شاهد على النكبة يحتفل بعيدة التسعين



دينا سليم حنحن
2019 / 2 / 24

شاهد على النكبة يحتفل بعيدة التسعين
توفيق الياس حنحن
بقلم: دينا سليم حنحن

هو أول رجل من مدينة اللد - فلسطين يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك سنة 1956، وقد خرج من الوطن في الثالث عشر من شهر تموز سنة 1948 مع السائرين مشيا على الأقدام متجها إلى رام الله مباشرة بعد سقوط المدينة بأيدي قوات الهغانا.
التقيته لأول مرة في سان فرنسيسكو سنة 2014، وكانت الصدف كفيلة بأن أضع حديث هذا الرجل على محمل الجدّ لأنه ما يزال يحمل في ذاكرته الكثير.
قال لي:
- إنك تستفزينني بالأسئلة ودعتيني إلى تذكّر الكثير من الأحداث والأسماء التي خلتها منسية، أنتِ تنعشين ذاكرتي وأنا سعيد بذلك.
- هل أنت سعيد فعلا؟ سألته
- طبعا لأنكِ سوف تدونين ليس فقط تاريخ العائلة الكبير وإنما تاريخ مدينة اغتصبت عنوة ووطن أصبح مثل كرة السلة ومتنازع عليه، يا بنة العم هذا تاريخ وطن ومنطقة سيرتها بعض الرؤوس فبتنا من الشعوب التي تسير على أصابعها... لا تستغربي من حديثي إن أخبرتكِ أنهم هم، الآخرون، من صنع لنا تأريخا.

أسميته رجل التهجير، ذاق طعم الهجرة والتنقل بين ثلاث أوطان، فلسطين ثم الأردن فالولايات المتحدة الأمريكية، مستعيرا في القارة الأخيرة مكانا للجوئه الذي اعتبره مؤقتا وذلك خشية من تهجير رابع، لم يقتن بيتا يكون ملكا له لأنه خشي من أن يأتي يوما ما ويخسره فتضاف إلى خساراته خسارات أخرى.
- معي نقود تكفيني عشرين عمرا لكني لا أريد شراء بيتا في أي مكان!
- لماذا؟ سألته مستغربة
- حتى لا أضطر إلى الرحيل مجددا ولأن الدنيا أصبحت ضيقة علي، ضيقة جدا!
صراحة وبكل أريحية أقولها، إنه أول فلسطيني يمر في مسيرتي العمرية لا يتمتع بطبع حب الامتلاك، فالمعروف أننا أينما حللنا نفكر بمتعة الشراء وكيفية امتلاك أرضا كتعويض عن الوطن الذي خسرناه!
لم تكن مسيرة توفيق حنحن في الدنيا مريحة، ولنبدأ من حيث انتظر طلب اللجوء إلى أي بقعة تمنحه الأمان، قدم الطلب في مدرسة المطران القدس، ثم انتقل من الأردن وتحديدا في 25/6/1956 إلى درعا الشام وصولا إلى بيروت، ومن بيروت ارتحل إلى بور سعيد، ثم وصل إلى الاسكندرية، ومن هناك أبحر نحو جنوى الإيطالية، ووصل أمريكا يوم 5/7/1956 أي بعد عشرة أيام أمضاها بين زفرة الموانيء وعطوبة السفن، لقد أصر وشدد أن أدوّن التواريخ التي بدأ منها في رحلته إلى القارة الأمريكية.
يا لإصرار هذا الرجل الذي تحدث معي وابتسامته لم تفارق مفرقيه أبدا، نوّه لي أن أحد رجال من عائلة الحجري من اللد رافقه في مسيرة ترحاله، وذكر أن حنا الدودم، وهو من سكان فلسطين قد وصل إلى أمريكا سنة 1916 من رام الله، كذلك عائلة الشامية التي وصلتها سنة 1930.
