مدينة الرياح وايزيس3



مارينا سوريال
2019 / 2 / 13

ايزيس لم اقصد
لاعليك فانا من اضاعت بيت هيدرا ولم يعد لدى خدم ..صرت معلمة ووحيدة لما لاتقلن مثل فاطمة اننى جبانة واستحق هذا .
كانت مارجريت حاملا فى شهرها الثالث وتفكر انها سترسل ابنها عندما يكبر الى احدى المدارس الامريكية هنا بالقاهرة وانها ستترقى بعملها لم تحاول ان تفكر فى كلمات سارة ماذا اذا نقل زوجك الى احدى البلاد الاخرى بالسفارة البريطانية
لالن ارحل معه لقد اخبرته انى احببت الاستقرار هنا بالقاهرة ..لاتفهمن مقصدى انا ولدت بعائلة متواضعة لايمكننى الابتعاد عن كل ما استطيعه هنا والسفر من جديد سارة انك مجنونة ربما تعلمين عندما تصبحين اما هنا افضل لاطفالك لااحد يعلم متى تنتهى الحرب باوروبا وعلى ماذا سنحصل فى النهاية ربما انا لست انجليزية خالصة مثلك ولكن لاافكر فى المغادرة سيبقى هنا بيتى دوما ..اتعلمن حتى حبشية قد احببتها كثيرا انا محظوظة فى الحصول على خادمة مثلها سوف ترعى الصغير جيدا عندما يحضر انا اثق بها ..هى ايضا بحاجة الى العمل وليست من هنا انها من بلاد الحبشة
تدعى حبشية تعجبت سارة
اعلم لقد اخبرتنى بهذا حتى تتذكر دائما من اين حضرت انها تحب حيث ولدت ولكن هنا لديها بيت تعمل فيه وترسل من نقودها الى حيث اخوتها وامها هناك ربما تستطيع ان تحضرهم جميعا الى هنا ايضا.
كانت ايزيس تستمع الى احاديثهن وهى تراقب من خلف النافذة الماره فىا لشوارع تراقب النساء بالملاية السوداء واطفالهن من خلفهن بعضهم بملابس مهلهة الحرب رفعت اسعار الخضروات والفاكهة برغم كل شىء ومصر مستعمرة لانجلترا هى ليست بلدا مستقلة ربما احبت انجلترا وتربت على ثقافة اوروبا لكنهالم تحب كون الامر بالنسبة لهم مجردمستعمرة لابد من السيطرة عليها هى ايضا بحاجة الى الاستقلال ..فكرت انها احبت سارة ومارجريت وان حدث هذا فهى لاتحب ان تغادر ولا واحدة منهم فقط ينبغى لهؤلاء الصغار ان يرتادوا مدارس ايضا فبرغم ازديادعدد تلميذاتها الا ان جميعهن ثريات واما الباقيات فهن اميات مثل الجميع حتى الصبى فيخرج من الابتدائية لمن كان ولده موظف صغير..نبوية موسى ذهبت لمدرسة اخرى بسبب انها امراة قبل كل شىء انها تغضبهم لديها صوت وتكتب ..تتذكر اجتماعتهم مع ملكة اسعد قبل ان تفقد بصرها وحديثها عن هدى شعراوى وصفية زغلول كانت ايزيس فتية معلمة صغيرة ربما اصغر واحدة فيهن تخاف ان تتحدث تراقب عيونهن بشغف كبرت ولا تزال بحاجة الى هدية تفتقدها بشدة تمتمت لو كانت هدية هنا لكانت خرجت جوار هدى شعراوى ولكانت بالاتحاد النسائى الان ..عندما رحل تشارلز قررت زيارة الجمعية التوفيقية من جديد الى حيث جريدتها كانت تحمل فى يدها مقالة عن تعليم الفتيات اعادت صياغتها عده مرات ولكنها لم ترضى عنها ابدا .لم تقابل تادرس شنودة رئيس تحرير الجريدة يومها رحلت حزينة لم تواتيها الشجاعة لفعلها من جديد..
.بينما مارجريت تردد ستاتى الى القاهرة فرقة كوميدية فرنسية بالصيف سوف تزور الاسكندرية ايضا ربما نستطيع ان نزور الاسكندرية ونراهم هناك ما رايك سارة
تحلمين بباريس او القاهرة مارجريت ردت ايزيس
ومن لاتحلم بباريس اوليس انت نفسك تمنيت السفر الى هناك ألم تتحدثى ان امك ارادت منذ سنوات طويلة الهرب الى فرنسا ايضا ..ماذا لواستطاعت فعلها ؟
لاادرى ربما لكنت ولدت هناك الان بباريس واصبحت نصف فرنسية
ضحكن قالت سارة :من لاتحلم باثاث فرنسى فاخر بالمناسبة ساريكن قطعة الخزف الصينى الفرنسى الذى حصلت عليه
اوه انت لاتتوقفى ابدا ماذا اذا غضب نحن فى النهاية فى اوقات حرب
الحرب هناك سارة وليست هنا وفرانسوا تاجرة ماهرة القطعة الثمينة لها ثقلها لااحد يعلم بماذا ياتى لغد علينا.
