لماذا لبست الحجاب ولماذا خلعته؟



وردة العواضي
2019 / 2 / 2

بمناسبة اليوم العالمي للحجاب, واليوم ادخل في عامي الرابع بعد خلعي للحجاب منذ 2015 ولبسته لمدة 25 سنة متذ 1990. اسمحوا لي احكي حكايتي دون اي مغالطة ودون ان تخطوها اقلام اخرىوتخطأ في سردها.
كنت صغيرة جدا عندما ارتديت الحجاب, يصادف ذلك عام 1990 وانا في 13 من عمري في الصف السابع. كانت فترة انتشار الحجاب في الوطن العربي, وفي اليمن خاصة. على الرغم ان غطاء الرأس كانت موجودة في اليمن الشمالي كعادة اجتماعية وكانت توجد غطاء الوجة لكن بشكل مختلف عن البرقع والنقاب التي دخلت مع التيار السلفي والاخواني في اليمن.
ما زالت اذكر في عام 1985عندما دخلت لاول مرة الأسواق العبايات السوداء مع الحجاب الاميرة والقفازات وكانت هناك بمقاسات صغيرة من عمري انذاك وكنت في الصف الثالث الابتدائي و في التاسعة من عمري. كانت تبيعه بائعة متجولة, فطلبت من امي ان تشتري لي واحدة لانها كانت موضة دخلت الاسواق وامر يسهل علي مشقة تصفيف الشعر, لان الحجاب الاميرة ابو قطعتين جميل وسهل ارتداءه.
اما بخصوص الفتوه الدينية عن الحجاب و التي وصلت الى مدارسنا الابتدائية والاعدادية كانت عن فرضية النقاب الاسلامي مع لبس القفازات جاءت متزامنه مع دخول التيارات السلفية الوهابية والاخوانية الى اليمن الشمالي بين عام 1989 الى 1990. وهذه الفترة التي بدأت فرض صلاة الظهر في المدرسة بعد الاستراحة بشكل جماعي وملاحقة الطالبات اللاتي لا تريد الصلاة واجبارهن على الصلاة.
اذكر ذلك اليوم التي جاءت به امرأتين واحده منقبة كاملة نقاب اسلامي والأخرى تلبس حجاب وتضع علية غطاء للوجة و ليس.مع رداء النقاب. حيث اعطونا محاضرة عن فرضية النقاب ولبس القفازات وانه امر من الله ونبية وعليه جنة ونار وليس امر يستهان به فهو امر وفرض على كل مؤمنة ومن يحب الله ورسولة يتبعه. هذة المحاضرة جاءت بعد الحصة الاخيرة. وبعد المحاضرة تماما قالت صديقتي بحماس," هيا نشتري وساقرضك المال".كان لديها مصروف البيت لاسرتها كونها البكر وكانت اشجع مني في الذهاب الى السوق بمفردها.
ذهبنا سويا, ووجدنا النقاب الإسلامي متوفر في السوق مع القفازات, فقد تم اغراق السوق بالنقاب الاسلامي وبدا المنتج ينتشر.
اشترينا ونحن سعداء جدا. عدت الى البيت وانا احمل كيس بيدي وفيه نقاب. كل افراد اسرتي تفاجأ ابي وامي واخواني الذكور الذين يقربون من العمر والذي العب معهم عن لماذا اشتريت النقاب؟؟؟ ولماذا اتخفى واخفى هويتي؟ لكن لم يمنعني احد فقد كان قراري وتركوني لقراريِ
لبسته لمدة ستة شهور وجاءت فرصه سفر لقضاء عطلة الصيف في ايطاليا, وخلعت النقاب لكن بقيت بالحجاب فهو ما اقتنعت به.
قال لي ابي رحمة الله عليه قبل ان اغادر صالة المغادرة ان لا البس الحجاب غطاء الراس لانني صغيرة ولا احتاج اليه وانا في ايطاليا, لكن لم اسمع الية واصريت على قراري. فعمري كان 13 سنة.