لقد دسّ توفيق السمّ في عقلي عندما أخبرني أن عائلة حنحن وصلت اللد سنة 1830 وبقيت فيها حتى النكبة، حينها هاجر الجميع عدا جدي، ابن عمه، داوود حنا يعقوب يوسف حنحن، والذي رفض الرحيل وبقي في اللد هو وأبنائه وأحفاده وأحفاد أحفاده حتى الآن.
قال لي:
يوجد من خرج قبل الوقت، على سبيل المثال، اسبير حنحن خرج حاملا ما استطاع من متاع في مركبته تاركا سيارته الثانية أمام بيته في اللد، أما الأكثرية فقد خرجت أفواجا سيرا على الأقدام عند سقوط المدينة تماما، منهم:
الياس حنحن، شقيق شكري، وتوفيق، ويوسف، أبو عصام، زوجته نينا مسعد تعبت من المشوار فركنت طفلتها تحت شجرة حتى تستريح إلى جنب الطريق، وعندما نهضت لتسير خلف الفوج الذي خرجت معه وبسبب الضوضاء نسيت طفلتها وسارت عدة أمتار بدونها دون وعي، لقد نسيت طفلتها تحت الشجرة حتى رأتها جارتهم سلوى الحشوة فتعرفت عليها وحملتها بين ذراعيها طول الطريق وعندما وصلت رام الله سلمتها إلى أهلها، والطفلة اليوم أصبحت جدة وهي تقيم في سان فرنسيسكو، من له عمر لا تغلبه شدة.
وعن المسيرة الكبرى - مسيرة النكبة
قال...
في 13/7/1948 رحلنا بجموعنا تاركين اللد، قبل ذلك لجأنا إلى كنيسة مار جريس وبتنا فيها عدة أيام برفقة الخوري سيمون، خرجنا من الكنيسة بعد ثلاثة أيام تاركين اللد ولآخر مرة، سرنا على أقدامنا نحو نعلين وحملنا ما تيسر لنا حمله، كانت الطريق وعرة جدا، ومن نعلين شاهدنا سيارات شحن وهي تنقل المهاجرين إلى بير زيت ورام الله، لم نفهم من أرسل هذه السيارات وكأن الأمر متفق عليه، صعدنا أفرادا بدون عائلاتنا، وهكذا تشتت العائلات!
جاء اليهود، حملت فرقة الهغانا أسلحة لترويعنا وبدأ الجنود يدقون على أبواب بيوتنا ويقولون لنا (روحوا عند عبد الله) كنوع من التهديد والترويع، هاجرنا وما كان معنا أوراق العدية، يقصد أوراق ثبوتية رسمية بملكية البيوت.
قطعت الكهرباء لأن المختار لم يرد التعامل مع اليهود والانصياع إلى أوامرهم، أظن أن المختار ومساعديه من عائلة الهنيدي وكرزون، فأشعلنا القناديل نمرة 4 بالكاز حتى لا نبقى في العتمة، لكن عادت الكهرباء مجددا، ربما بعد سقوط المدينة وبعد رحيل عائلة كرزون وهنيدي وبعد أن استلم اليهود زمام الأمور.
استرسل توفيق في الحديث:
في الطريق حمل أمين حنحن تنكة مليئة بالنقود وهرب بها من أعين اليهود، لكن عندما شكّ اليهود فيه أطلقوا الرصاص عليه، سقط أرضا وفارق الروح حالا وتناثرت النقود حوله، والشاهد على ذلك بشارة حنحن، شقيقه، الذي استطاع الأخير أن يهرب منهم، لقد كان أمين عريسا جديدا وقد اقترنت أرملته من بعده برجل آخر من عائلة الحلتة.
زفر نفسا ثقيلا ثم استرسل قائلا:
توفيت في طريق الترحال مريم يعقوب رنتيسي، أم سليم، كانت ميتتها طبيعية، لكنها أصيبت بنوبة هلع وإرهاق فلم تستطع الصمود حتى الوصول إلى نعلين، أولادها، نهيل وجورجيت، نجلا وميلاد، فؤاد والياس.
