تحليل كادر من فيلم برسونا ( قناع الشخصية ) اخراج انجمار بيرجمان



السعيد عبدالغني
2019 / 2 / 24

هذا هو الكادر https://www.google.com.eg/imgres?imgurl=https%3A%2F%2Fwww.bfi.org.uk%2Fsites%2Fbfi.org.uk%2Ffiles%2Fstyles%2Ffull%2Fpublic%2Fimage%2Fpersona-1966-004-liv-ullmann-bibi-andersson-head-shots-00m-fiv.jpg%3Fitok%3DNd87fTzA&imgrefurl=https%3A%2F%2Fwww.bfi.org.uk%2Fnews-opinion%2Fnews-bfi%2Ffeatures%2Fpersona-films-inspired-ingmar-bergman-60th-anniversary&docid=aCRGWWfVsXb53M&tbnid=clEbnMoo2PR6EM%3A&vet=10ahUKEwjGpfDL6dPgAhVlThUIHahsD3kQMwhSKAAwAA..i&w=1000&h=763&bih=524&biw=888&q=persona%20ingmar%20bergman&ved=0ahUKEwjGpfDL6dPgAhVlThUIHahsD3kQMwhSKAAwAA&iact=mrc&uact=8
بيرجمان هنا يوضح الشخصية وامتدادها فى الاخر ، كلا الشخصيتين هنا نفس الشخص ، فقط إحداهن بها تحرر كبت الآخر ورغباته ومشاعره التخييلية الدفينة فى الباطن والتى لا تظهر فى التعامل مع الاخر بل فى التعامل بين الذات ونفسها والأخرى كذلك بها بعض رغبات ليف اولمان السابقة التى حيت بها بعض الوقت ، ليف اولمان هى من اختارت الصمت من كمية البشاعة الإنسانية فى دواخل الناس والعالم وتجلى ذلك وهى تمثل فجأة فربما أدركت أن الشخصية هى واحدة وأنها لا تريد أن تمثل بعد الشخصية التخييلية بل تريد أن تكون ذاتها ولأنها مرهفة ، فالتطرفات هذه تظهر فى من هم حساسين للغاية للآلام البشرية ، من يجمعوا ألم هذا العالم فى دواخلهم وأقصد بالتطرف رفض الحديث لانه لا جدوى من اي انفعال مادي فاستمرت فى الصمت حيث هو التعبير الأمثل عن عدم قدرتها على فعل أي شىء لأي أحد يتألم أما بيبى اندرسون الممرضة كانت شخصية سابقة لليف اولمان، شخصية لم تترقى بعد لتنفيذ ما تشعر به بل التماهى مع الواقع بكل أبعاده والعمل وغيره ومحاولة عدم رؤية ذاتها والذات الكلية والذات التخييلية لها ولكنها رأت ذلك فى صمت ليف اولمان وبدأت تتحرش بهذه الكينونة التى تنظر لها باعجاب، لم تكن بيبى تافهة بل كانت تريد أحدا تعبر معه وله عن ما بها من أفكار حياتية وهذه الأفكار ليست وليدة قراءة بل تأملات فى التفاصيل بين أفعالها وافكارها ووليدة التعامل مع الأخر فى الواقع ، فى هذه الصورة يظهر بيرجمان يثبت الكادر كعادته عليهم مع استخدام يدها فى مسح الوجه الآخر وتفاعل بيبى معها فى المسح بهذه الشهقة الصامتة كأنها تكشف كل ما بها من أسئلة عن كل شيء وتعطيها بعض الإجابات ليس بالحديث ولكن بوجودها معها صدفة وعبثا ، وجوههم كانت تعبر عن الثبات الشعوري واللحظة المكتظة بالانفعلات الداخلية التى لا يمكن التعبير عنها بالوجه لانها أكثر من شعور معا والوجه لا يعبر إلا عن شعور واحد واثر بيرجمان عدم الحديث لانه لا يوجد كلام هنا فى هذا الصمت العميق ، وتُظهر هذه الشخصيات الانثوية خصيصا ما يحدث فى الذا الشاعرية والذات العملية التى تتوق إلى أن تكون شاعرية أو تخفى شاعريتها بسبب القيود الشعورية وأنها ستكون وحيدة تماما ليس فقط فى الوجود بل فى مخيلتها لأن كل شىء بها ذاتي مختلج ، لا يتبخر ، لا ينفصل عنها ، ولأن اليف اولمان ممثلة فهذا يجعلها تحيا فى مشاعر أخرى غير هذه التى تحيا بها فى الواقع وهذا صعب جدا لأنها ستزور كينونة أخرى فى داخلها وهذا شاق ولكنه الطريقة الوحيدة للبقاء حية فى هذا الوجود ، هذه الشخصية التى ارتحلت شهواتها للفناء وبقى الشعور الانسانى الذى يضغط على الوجدان بكل ما فيه من علاقات ، هذا الزهد فى كل شىء الا التأمل فى الذات وتحليل لم هى كذلك ولم الاخرين كذلك