ممارسة الجنس بين الحرية والتجارة والرشوة



طارق المهدوي
2019 / 2 / 13


لممارسة الجنس ثلاث مجموعات رئيسية من الدوافع تدور الأولى حول مشاعر الحب المتبادلة أو الأحادية بين طرفي الممارسة وتدور الثانية حول غريزة الاستمتاع لدى الطرفين أو أحدهما بممارسة الجنس في حد ذاته، وإزاء ترجمة الجنس للمشاعر والغرائز الإنسانية تكون ممارسته ضمن هاتين المجموعتين سلوكاً إنسانياً إيجابياً سواء داخل مؤسسة الزواج أو خارجها طالما لا تسفر عن أية آثار سلبية تلحق أية أضرار جانبية بأطرافها المباشرين أو بغيرهم، فتكون جزءاً أساسياً من الحقوق الشخصية التي هي جزء أساسي من الحريات الخاصة التي هي جزء أساسي من الحريات العامة بل تكون هي الجزء الكاشف للحقوقيين والسياسيين الديمقراطيين الحقيقيين من المنتحلين الكاذبين، لكن الحقوقيين والسياسيين الديمقراطيين الحقيقيين يرتبكون إزاء مجموعة الدوافع الثالثة التي تدور حول ممارسة الجنس للحصول على مصالح أخرى بعضها اضطراري وبعضها غير اضطراري فيما يسمى بالجنس التجاري، فالتي تمارس الجنس كي تحصل على المال اللازم لتلبية احتياجاتها الإنسانية الأساسية من مسكن ومأكل ومشرب وملبس تحظى بالتفهم إن لم يكن القبول الأخلاقي لدى الحقوقيين والسياسيين الديمقراطيين بل وأيضاً لدى بعض قطاعات الرأي العام، باعتبارها تؤجر عضوها الجنسي لبعض الوقت إلى شريكها الجنسي باعتباره صاحب المال كما يؤجر الموظف عقله ويؤجر العامل عضلاته لبعض الوقت إلى صاحب العمل باعتباره صاحب المال، حتى أن الرفض الأخلاقي للأدوار السلبية التي يؤديها القوادون في هذا النوع من الجنس التجاري لا تكاد تختلف عن الرفض الأخلاقي العام لمجمل الأدوار السلبية التي يؤديها الوسطاء والسماسرة في بقية الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وذلك على عكس الرفض الأخلاقي العام لممارسة الجنس التجاري بهدف تحقيق مصالح غير اضطرارية أو غير مستحقة فيما يسمى بالرشوة الجنسية، فالتي تمارس الجنس هنا تحصل من خلاله على فرصة تنافسية ما كانت ستحصل عليها لولاه سواء تمثلت في وظيفة عامة أو تفوق أكاديمي أو دور سينمائي أو إنتاج وتوزيع أعمالها الأدبية والفنية أو ما شابه من مصالح مادية أو أدبية غير اضطرارية حتى لو كانت مستحقة، لاسيما وأن الراشية والمرتشي بممارستهما للرشوة الجنسية فيما بينهما قد منعا الفرصة المستحقة من منبعها عن مجتهد أو موهوب حقيقي في مجال تخصصه ربما إذا كان قد حصل عليها لكان سوف يُفيد أو يُسعد بها الوطن كله!!.
طارق المهدوي