أذكر أننا قصدنا خان الحلو قبل ذهابنا إلى الكنيسة للإختباء في البلدة القديمة، الواقع خلف الكنيسة مباشرة وكان مليئا بالفلاحين اللاجئين وتوسطهم أبا سليمان ضبيط صاحب الخان، كانت حالة ازدحام وفوضى فلم نستطع المكوث، لقد باع هذا الرجل الترمس وقد ترك الخان وهرب مع الهاربين ايضا، وهو موجود الآن في أمريكا.
أصاب المدينة شلل عام تلك الأيام، توقفت شبكة المواصلات من حافلات ومركبات عن العمل وأغلقت محطات البنزين، محطتان تابعتان واحدة لعائلة سحويل والثانية لعائلة خطاب، وكذلك أغلقت حسبة الخضروات الواقعة مقابل البلدية، والمسالخ ودكاكين الجزارة، ومالكيها من عائلتي الخوري والحجري، جميعهم رحلوا بأموالهم وأبنائهم واختفوا تماما بعد ذلك، ربما قتلوا على الطريق أو تاهوا أو رحلوا إلى أماكن أخرى، فرع صغير من عائلة الحجري موجود في سان فرنسيسكو الآن.
وفي منطقة دحبور أغلق فرن الخبز وصيدلية كُيّ واختفى أبو مريم الصيدلي الذي جاور دكان جدك داود حنحن، وأغلقت المدرسة وكذلك نادي الشبيبة وقد لعبنا كرة القدم في ساحته، وأذكر جيدا دار القصر وهو بيت مكون من طابقين استأجره النادي الأرثوذكسي بإدارة يوسف رزق وسبير المنيّر.
أغلقت المكاتب الحكومية وخسر الموظفون أعمالهم، حيث عمل فيها أمين العزوني، ويعقوب رزق (المنيّر)، أخوة من ذكرتهم درسوا معي في المدرسة، عودة، رزق، جمال، وحسام المنيّر.
وكذلك هاجر جورج حبش مع عائلته، الزعيم الوطني المعروف، وتركت المرحومة أم ابراهيم الذهب مدفون في البيت وهي شقيقته، وعندما عادت في الهدنة حصلت على الذهب، أخذته وهربت به عائدا إلى رام الله، ومن الجدير ذكره أن سليمان ضبيط كان صديقا للطبيب جورج حبش وزميلا له في الدراسة، ومن بقي من عائلة الحبش في الداخل لوحق من قبل السلطات الإسرائيلية فيما بعد.
عمل مطار اللد كالمعتاد في النكبة ولم تتوقف حركة الملاحة فيه، عمل فيه جبر حنحن ونقولا حنحن كموظفين، لكن في يوم 10 حزيران سنة 1948، دارت معركة حامية سميت بــ (معركة داني) حينها سقط المطار وخلال ساعات قليلة سقطت المدينة أيضا وهرب منها سكانها، بقي من بقي ورحل من رحل تاركين خلفهم بيوتهم وعقاراتهم وأملاكهم وكل شيء.
سكت الرجل أمامي وعبس قليلا، أراد التحدث لكنه غص وسكت مجددا.
سألته:
- ماذا بك يا عمي توفيق شو صار ولماذا سكت؟
- والله يا ابنتي شو بدي أقول لك، كثير صعب النبش بالذاكرة وإنتِ صنعتِ مني نباش قبور!
- بل قل نبّاش في التاريخ!
- ويعني الماضي مش قبر؟ أجاب
- هل تظن ذلك فعلا؟ سألته باستغراب
- لقد قُبرنا في الماضي ولم نستطع الخروج من هالقبر، كيف لنا أن ننسى حتى نعتاد على الحياة!
- أخبرني بكل شيء تتذكره أو ربما تظنه تافها لكنه بالنسبة لي هام ولا تتردد حتى لو كانت المعلومات سطحية
- والله إنك تتقنين النبش كما أتقن بيت جدك صنع العجة؟ وابتسم
- هههه أكيد ما أنا من دار العجة! (لقب العائلة).
- بلّئت! قال
- شو يعني بلّئت، لم أفهم شيئا؟
- تذكرت لقب نخلة حنحن، أبناءه، عيسى وصليبا، لقد رحلوا مع الراحلين ووصلوا إلى عمان ومن هناك هاجروا إلى أمريكا وهذا هو لقبهم.
