لأن صَوتُها ثَورة



نوارة العقابي
2019 / 1 / 23

الساعة تشير الآن الى الخامسة والنصف فجراً ،أنه يوم الجمعة،لازلتُ مستيقظة،ويبدو ان حبوب المنوم التي ابتعتها مؤخراً لم تُسكت طبول الاسئلة التي تقرع بدماغي بإستمرار .
انشغلتُ حينها بمتابعةما يُدون على الفيس بوك بحثاً عن شيء مهم يستحق وقفة، حتى بدأت اصوات المايكروفونات تصدحُ بأسم الله ، الله اكبر الله اكبر
نعم، هكذا يُعلن عن شروق الشمس هنا
وبدل من ان تكرمني هذه الاصوات المتداخلة النُعاس زادتني تساؤلاً آخر ، لمَ الرجال وحدهم من يُسمح لهم بتلاوة هذه الكلمات في مآذن الجوامع؟ لمَ لا تكون المرأة مؤذنة؟
لاتزال المرأة في العراق مهدورة الكرامة ، غائبة عن الوعي في دوامة من الإرهاق والمسؤوليات والانشغال وحتى الكسل، مما سَمح لكائن آخر بأن يحدد لها نسق حياتها وشكلها وماعليها سوى الطاعة .
في عام 2019 وبعد الثورات الفكرية والانقلابات، لازالت اغلب العراقيات يحتفلن بزوجٍ يسمح لهن بالخروج مع صديقاتهن وكأنه انجاز خارق للطبيعة ، بل تشعر هذه المسكينة بأنها بقمة الرفاهية ،ولاحق لها بالمطالبة بالعمل مثلاً لان لها زوج يتخطى حدود "اللامعقول"! وعليها أن ترضى "بقسمتها" الاستثنائية خوفاً من غضبه
وفي عالم مُوازٍ يحظى بنساءٍ ثائرات واعيات يكسرن المحظورات، تحتفل تونس بحصول المرأة على الكرامة وبكل مايحظى به الرجل من حقوق وحتى الأرث.
وعلى الرغم من وجود عدد لابأس به من الجمعيات النسائية التي تطالب بحقوق المرأة إلا ان هناك الكثير من الجاهلات بحقوقهن
متى تستوعب المرأة بأن لا أحد متفضل عليها بحقها بالعمل واختيار الزوج وحريتها بالتعليم ، ومساواتها مع الرجل بالوظائف؟
متى تتوقف عن الشكر والامتنان لانه يسمح لها بالخروج للتسوق، لمقابلة صديقاتها، ولان لها اصدقاء رجال؟ رغم ان هذا حق لكل البشرية
لا لأحد مِنّة بحق المرأة بمظهرها، وتمثيلها بالمجتمع وبكونها كائن له حق الحياة كما للرجل وبكل التفاصيل.
أعلم بأني لااقدم الحلول ولن استطيع في بلد لازال يعيش في قوقعة الجهل والقيود ، لكن التغيير يبدأ من ذواتنا وعلينا ان نحارب كل المفاهيم والعادات والتقاليد التي حَبست تاء التأنيث في زنزانة المطبخ ، ونعيش لتعلو اصواتهن في السماء يوماً ،يقدسن اسم الله، ونحتفل بأول أمراة مؤذنة لتكون اول خطوة لينال صوتها حقه
لان صوتها ثورة .....