رعاية المرأة وحريتها في منظور المحقق الاستاذ



باسم الجابري
2019 / 1 / 27

ربما يتفق الكثير على ان المرأة في المجتمعات العربية والاسلامية بصورة عامة لا تزال تفتقد الى الرعاية الحقيقية والمكانة العليا التي اولاها لها الدين الاسلامي الحنيف، ومع ان هناك بعض المحاولات من قبل منظمات انسانية او اجتماعية تحاول ان تتبنى نشاطات معينة لتبرز الدور المهم والريادي للمرأة العربية ، لكنها تبقى مقيدة وتفتقر للديمومة بسبب افتقار تلك المنظمات الى البعد الأممي والجماهيري الذي من خلاله تطرح تلك المشاريع الريادية الى الامم الاخرى لعكس الصورة الحقيقة للخلق الرسالي الذي تبناه الاسلام.
وبالتالي فان الصورة تبقى مشوهة مما يعطي فرصة للمتصيدين ان يطعنوا بالفكر الاسلامي الحقيقي من خلال هذا التقصير والقصور الذي يجتاح المؤسسات المسؤولة عن الارتقاء بالمرأة بما يضمن التعايش المطلوب في المجتمع مع حفظ الكرامة والمكانة والخلق الرسالي وابراز الغاية الانسانية المثلى التي اعطاها الاسلام للمرأة .
ولو اطلعنا على عدد من المؤسسات والرموز الاسلامية في عموم عالمنا الاسلامي نجد ان هناك فجوة كبيرة بين حقوق المرأة التي وهبها الاسلام لها وبين الواقع المرير الذي تعيشه في عالمنا الاسلامي ، وكل ذلك بسبب الاهمال ومحاولة الانتقاص من هذا الكائن الرسالي ووضعها في موضع التابع للرجل بطريقة تبعدها عن ممارسة واجباتها الرسالية في الحياة.
وقد لفت انتباهي وانتباه الكثير من المطلعين على منهج الفكر الوسطي المعتدل الذي ينتهجه المحقق السيد الصرخي الحسني في بحوثه ومحاضراته المنتشره عبر صفحات الانترنت، لفت انتباهنا حرصه الشديد على ان تقوم المرأة بواجباتها الرسالية حالها حال الرجل وعدم انزواءها بين اركان المنزل وتحت كنف الرجل ، حيث اعتبرها بالاضافة الى العنصر الانساني المادي فهي ايضا احد اهم الاركان التي تساهم في بناء الانسان ، حيث قال : " المرأة تمثل احد الاركان المسببة زيادة العنصر الانساني الجسدي وما يتعلق به من ماديات ،وكذلك تمثل احد الاركان الرئيسة المسببة لتعميق الايمان وترسيخ المبدأ او التهيئة لتكامل الانسان واستعداده لمعرفة الحق والانتصار له والترقي نحو الحرية الالهية المقدسة والفوز برضا الله سبحانه وتعالى ونيل الحياة الابدية في جنات الخلد والنعيم الدائم "، مبينا ان " الحرية الحقيقية والواجبات الشرعية والاجتماعية والفكرية الواقعية المقدسة هي التي أبرزها الإسلام ومنحها المرأة وحقق لها المساواة في الحقوق والواجبات الشرعية والاجتماعية والفكرية ، مع الحفاظ على عفتها وشرفها وكرامتها ، فأوجب عليها الشارع المقدس كما أوجب على الرجل ، طلب العلم فجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة وجعل بل أشار إلى أن الأم مدرسة وأساس في وجود المجتمع وصيانته من الانحراف فأرشد إلى الطرق والوسائل المناسبة لتربية المرأة، وإلى المواصفات المتوفرة في الزوجة والأم لإعداد الكوادر والطاقات الصالحة من الأبناء (الذكور والإناث) لخدمة المجتمع والدين، وقد أقر وأمضى بل أمتدح الشارع المقدس مواقف المرأة التي شاركت في الجهاد بالنفس والمال في ساحات الحرب، أو التي جاهدت في العمل لجلب الرزق لعيالها أو التي جاهدت بموقفها وكلمتها في نصرة الحق وأهل الحق ".
لذا اعتقد ان الرموز الدينية التي تمتلك قواعد شعبية وتمتلك بعد جماهيري كبير عليها ان تتبنى المواقف الداعمة للمراة وابراز حقوقها واعطائها المتنفس الحقيقي لابراز القدرات والامكانيات الكبيرة التي تمتلكها المراة وجعلها عنصرا مهما في بناء المجتمع لايقل - ان لم يكن اكبر - عن الرجل ، وابراز النشاطات النسوية بطريقة اسلامية بعيدة عن مبدأ اذلالها وابتذالها تحت مسميات الحرية الغربية او الحرية الجنسية التي يدعو اليها الكثير من دعاة التحرر الفارغ للنيل من المجتمعات وجعلها مجتمعات حيوانية التفكير لا اكثر .