- حتى أنك تتذكر الألقاب يا عمي توفيق؟ قلت له
- أبو العسل، لقب الياس يوسف حنحن لأنه أبدع بصنع العسل، موجود في أمريكا أيضا، والمبيض، لقب عائلة برهم وأقاموا في حينه في حواصل الدير.
- ذاكرتك طيبة! قلت له
- سوف أقص على مسامعك هذا الحدث ولا أعلم إن كان مهما ذكره أم لا، لقد جمعتنا الأعراس الجميلة بجميع أفراد العائلة الكبيرة، وكما تعلمين أن عائلتنا كانت من الأثرياء والميسورين، كان ذلك سنة 1942، احتفلنا بعرس اخوتي الإثنين خضر وشكري، أحضرنا جناكي وراقصات من يافا وفرقة رقص كاملة بآلاتها الموسيقية أهمها الطبلة والعود، والشيء الأهم هو أننا أدرنا الاسطوانات طيلة الأسبوع، اسطوانات لأهم المطربين في ذلك العصر، لكن المؤسف حقا هو حادث القتل الذي حصل تماما في ذات الوقت، حيث قتل شخص من عائلة اللوح في حارة قدورة، نزف المسكين حتى الصباح ثم توفي، لقد استغل أحدهم صخب الموسيقى في العرس وأطلق عليه الرصاص، ركض خلفه زوج أته وأمسك به وأجبره على الاعتراف، فعلم أن أحدهم استأجره ليقتله، مثل هذه الحوادث لا يمكن نسيانها أبدا، لا تظني أن حياتنا كانت آمنة كثيرا، أي نعم كانت المدينة مزدهرة وشوارعها معبدة وذلك من عهد الإنجليز، وهناك حنفيات المياة واصلة داخل البيوت وقد استمدت المياه من (أزانات) السكنة والكرمل، والإنارة موجودة وشبكات مواصلات نشطة وكذلك حركة القطارات، لكنها كانت حياة قلقة وغير آمنة والدنيا فيها الصالح والطالح.
- لقد أدخلتني في عصر أحببت دخوله! قلت له
استرسل:
- نيالكوا على جدكم داوود، رجل بطل إتحدى اليهود وما غادر الوطن! قال لي
- فعلا نيالنا وأظن أنه من حسن حظنا فعلا، لكن كيف استطاع أن يبقى؟ سألته
- ذهب جدك داوود إلى الكنيسة ليبحث عن زوج ابنته فيوليت يعقوب بطشون، البيت جانب الكنيسة، على الزاوية تماما، وعندما لم يجده قرر أن ينتظر مع العائلة فيها حتى حين عودته، حينها علم بخبر أسره ولم يقلق لأنه كان يعلم أن يعقوب رجلا قويا لا يهمه الأسر وأنه سيجد حجة ما يخرج فيها منه سالما.
صلى داوود مع الخوري بالناس حتى يهديء من روعهم، ارتفع صوت المصلين حتى السماء ليلتها، تراتيل وصلوات وبكاء ونامت الناس على الأرض، في الليلة الأولى حلّ صمت مقيت وانكسار لا يشبه أي انكسار، أمضاها الناس بالصمت المطبق والصلوات تنغل القلوب نغلا، لم يفهموا ما يحدث وانتظروا أوامر اليهود، وكم تمنوا البقاء في المدينة والعودة إلى بيوتهم. أما في الليلة الثانية فصارت الناس تنقص بعد أن هرب الأكثرية خلسة ودون وداع بعد أن أصبحت مغريات الرحيل ضاغطة على عقول الجميع، شيء يقول (خلينا نطلع سالمين وبلاش نموت... ما بدنا أولادنا تموت... بندبر حالنا برا... في عنا أقارب في رام الله وبير زيت وبيت لحم، أكيد راح يدبرونا... يا ريتنا طلعنا قبل.. الخ).
