الفرار من جديد..سوزوران



مارينا سوريال
2019 / 1 / 6

ارسلوا فى طلبى عرفوه اين اكون اخيرا..هكذا اخبرتنى الجده فى الصباح اخذت الصغير خرجت من قريتى جبرة من جديد مثلما فعلت امى منذ زمن ورحلت
رأيت دموعها وهى تراقب الصغير يرحل تذكرت دموع امى وهى تضطر للرحيل الى المدينة الواسعة عنها لم تحبها قط لم تحب اكثر من قريتها تردد انها تحيا فى الغربة وستظل بها الى النهاية
ليس اشد عقابا من الغربة ان ينسى الانسان طعم المكان الذى ولد فيه كل شىء يعود الى الميلاد صوتها فى اذنى..
ارحل حيث شنغهاى لايزال صغيرى يبكى ..
وعدته انه سيرى عالم ديزنى لاند الخاص بنا..صرخت كطفلة مع صغيرى نسيت مخافوى من يطاردونى من يريدون الصغير منى ..كان الصغير يصرخ طربا ونحن فى كهف المغامرات
وجزيرة الاميرات تحولنا بالقارب المياة تتحرك من تحت بهدوء ...
اسمع صوت السكون ينطلى من داخلها من جديد يعيد اليه السكينة اه لو انسى الامر الى الابد ونبقى هنا
الى الابد فى جزيرة الاحلام وسط القصص السحرية والاحلام لاتنتهى الى الابد ..
الشر يدوم ولا ينتصر تبقى قوى الكون متوازنة مثلما تعطى الشر قيمة تجعل من الخير قيمة اكبر وهذا ما لم اعد اراه ارى الشر يتمجد فى كل شىء..اخشى على صغيرى ان يكبر ويتعرف اليه..
منذ اشهر كنت اتناول الطعام فى اشهر المطاعم لم اكن اهتم كثيرا للسعر ..الان اشعر بالجوع وابحث عن طعام جيد للصغير ورخيص ..اسير حتى وجدت ضالتى بداخل السوق راقبت وجوه الشكان المحليين يملئون القاعة
اشعرنى هذا ان اننى سأجد مطلبى هنا كان الصغير متشوق للطعام..طلبت طبقا كبيرا من الزلابية الشهية والجمبرى و حساء الفاصوليا
اتناول واراقب بسمة الصغير يضحك كلما تناول قطعة جديدة من الزلابية ويجدها لذيذة
الصغير يضحك عندما يستمتع ويبكى عندما يشعر بالالم لاالغاز هنا بيسر تتعرف على المطلوب وترشده تمسك بيديه الى الطريق حتى يكبر ويسير فى طريقه بمفرده
لست حزينة انه سيكبر يوما ويرحل عنى الى عالمه الخاص بل اخشى الا يحب هذا العالم ان لايكون حيث ينبغى له ان يفعل..باعلى المطعم فى الطابق الثانى كان هناك فندقا رخيصا
استقى الصغير فى المياة الدافئة من الجيد وجود مياة دافئة رغم رخص الاسعار فى تلك الايام فى زمن اخر كانت المياة الساخنة نعمة لاتحصل عليها بسهولة
نعما بسرير دافىء استلقى لاصغير بحضنى وتمكنت من النوم ..ماذا يحل بالجدة؟خطرت فى ذهنى شعرت بالقلق لم يكن مسموح ان اتصل بها من جديد سيعود الرجال الى بكين ربما للبحث من جديد لن يجدونا فى تلك المدينة الواسعة اغمضت عينى سبحت فى النوم ...