النازى لن يترك باريس طالما هو هناك لاتستطيعى سوى الحصول على خزفك والبقاء هنا قالت ايزيس
عادت لتراقب الماره من جديد انها تراقب الجميع بينما لايتذكرها احد من اهل الحاره الا كونها امراة معلمة لم تجد رجلا يتقدم اليها ومعها نساء انجليزيات بمفردهن من دون رجل ..اخبرت زينب انها بحاجة الى معلمة لتعليمهن اللغة العربية من اجل عملهن هنا فى القاهرة ..كانت تخاف الجميع النساء الاطفال الرجال الكل غرباء عنها الكل ينظر اليها ويراقبها لم تولد الا فى فناء بيت هيدرا والان لم يمكنها فتح النافذة دون ان تراقبها الفتيات من خلف مشربياتهن فى الحرملك بينما بيت المعلمة بيت افرنجى ..
لم ترتح سوى هيلانة زوجة سمعان الترزى كانت تثرثر ان زوجها يصنع بدلات افضل من البدلات الانجليزية وانه يوما ما سيصبح افضل ترزى فى مصر كما كان جده فى السابق وسيرتدى من تفصيله اشهر الرجال فى القطر المصرى وانها لاترى البدلات الانجليزية التى يصنعها ووتر او فورد افضل من سمعان زوجها لم تكن ايزيس سمعت باسمائهم من قبل علمت انهم اشهر ثلاث فى القاهرة لم تبالى ايزيس لم يكن الامر وطنيا لكن ابيها وجدها وكل ذكرا من بيت هيدرا لم يكن يرتدى سوى على يد تاتشر افضل البدلات الانجليزية ولم تكن امها ترتدى سوى افضل ما يصنع فى باريس من ازياء النساء وانها ذات يوم تمتعت بكل هذا منذ زمن نسيت كيف ترتدى الفستان من اجل سهرة او تتزين باحدث انواع الكحل واحمر الشفاه وان تتعطر بعطور باريس ..نسيت ان دميانة ستاتى فى الميعاد لتوقظها لتاخذ حمامها اليومى الساخن وتفطر بينما تلمح الجرائد سريعا قبل ان تذهب الى المدرسة السنية وان المساء ينتظرها مع بلزاك وهوجو وبولدير وديكنز بينما كرهت رعب بو وفضلت عنه مارك توين وربما لم تطالع لكاتبا امريكيا سوى لتوين فحسب بينما احبت ثقافتها الفرنسية مثل هدية اكثر ..حزينة تراقب انهيار والدها وحده امها رحيل الخال تلو الاخر الى ارض بعيدة ..منذ دخول الانجليز لم يعد الحالك السابق اخبرتها هدية ان وقت الفرنسوية كان اسوا فقد اضطر جدها الكبير الى الهرب من مصر الى الشام وعاش هناك حتى رحلوا وعادمن جديد وشيد على الارض التى اشتراها بيت هيدرا الواسع ..فيما مضى كان والدها واخيها الاكبر من الاعيان بينما الان ادعت انها تعطى دروسا لاجنبيات ببيتها فهى لن تتردد على بيوت الاجنبيات ولكنها لاتستطيع ان ترفض تعليم احداهن فى بيتها دروسا محددة ..لم تخبر الحقيقة سوى لزوجة سمعان فحسب لم تصادق من بعد فاطمة سوى مارجريت وسارة كما ان زوجة سمعان تستطيع القراءة ايضا اخبرتها انها تعلمت فى احدى الارساليات الفرنسية التابعة للطائفة الكاثوليكية اخبرتها ان لاتغضب منها قالت بعضهن يغضبن لانزال قلة والكل يقول خدعوكم الفرنسوية بالمدارس والانشطة لاتزال الاغلبية فقط هى المصرية وماعدا ذلك فتابعين للاجانب ..خفضت صوتها :علمت انك ترتادين يوم الاحد القداس لديهم لم تخبرها ايزيس انها المرة الاولى منذ سنوات طويلة منذ ان كانت صغيرة وان هدية لم تفعلها لم تخبرها بهذا فالاحاديث تتناقل بين النساء ولايوجد شىء غير مباح لديهن بالامس سمعت ذلك الركض على السلم قادما من اعلى السطوح كتمت انفاسها اعتقدت لصا علم انها وحيدة تاكدت من انها خبأت قلادات امها جيدا تحت اللوح الخشبى اسفل فراشها ..كانت تسير على مهل حاملة وزنها الذى بدأ فى الزيادة منذ ان رحل الى الجنوب ولم يعاود الظهور من جديد لم تعرف سوى الطعام ليخفف عنها وحدتها بعد ان عادت سارة ومارجريت كلا واحدة منهن لزوجها وهى تسمع ضربات قلبها تكاد تنفجر فى اذنها فكرت فى انها اخطأت يوم ان عاندت هدية ودخلت مدرسة المعلمات ربما لو انتظرت لرحلت الى بيروت ولكانت تعرفت على مى زيادة هناك لم تتذكر مى زيادة الان وهى ربما تواجه لصا سوف يقتلها لكنه واصل الركض حتى ابتعدت اصوات الاقدام وسمعت صوت المعلم يسب وهو يضرب بابه الخشبى عليه ..تنفست من جديد ..نعم ماذا لو رحلت الى بيروت يرددون انها جنت وان اقاربها قد وضعوها فى مصح عقلى وانها عادت من جديد لم تراها سوى ثلاث مرات كانت تكتفى بمراقبتها لاتعرف لما ايزيس ليست مثل مى مى انها هدية اخرى فحسب.