قضيت العطلة الصيفية في ايطاليا مع اخوتي الكبار الذين كانوا يدرسون هناك ولديهم منحة دراسية وكنت البس الحجاب رغم صغر سني. واخوتي البنات الذين يكبرونني لبسن الحجاب قبلها بسنتين مع سماع اشرطة شيخ الكشك. وفي زيارتي في ايطاليا, نصحني اخي الكبير ان اخلعه ورفضت وتمسكت به ولم ابالي ان شكل الحجاب ملفت جدا للنظر في اروبا في ذلك الوقت عام 1990 اكثر من الان.
لن.اطيل في التفاصيل..عدت الى اليمن ومرت السنوات, واستمريت في لبس الحجاب حتى دخولي الجامعة وتخرجت وعملت كصحفيه وجاءت فترة برامج عمرو خالد مطلع الالفيه عن ونلقى الاحبة, حيث تمسكت اكثر في لبس الحجاب وتدينت وكنت متابعة جيده لبرامجه هو وطارق سويدان وجاسم المطوع لانني كنت اراهم الوجه المعتدل المناسب للاسلام. و كصحفية في اليمن سافرت الى ورشات عمل في مصر والمانيا وانا مرتدية الحجاب وفخوره به. ثم جاء هجرتي الى امريكا. عام 2007حيث استقريت العيش فيها. كنت متصالحة مع الحجاب ولم.اشعر باي نفور منه او شكوى, بل بالعكس, كنت اشجع صديقاتي ان ترتديه وكنت اشعر بالحزن على من تخلعه, بل كنت اقول للاجانب عن اهمية الحجاب بغية دعوتهن للاسلام. وحتى عند شراءي الملابس حيث تقل الخيارات المتوفره للمحجبات خاصه عندما تعيش في الغرب, فهناك قمصان بنص كوم وعليك ان تجد له قطعه تكمل الكوم الناقص..فالملابس حسب ما يتوفر ب
في السوق والموضه, فكثيرا لا تجد القمصان الفطفاطه الانيقه بكوم طويل وبسعر مناسب.. ورغم هذة التحديات لكن كنت اتخاطاه. سبعة سنوات مرت وانا اعيش في امريكا قبل ان اقبل فكرة البحث عن حقيقة الحجاب. كنت ارفض فكره الشك فيه وكنت اعتبره امر سخيف جدا. لكن لانني دائما اتابع برامج دينيه واحب مشاهدة المناظرات الفكريه بين رجال الدين ومفكرين واسمع الى ردودهم وانا ارجو في سماع رد منطقي ومعرفي من رجال الدين الذي كنت اكن لهم التقدير, لكن مع الاسف كنت كل مرة اصطدم بجهلهم وضعف حجتهم واسلوبهم الفض مع من يختلف معهم. ومع موجة الدفاع عن البخاري بشكل مستميت من قبل رجال الدين وقبولهم باي حديث حتى لو كان حديث رضاعة الكبير او قبولهم من تقليل شإن القران الكريم في سبيل الانتصار لروايات الحديث..وصلت الى نقطة ان هؤلاء رجال الدين جهلة وتجار او وعاظ لا يفقهون شيء ويجب مراجعةكل شيء. مررت بمرحلة التساءل وتبادل النقاشات بيني وبين اخي الذي كان يسإلني لماذا اضع احمر شفاه وكحل العيون واظهر جمالي ان كان الغرض من الحجاب اخفاء الجمال والزينة؟؟ فما الداعي من لبسة اذن؟ طبعا هذا الكلام كان منطقي جدا..لكن كنت ارفض ان اخوض جدل وطلبت عدم التدخل بخياري. امور كثيره مررت بها جعلتني افكر واسال نفسي ما فائدة الحجاب وبماذا افادني وانا في الغرب في ثقافة لا تعتبر الشعر فيه امر ملفت للنظر او مشكلة كما هي في مجتمعاتنا المنغلقه والتي تكثر فيها الحجاب, بل بالعكس بالحجاب تكون الفتاة ملفته للنظر اكثر لانها مختلفة . وفي عام 2013 انتشر خبر بحث د.مصطفى راشد الذي اخذ دكتوراه من الازهر في بحثه عن عدم فرضية الحجاب. هذا الخبر هز عرش حجابي وكتبت منشور في حاثطي في الفيسبوك وانا مصدومة قلت, وماذا لو اصبح الحجاب ليس فرض؟ ومن سيعوضنا على السنوات التي ضاعت مننا؟ من نقاضي ومن ياخد حقنا؟
بحثت وقرات عن حقيقة الحجابِ.لم استعجل واخذت وقتا سنتان ونصف ..وشاهدت حلقات لدكتور محمد شحرور عن الحجاب وكانت مقنعة تشرح كل الجوانب المتعلقة في هذا الامر..وقناعتي كبرت وتأكدت ان الحجاب ليس فرض. لكن شعرت بالحزن على السنوات التي ضاعت من عمري في لبسه ونصح صديقاتي له, او تحدياتي في شراء الملابس المناسبه وحرمان نفسي عن ما احب لبسه, وعن امور اخرى في حياتي العمليه كنت ارسمها بما يناسب الحجاب فقط دونه لا, غير تضرر شعري واهمالي له بسبب اهتمامي بالحجاب اكثر.
