مقطع من قصة حب في الخمسين



فارحة مجيد عيدان
2019 / 1 / 3

" فكثير من الرجال الشرقيين لا يحبون الجنس الرخيص والمبتذل. فهل ممارسة الجنس هو مجرد لإشباع حاجتهم الجسدية؟ ثم ماذا! ماذا بعد ذلك! فالرجل يرجع الى نفس المرأة التي ارتبط معها بورقة رسمية وللبيت الذي كوناه معاً. لكن في كل مرة يحس بفقدان جزء منه. تركه هناك عند الفتاة المومس والتي في اغلب الأحيان تكون مضطرة لممارسة هذا العمل لسد حاجتها المادية وليست الجسدية.
فأغلبهن يعتبرن ذلك العمل مجرداً من كل انسانية بل مقرفٍ لدرجة التقيء. لذا يضطررن الى شرب الخمر واحياناً تعاطي المخدرات، لكي تنسى او تتناسى الوضع الذي تعيشه.
فالمعادلة غير متكافئة، مع الأسف. والرجل يحس بذلك، لان الرجل يمارس الجنس مع المومس لسد حاجته الجسدية، اما هي فتمارسه لسد حاجتها المادية. وهو يدرك بينه وبين نفسه هذه المعادلة البسيطة وهي معادلة أخذ المتعة مقابل المال.
فالعملية الجنسية للرجل هي ليست ايجاد عبوة فارغة للتفريغ بها، او لغرض التفريخ فقط… بل هي للمراة مثلما للرجل، عملية اجتماعية، طبيعية، تعاطفية وسلوكية، اذ انها تعكس سلوك الفرد، وللتخلص من اعباء يوم عمل طويل.

من كتابي " صوت بداخلي"
متمنية وقتا سعيدا بقراءة مجموعة قصصي…