الكسندرا هريتز مهاجرة بولندية رايتها اول الامر لدى سارة قبل الحرب كانت ممثلة مبتدئة لكنها رحلت بعد بوادر الحرب هناك ..قبلت بقائها لدى من يعلم انها كرهى للوحدة قدر سارة .. كان ممنوع عليه ان امتهن التعليم خارج المدرسة ولكن بعد ان نقلت من مدرستى السنية لم اعد ابالى شعرت بالخيانة للمدرسة التى عملت فيها منذ شبابى لو كانت هناك مصرية سوف تتولاها فلابد ان تكون انا ..سمعتهن يسخرن منى وغيرتى انها ليست نبوية موسى سمعتهن ..فى مدرستى الجديدة التزمت الصمت لكنى لم اعد انتمى اليهن ..احببت الكسندر واخبرتها انها يمكنها القاء مزيدا من الوقت بعد الاتفاق على تكاليف بقائها بعد ان رايت تشارلز لاول مرة منذ عاما تقريبا وجدته ينتظر حيث كان ..لقد حضرت هذا كل ما اخبرته به ..عندما نظرت الى المراة صرخت من الدهشة لم تكن تلك ايزيس باى حال بل اخرى ترتدى فستان للسهرة انها احدى بنات بيت هيدرا مثلما كن فى السابق ابتسمت له وهو يراقبها ذهبت معه الى فندق الكونتنتينال حيث الانجليز والجاليات الاجنبية هم اكثر الحاضريين بداخله ..اخبرها انه خسر فكرته بعد ان رفضها رؤسائه ولن يخرج ببرنامجه الاذاعى عن احوال البريطانين فى مصر ابدا ..وعندما سألته لما ؟صمت كان غاضبا تعرف ..اخبرها سنرقص ولم يدعها لتفكر كان هناك اخريين من حولهم بدات خطواتها ..اتعرف لو كنت هناك لربما اصبحت ايزادوارا ..ضحك وربما رافقتنى الى الجنوب ..ما السحر هناك سألت ستعود اليس كذلك ؟ اجاب :احب الصحراء احبها صدقينى اتعلمين اننى زرت رهبان مصريين هناك وجدت بعضهم يعيش فى كهوف ضيقة وياكل من الصحراء بعضهم يتناول ما يجده ويصلح للطعام واخر يتناول كل عده ايام بجوار بئر مياه عذبة ..ضحكت فى المره القادمة سأتى معك اذن .
اخبرتها هيلانة انه سيعمل بسكرتارية الحزب فبرغم غضب زوجها من النحاس وتركه للملك يصنع مايشاء على حد قولها الا ان حزب سعد باشا هو حزبهم هكذا كان ابيها واخيها وزوجها لكن ابنها الاصغر ليس مثلهم منعته ان يتحدث امام ابيه او خاله ضد الوفد فابيه رجل عصبى يردد الحزب مات مع الباشا والباقى تمثيل ..تخاف ان يصبح سياسى يخرج فى التظاهرات ..تردد ابوه سيدخله الجامعة الامريكية ليكون بالقرب منا ..شنودة ليس مثل اخيه شنودة عنيد يقول لما لدينا ملك الحكم للناس وليس فردا او حزب يختار عنهم ..فقدت من قبل صبى لن افقد الاخر العدرا لن تسمح ..تراقب وجه ايزيس تردد خير خير