القواد المراهق يتربص بالقاصرات عبر الانترنيت



كاظم الحناوي
2019 / 1 / 30

ما هي طبيعة مخاطر الأنترنت المحدقة بالاطفال؟

ان العوالم الافتراضية التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل بين ثناياها خطر الكبير وهاجس مخيف من طبيعة الأشخاص الذين يتعامل معهم الطفل وطبيعة الحوارات التي يتم تداولها. فلا يمكن البتة التكهن بمن يوجد خلف شاشة الطرف الآخر، هل هو طفل صغير آخر أو مراهق يبحث عن قضاء وقت ممتع أو وحش آدمي يتربص بالأطفال لحاجة دنيئة في نفسه؟

في أوروبا الغربية لا تزال الانقسامات عميقة بين دعاة التنظيم ودعاة التحرير. فالبعض يعتبر أن الدعارة شر لا بد منه وأن من الأفضل مراقبتها لدواع اجتماعية وصحية وأخلاقية، فيما يعتبرها البعض الآخر منافية لكرامة الانسان المنصوص عليها في الاتفاق الدولي المعقود في العام 1949 لمكافحة الدعارة. وإن كانت الدول الأوروبية تختلف حول سائر ما يتعلق بهذا الموضوع إلا انها تتفق على أمر واحد هو ان الدعارة الفردية ليست مخالفة للقانون.

لذلك تواجه المدن البلجيكية ومنها مدينة انتويرب ظاهرة جديدة ما يسمى ب (loverboys) ويتعلق الامر بقوادين يتظاهرون بأنهم مراهقون ثم يجبرون القصر على ممارسة البغاء عن طريق الابتزاز،ومن أجل محاربة زيادة هذا النوع من الممارسات ، انضمت مدينة أنتويرب الى منظمة غير حكومية ( Terre des Hommes) او الارض للانسان للحد من هذه الظاهرة.

ورغم تمركز الشبكات الألبانية للدعارة في بلجيكا، وفي بروكسيل تحديدا، حيث تحتدم المنافسة مع الجنسيات الاخرى من أجل السيطرة على هذه التجارة، وفي أنتويرب أحصي وجود أكثر من 500 مومس من أوروبا الشرقية. فمن هناك يديرون عمل المومسات الشابات اللواتي يمارسن عملهن في باريس وبقية المدن الفرنسية الكبرى. يقيم القوادون والمومسات في فنادق المدينة حيث تبقى الشرطة عاجزة عن فعل أي شيء كونهم لا يرتكبون أي مخالفات. فتنطلق النساء يوميا الى مدن اوربا القريبة لممارسة البغاء فانتويرب على مسافة قريبة بالقطار من بريطانيا وهولندا والمانيا وفرنسا ولكسمبورغ .

ولكن رغم ذلك تزايد بغاء القاصرين في بلجيكا بشكل حاد في السنوات الأخيرة،ويرجع ذلك الى القوادين الصغار (loverboys) الذين يشجعون المراهقات على خلع ملابسهن أمام الكاميرا أو ارسال صور عارية ثم ابتزازهن وبالتالي يجبرن على ممارسة الدعارة،ويقول غيدون وارتسين من منظمة (الارض للانسان) هذا الابتزاز يذهب إلى حد أن بعض الاطفال يأخذون القطار بأنفسهم للذهاب للعمل في بلجيكا ، لانهم لا يرون مخرجا آخر.

ويضيف السيد وارتسين، القوادون الصغار هم قوادين متنكرين بزي مراهقين على الشبكات الاجتماعية ويضيف إنهم يجندون الأطفال من مواقع مثل Telegram أو Tinder.

و يستشهد السيد وارتسين بمثال احدى المراهقات البلجيكيات اللاتي من المتعاونات مع المنظمة انها تعطي 1000 يورو كل يوم لقوادها الصغير في حين لا تتلقى سوى 500 يورو ، اي لديها ما معدله 20 عميلا يدفع 150 في اليوم،ويؤكد وارتسين ليست الفتيات وحدهن ضحايا لهؤلاء القوادين بل هناك ايضا اولاد،وقد كشف تحقيق اجريناه ولازال الكلام للسيد وارتسين: ان هناك اطفال صغار ضحايا (loverboys)وهذا شيء مؤسف.

ولمواجهة الظاهرة قررت مدينة انتويرب التعاون مع المنظمات غير الحكومية و الشرطة والمواطنين لانقاذ هؤلاء الاطفال من الضياع وبالتالي القبض على هؤلاء القوادين.

بحسب استطلاعات الرأي في اوربا فان 52 في المئة من الاوربيين يعتبرون الدعارة قدرا لا مفر منه، لان المهنة الأكثر قدما في العالم يجدونها هي وسيلة للحد من جرائم الاغتصاب. وفي هذه الحجة ما يخفي حقيقة مأسوية، وهي ان 80 في المئة من المومسات اتجهن لهذه المهنة بالاكراه. فليست الدعارة عملا مهنيا، بل استثمار يمارسه القواد.

وبدلا من الإغراق في هذا الجدال الصاخب بين دعاة التحرير ودعاة التنظيم، من الأفضل الاهتمام بضحايا الانترنيت من القاصرين البنات والاولاد وانقاذهم من هذا الانتحار اليومي .