تاكدت انه ليس فرض وانه كذبة كبيرة عشتها وخدعت فيها. لكن لم استطع خلعه بسرعه لانني خفت من من يعرفونني, خفت من النقد والاتهام انني جننت وانني تاثرت بالغرب, خفت انني لا استطيع ان اصفف شعري كل يوم واتوفق في الاهتمام بشكلي وشعري الذي تدمر. تحديات....خلعته لليله واحده في عام 2014 وجربت طعمه وشعرت بحريه وانطلاق وان شكلي طبيعي وانا في شوارع فلوردا , حيث وجدت نفسي لست مختلفه ولا الفت النظرواشبه الاخرين .لكن لم استطع خلعه كاملا..فبدات البس الحجاب بشكل موضه اظهر قليلا من شعري من الامام والبس عليه القميص الذي اختاره دون الاهتمام ان كان بكوم ليس طويلا او البس عليه بنطلون اسكيني جينس, فنظرتي للحجاب تغيرت انه ليس سوى ملابس وليس له علاقه بالدين.وفي صيف 2015 تهيأت لي جميع الفرص في خلع الحجاب, حيث نقلت من المدينه الذي كنت اقيم بها والتي كانت بالقرب من المسجد الذي كنت متطوعه فيه ادرس الاطفال. ابتعدت وانتقلت الى مدينه اخرى. وبدأت ارتب حياتي حيث ذهبت الى الكوافير دون ان اطلب منها ان تغطيني بحاجز كما كنت افعل في ايام لبسي للحجاب حتى لا يراني زبون رجل. اليوم لا يهم, اخدت مقعدي دون حواجز وطلبت قصة شعر تناسبني وتصفيفه بشكل جميل. وخلعت الحجاب كليا واستطع ان اعتاد في الاهتمام بشعري بشكل يومي وليس في المناسبات كما كان. خلعت حجابي وقطعت حبلي مع رجال الدين وفتاواتهم المضللة. خلعت حجابي واستطيع ان البس ما اريد وما يناسبني واخرج من تابوت الحجاب واترك النور والشمس والهواء تلامس شعري وتلاعبه دون ان اخاف ان يراني رجلا ..فلم اعد عورة بل اصبحت انسانة !!!..خلعت حجابي واخذت مني 25 سنه من عمري. خلعت حجابي وانا في سن 37 سنة في 2015. خلعت حجابي وانا اشعر ان سنين من عمري سرقت مني كذبا باسم الدين وتمنيت لو ان ثورة المعلومات كانت متوفرة في وقت مبكر , فلربما ما ضاع مني كل هذا الوقت. خلعت وانا اشعر بالحزن لمن لا تريد ان تبحث عن الحقيقه وتترك عمرا منها يذهب سدى من اجل امرا ليس من الله وانما صناعة رجال الدين. خلعت وانا سعيدة بقراري وحزينة انني ودعت وردة التي كانت تدافع عن الحجاب, وردة عمرها 25 سنة, وردة عرفها الكثيرون بالحجاب وبفكر مختلف عن اليوم وهي بفكر متنور ومتطلع للحياة والقادم اجمل.