لكن داوود جدك لم يستسلم لتوسلات نايفة زوجته ولا لضغوطات الآخرين، وعلم أشد العلم أنه إن بقي في اللد فسيصبح فقيرا وبالكاد سيستطيع إعالة عائلته الكبيرة، حيث أن ما ادخره والده حنا ورثه عنه أبناؤه الذين هاجروا قبل السقوط، لقد خرج الأخوة الأثرياء بالمال تاركين داوود وأخوه موسى دون مال يعينهم على الحياة الجديدة غير الواضحة، رغم ذلك آثر البقاء.
أما موسى حنحن، والد بهيج وجمال وفكتور وفؤاد وسمير وهيام وفريد، فخرج من المدينة قبل نشوب الحرب بستة أشهر، وذلك عندما شاهدت زوجته رؤيا كاملة، رأت فيها دخول اليهود وسقوط المدينة بالدماء والرصاص، وعندما قصت الرؤيا على الجميع ظنوها أصيبت بالجنون بسبب وفاة شقيقها بحادث مهيب وذلك قبل النكبة، لكن صدقها زوجها ورحل مع عائلته إلى بير زيت.
لنعود إلى داوود...
في اليوم الثالث استدعي الخوري، الكاهن، حتى يصلي على جثامين الميتين، خرج الكاهن وبقي داوود يصلي بالناس، وعندما بدأت الأخبار تصل إلى من كان داخل الكنيسة عن الهدوء النسبي الذي حصل فجأة، غادر الناس الكنيسة واتجهوا إلى بيوتهم، حينها عاد داوود إلى بيته فوجد يهودا قد أقاموا فيه، نازحين جدد لا يتقنون العبرية، وبدأت معاناة جديدة باسترجاع البيت وذلك بعد أن هدأت الأحوال، وكم هي معاناة الحصول على مأوى كبيرة ومجهدة لأن أكثرية البيوت التي فرغت من سكانها سكنتها عائلات يهودية مهاجرة، وكذلك سكن فيها عرب فقدوا بيوتهم، يعني من وجد بيتا فارغا سكن فيه، لكن استطاع داوود استرداد بيته بما أنه احتفظ بـ (الكوشان)، وعاد إليه واستلمه فارغا تماما من الأثاث، لقد سرق السكان كل شيء يمكن سرقته قبل أن يخرجوا منه، وكافح داوود من أجل البقاء.

لقد زار توفيق الياس حنحن مدينة اللد سنة 2015، لم تكن سعادته توصف وقد استقبله الأعمام وأبناء العمومة في المدينة، أبناء وأحفاد داوود حنحن.
*
أخبرني توفيق حنحن المقيم في أمريكا أن عائلة حنحن وصلت الى اللد سنة 1830، ربما وصلت من سوريا وهناك اعتقاد من حمص، وبعد البحث المضني، وما يزال، عن أصول العائلة تبين أنها من أوروبا، وتحديدا من إحدى الجزر المحيطة بإيرلندا.
ودلّت نتائج DNA والتي أجراها بعض أفراد العائلة أن أصول عائلة حنحن Hanhan من أوروبا ومن سوريا الكبرى، غادر ثلاثة أخوة كل إلى جهة طمعا بإيجاد لقمة العيش، أحدهم بقي في سوريا عبورا بتركيا والجزر اليونانية، وهو جدي الأكبر، والثاني غادر إلى الصين وقد تعرفنا على سلالته وبيننا تواصل فعلي معهم، والثالث تقيم سلالته في الولايات المتحدة الأمريكية وقد صدر كتاب من مؤلف أجنبي من العائلة كتب فيه عن ترحالهم إلى هناك قبل 300 سنة والكتاب في متناول يدي، وعندما بنينا شجرة العائلة توقفنا عند الجد الخامس ويدعى حنحن.(*)
...
(*) تفاصيل أوفى عن النكبة بشهادات توثيقية وعن عائلة حنحن التي أقامت في اللد وعائلت أخرى، وهي آخر مدينة سقطت بيد اليهود، تجدونها في روايتي القادمة (ما دونه الغبار).