مدينة الرياح ايزيس الخروج20



مارينا سوريال
2019 / 2 / 17

ولكن هل شفيت ؟ راقبت شفاه الطبيب وهى تتحرك ربنا موجود ..عرفت ان لاامل فى شفائى ولكن قائمة من لم اسامح
لم تخفت لو للحظة اشعر اننى مدينة لحقدى فهو ما ابقانى ..عندما ماتت عمتى عندما هرب ناصف عندما واجهت الاعين فى مدينة واسعة غريبة
عندما لم يصدقى ابنى الوحيد يوسف ورحل بعيدا ..عندما ارسل لى رسالة عبر الايميل بعد شهور طويلة من الانتظار يخبرنى اين هو؟
انه بخير بل ويشتاق اليه ..كل تلك الاشهر كانت بسبب ناصف ..توقفت انفاسى عندما قال انه وجده هناك هل كان يبحث عنه؟
توقف عقلى وسمعت اذنى تكاد تنفجر من دقات قلبى ..لما ؟! حزينة وحيدة لكنه عاد واخبرنى انه سيرسل لى قريبا...
هل كان عليه ان انتظر كلمة براءة من غريب عنه لم يراه ؟طوال الوقت كنت اركض ليطمئن فحسب..لم ارد ان يعرف الجوع فكان كل شىء
..هل يعلم مقدار التعب..الحرمان..الخوف..المراة..هل يعلم كيف تحيا هى داخل نفسها؟ ان ليس عليها الحلم اوا لرحيل او الحديث
..انهم يرحلون يا عزيزى يتحدثون عن لشقاء ولكنهم يملكون خيار الرحيل دوما مهما بلغت السبل ولكن نحن لايمكننا نحن اخر من يرحل اجباريا نحن من نرى الخوف
ونكظم الجوع وتراقب وجوه مدينة تسقط ونشتهى الراحة ..كان عليه ان اكبر واعلم اننى من نسل خادمات بيت هيدرا العامر من كل صنف ورغم اننا ابناء ملة واحدة
الا اننا لم نتساوى قط ظللنا خدمهم وظلوا اسيادا لنا راقبهم يرحلون فى صمت واحد ا تلو الاخر قبل ان نتحرر نحن ونسكن فى جحورنا تحت الارض
حيث لا شمس ولا هواء نقى بل برد ينهش الضلوع وعتمة نعرف اثارها على عظامنا حين نكبر فى العمر..كيف يعرف هو؟ ايظن خوفه هو الخوف
متى كانعليه تحصين جسده والا احرق بالنار ؟ من قريبا من اخا من ابا من غرباء ...متى عليه الخوف من العابرين وهو وحيد فى مدينة جديدة
لايمكنه حتى النوم على الرصيف والا تحول لعرض مفتوح لمن يرغب؟ متى خاف ان يقترب منه اخر لايدرى اى غدرا قادما به ؟
هكذا علمونا صغار واصبحنا به كبارا ...الخوف ربما يعرفون عنه ولكن ما هو حق لايعرف سوى الاضعف من ينمو به
ويتعايش مراقبا نظراته الساخرة شبحا على الجدران مسخا تتحول اليه الايقونات فى ساعة الظلمة وهو وحيد
.يتخيل ذلك الشيطان الذى يقبع تحت الصليب يفترس وجه او يتقرب من جسده مثلما يراقبه فى ايقونه ابانوب .
.انه طفل وكنا اطفال..من قطع اوصاله وعذب من تحلم الجوع والشقاء ولكن لاباس ..لاباس اليوم افضل..
رحل ناصف ولم يبقى لى سوى ام ناصف ..لم احببت تلك المراة..ربما لانى عشت بلا ام ولم اقبل بهذا فاخترتها ولم تفرض عليه.
.شعرت اننى اقوى للحظة واحدة..عاشت ام ناصف اما لى حتى رحلت ولم تخبر حفيدها الحقيقة .
.لم اغضب منها ..تعجب قلت هل اصبحتى عجوز حتى تنسى غضبك!!
انا تريزا بنت لويزا بنت دميانة خادمة بيت هيدرا عمرى ..لااعرف اقدره بالاوقات السعيدة فاجدنى طفلة تحب الحلوى
..تبحث عنها فى كل مكان لاتريد لهذا الطعام الذى احبته ان ينتهى