التدين والتحيز الذكوري، علاقة طردية



نديم علاء القحوي
2019 / 1 / 28

‎لماذا يركضن النساء في المجتمعات المتدينة وراء عبوديتهن ؟!

‎ما إن تكتُب تعليقاً يمُس الدين توضح من خلاله وجهة نظرك حول قضايا المرأة فيما يخص مساواتها بالرجل حتى تنهال عليك التعليقات من كل حدبٍ وصوب وكل ذلك من أجل تبرئة الدين (الذي لابد أنه السبب الأكبر إن لم يكن السبب الرئيسي في كل هذه القضايا) وإسقاط كل الاسباب على العادات والتقاليد .

‎من يستطيع الإنكار أن المجتمعات كلما كانت متدينة كلما كانت نظرتهم للمرأة ضيقة ؟!
‎المرأة في المجتمعات المتدينة مهضومة ومظلومة الى حد كبير ، نستطيع القول أن العلاقة بين (التَّديُّن والتحيُز الذكوري) علاقة طردية ، فالمرأة لم تُذكر في الأديان بشكل عام والإسلام بشكل خاص إلا عندما تريد أن تُرغب الرجل باشياء معينة كالجهاد والعبادة .. وهناك أمثلة عديدة سأذكر منها مايلي : حور العين والسبايا والزواج ب اربع نساء أضف الى ذلك ملكات اليمين .
‎كل هذا لا يدع مجالاً للشك ان الاسلام دين ذكوري بإمتياز ، فهو يعتبر المرأة قيمة لا إنسان ( مجرد سلعة مثلها مثل الذهب والفضة ) وتم تجريدها كلياً من معاني الحياة والإنسانية ، أنا أتحدث بالطبع عن المرأة التي لا تختلف عني في شيء سوى التكوين ، أتحدث عن المرأة التي لايستطيع أحداً مهما بلغت قوته أن يمنحها لأحد .

‎تعتقد المرأة في المجتمعات المتدينة أن الدين كرمها وساواها بالرجل مستدلةً بذلك أن الدين أمر بإكرامها وحسن معاملتها وكذلك خصها بسور معينه ( النساء ، مريم ) مثالاً ، متناسيةً أن الدين كذلك أمر بالرفق بالحيوانات وكذلك ذكرها بسور ( البقرة ، الانعام ) مثالاً ، وهذا دليل قاطع فيما لايدع مجالاً للشك ان الأديان تعتبر المرأة ملك خاص للرجل ، بل أمرته أن يرفق بالحيوانات والاشجار التي سُخِرَت له وإذا ماعصت المرأة فليضربها.
‎المرأة في الدين ناقصة عقل وناقصة دين ، لها نصف مايأخذ الرجل ، لايحق لها الخروج من المنزل ، لايحق لها التعطر ، لا يحق لها ان تلبس ماتريد ، شهادتها بنصف شهادة الرجل ، يحق للرجل الملاعنة عند خيانة الزوجة ، وهي عندما تشتكي من خيانة زوجها ، إما أن تستوفي الشهود أو يُقام عليها حد القذف ، للرجل الحق في الزواج من أربع نساء وعلى المرأة ان ترضى وتتقبل ذلك بصدر رحب أو أنها مُخالفة للشريعة والدين ، الطلاق في يد الرجل ، لا يحق لها السفر بدون محرم ، صوتها عورة ، جسمها عورة .. إلخ

‎أما بالنسبة للمرأة التي تُفصل الدين كما يتناسب مع إنسانيتها وعقليتها "المعتدلة" فهي تحاول إقناع نفسها أن كل ماتقوم به من التزام ديني هو مجرد تعبد إن شاءت تعبدت أو العكس ، متناسيةً بذلك أنها مأموره وعليها الالتزام ، وأن هذا الالتزام ليس فقط مجال تعبدي وإلا لما لم يُفرض على الرجل؟؟