر لالقاء ندوات حول الجوع والفقر فى بلاده..يتحدث فوق المنصات ويستمع اليه الالاف من المهتمين
اصبحت له مقالاات للنشر فى الصحف الكبرى يطلقون عليه محلل اقتصادى الان !!كيف لم يحلل حياتنا اذن وهو بتلك البراعة التى يصفونها به عند انتهاء اللقاء التليفزيونى بالبرامج الهامة..
فى الخريف القادم سيصدر كتابا جديد عن عالمه الثالث..اغلق التحقيق لم يخبرهم عنى اخفانى جيدا ..قلت لها فعلها لاجل نفسه وليس لاجلى تنهدت ستغادر الى باريس مطلع الشهر المقبل ستبدأ عامها الجديد هناك سيرتها المهنية الصاخبة التى حلمت بها ستبدا لكنها خائفة..قلت لها انها ستعود قريبا يمكن للامور ان تكون افضل سيصبح لدى بيت ساقوم ببنائه بنفسى يمكنها القدوم والبقاء فيه خجلت ان تسألنى من اين سأحضر المال لابدأ هل من تلك الصور والمحادثات الخاصة للاخرين؟..