هند حناوي



سلمان محمد شناوة
2006 / 4 / 16

الكتابة فى موضوع هند حناوى موضع شائك بين الخطيئة والصواب بين الحق والباطل بين الوقوف مع او ضد ,هل اخطئت هند ام لم تخطئ ما موقف المجتمع والدين منها واين تقف مؤسسات المجتمع المدني منها ومن قضيتها ..من نافلة القول ان نقول ان الخطيئة لا محامي لها .. وان الجريمة لا مدافع عنها ...
هند كسرت المحرم وتعالى صوتها فى امور تعودنا السكوت عنها واذا حدثت نبحث عن المخارج بعيد عن الضوء ..هذا الموضوع تحاول مجتمعاتنا دوما بحث الحلول عنها بالظلمة من باب (( واذا ابتليتم فاستتروا )) كل الناس فى مكان هند كانوا استتروا ....
علاقتها مع احمد الفيشاوي تخللها الخطا منذ البداية ...حيث كانت رغبة استترت بعقد لم يكتمل اركانه كان فى كل اندفعها لتلك العلاقة المحرمة او الناقصة الاركان ثقافتها التي اوحت لها ان ذاك العقد يعطيها الحق بالمطالبة بكل الحقوق الزوجية الكاملة ..وكانت بالنسبة لابن الفيشاوي عقد يحلله من كل التزام قادم ..
ولكن حدث المحظور ... والمحظور هنا مرغوب فى العلاقة الزوجية الحقيقية ... وهو الحمل ...
فى الوضع الاعتيادي والذى سعي له زوجها هو حلول الخفاء ..الاجهاض حيث لا يثبت اى التزام على الزوج .. ويحل الزوجه من ذاك المظهر التي تظهر به كخاطئة ...امام مجتمع لا يحترم علاقات الظلام .. مجتمع يعتبر كل علاقة تمت بالخفاء علاقة محرمة ..ولا بد من القضاء عليها ...
هند رفضت هذا الحل ... وقاتلت من اجل المحافظة على على هذا المولود ..وقفت امام المجتمع الذى يرفض هذه العلاقات ..لكنها تمسكت بالعقد غير مكتمل الاركان ..فكان عقدا فاسدا .. ولكنه لا يضفي صفة الزنا على تلك العلاقة .....
الغريب ان احمد وابوه تمسكوا بصفة الزنا على العلاقة حتي لا يعترفوا بالابنة ... وكأنهم وجدوا فى الزنا مخرجا لابنهم مذه العلاقة ....
اتوقف دائما باحترام امام موقف ابو هند ...هذا الاكاديمي الذى وقف مع ابنته مدافعا عن حقها فى الحب ..حقها بالحرية بعقد زواج ..حقها بالمحافظة بذاك الجنين الذى بدا يتحرك بأحشأئها ....
رافقها بكل خطوات المحكمة والظهور امام عدسات الفضائيات والصحافة ..والاسئلة المحرجة التي تتهرب كل البنات منها ...
فى ذاك الزمان القديم فى بداية البعثة النبوية ...اخطئت امراة ..وجاءت للرسول تعترف بخطئها ..قالت له طهرني ...فاقام عليها النبي الحد ..وكان الحد الرجم ..واثناء الرجم تناثرت دمائها قال عمر (( انه دم نجس )) قال الرسول (( والله لو وزعت توبتها على المدينة كلها لوسعتهم )) ... ولكن كم مرة فى التاريخ قرأءنا أو سمعنا عن امثال هذه السيدة.... القليل ..مقابل ذلك جاءت النظرية الاخرى والثقافة الاخرى ...اذا ابتليتم فاستتروا ..فشاعت ثقافة الستر بين المجتمع .... فصار امثال تلك المراة ..لا وجود لهن ....
حتي جاءت هند التي صرخت بكسر المحرم ..من قيود ..واطلقت صرختها ..ولكن كم امثال هند فى المجتمع..... قليلات ..وكم امثال ابو هند قليلون ..فالمتعارف عليه انه من اتته ابنته تعترف له بما وقع لهند ..يبحث لها عن اسهل الحول فاما ان يدسها فى التراب ..يغسر عاره ذاك الذى يعتقده عارا ..او يبحث عن عيادت الاجهاض فى الازقة الخلفية للمستشفيات .. ويجرى عمليات الترقيع كأن شيئا لم يكن ..وتذهب الى بيت زوجها الجديد ..كامراه لم يمسها احد .... وكم هم امثال الفيشاوي وابنه ..المجتمع كله صورة للفيشاوي وابنه ..فلازالوا يبحثون عن حلا بعد حل بعد حل ..يرضون به مجتمع بات يحتقرهم وبنفس الوقت بات يحترم هندا وابوها .....
قيام سبعمائة محامي بالدفاع عن هند بالاستئناف المقدم فى المحكمة دليل عن تحرك العقل المثقف الجماعي بالوقوف امام تلك الصرخة التي اطلقتها هند ..لا اعتقد ان هند بصرختها تلك ..تريد اقرار عرفا جديدا يدعوا بنات جنسها .فى حالة حدوث ما يشبه حالتها الوقف بوجه المجتمع ..لا نها استطعت ان تطلق تلك الصرخة لانها بنت بيئة مثقفة قادرة على اطلاق كلمة...ولكن ابنة الريف او القرى البعيدة .. او ابنة المناطق والازقة البعيدة...او ابنة الجوع والعرى فى المدينة الكبيرة ..لا تستطيع ان تطلق هذه الصرخة ...وكأن اطلاق تلك الصرخة بات نوع من الترف لا يحققه الا ابناء الطبقة الممتازة .....
هند كل الذى تريده ..المحافظة على ابنتها ..وان يعترف المجتمع بتلك الابنة ..وان يعترف المجتمع ان علاقتها تلك ابنة اللحظة مع الفيشاوي .. لم تكن اساسها الخطئية بحيث باتت تفتخر بها وتعشق ثمرتها ابنتها بين يديها
وبقدر ماكسبت هند من تأيد شعبي واعلامي ..وحتي اجتماعي من هذه الصرخة ..فلقد خسر احمد واسرة الفيشاوي ..حتي احترامهم لأنفسهم ....
تحية لهند .... فامثالها قليون ... ولكن صرختها جعلت المجتمع ينتفض خوفا وترقبا من امثال هند ..اللوتي لا يرضين يان يقال لهن الحلول السهلة ...حلول الظلام لتعود جديدة كما ولدتها امها ..عذراء بكر لم يمسسها بشر...
هند اخطئت ...ولكنها اعترفت بخطئها ..وتمسكت بحق ابنتها بالحياة ... ومشيت الطريق الى اخره ... اعترفت ووقفت امام الجميع لتقول اجل اخطئت بقيام تلك العلاقة بالظلام ....ولكني ابداً لم اخطئ ..بحق ابنتي بالحياة ... بحقي بتلك الارادة الحرة..التي تجعلني اتزوج بملاء ارادتي ..او اقاتل بملاء ارادتي .....
احمد ... خسر معركته امام هند وامام المجتمع وامام نفسه ... واهله خسروا بهروبهم الى الازقة الخلفية يبحثون عن حلول المظلمة يتسترون بها ... يلبسونها اقنعة لهم ..كأن لا يراى عريهم احد ......
تحية لهند....................
تحية للصرخة .....فى وجه الظلم
سلمان محمد شناوة