العراقية تتوشح السواد في عيدها



مهند نجم البدري
2019 / 3 / 8

كل سنة من هذا الشهر يمر علينا عيد المراة العالمي وسيمر بعده عيد الام ولكن (( وكالعادة ايضا)) سيمران والمراة العراقية تتوشح السواد على حالها وحال بلدها ، وان ذكرت.. فستذكر حيائا بخطاب لعبد المهدي اواحتفال رمزي لبعض الاحزاب وبدون ان يحمل هاذان اليومان اي دلالة أو بادرة يصحبها تغيير نوعي ولو بمجرد تغير طفيف , فلازالت المراة تعاني وتكابد الامرين في مجتمعاتنا حيث الاعراف البالية والفهم الخاطئ للشرع , وخلال العقد المنصرم داهمت حياتها الكثير من الأخطار وواجهت صعوبات كثيرة في الحياة اليومية، فهناك ملايين الأرامل نتيجة العنف المتواصل والقتل والاختطاف للرجال وللنساء أيضا، إضافة إلى ملايين الأيتام. والكثير من الفتيات قد حرمن من التعليم، وأصبحت العراقية لاجئة أو نازحة داخل حدود البلاد.
ورغم ظهورها في الواجهات السياسية مثل البرلمان ومجالس المحافظات، فإن تغييرا جوهريا في الحصول على حقوقها لم يحصل، وهي تظهر في مواقع مختلفة ضمن نظام المحاصّة وتعمل تحت لافتة الأحزاب المشاركة في السلطة وبقيت المرأة العراقية ولازالت تصارع حزمة واسعة من الاعتراضات والعوائق المصطنعة والمفاهيم المتشددة التي وضعت في طريق انعتاقها ونيل حقوقها،وباتت المرأة العراقية أسيرة ضمن نظم وأطر سياسية واجتماعية واقتصادية جعلتها بعيدة جدا عن الموقع الاجتماعي المناسب لقدراتها الجسدية وكفاءتها الفكرية والمهنية.

أن التمعن في التشريعات الخاصة بالأحوال الشخصية المنصوص عليها في القوانين العراقية المعنية بحقوق النساء سوف يظهر مدى الإجحاف والإيذاء الذي يطال حياتهن ووجودهن المعنوي وكيانهن الإنساني، وتلك التشريعات تشير لاستعصاء قضايا المرأة العراقية وفي ذات الوقت تكشف المأزق الحضاري السياسي والاجتماعي الذي يعيشه المجتمع العراقي.
تجد المرأة العراقية نفسها ما بين المطرقة والسندان، نتيجة الأوضاع الأمنية التي، فاقمت من حالة الفزع والخوف لدى الأسر العراقية ، خاصة النساء والأطفال وقد بينت بعثة الأمم المتحدة في العراق، أن نحو 1.2 مليون امرأة عراقية قد شردن على مدى سنوات، وهن يكابدن الآن ظروفا قاسية.
.

من جانب آخر، يلخص تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الانتهاكات التي تتعرض لها المراة العراقية بالقول: "لا أحد يأمن انتهاك حقوق المرأة في نظام العدالة الجنائية العراقي"
واستند تقرير هيومن رايتس ووتش إلى شهادات 27 امرأة وسبع فتيات كن معتقلات، وأقاربهن، ومحامين ومسعفين، إضافة إلى وثائق من القضاء ولقاءات مع مسؤولين في الحكومة العراقية.




الذي نريده ونطالب به هو ان تاخذ المراة حيزا اكبر .. بحيث يصبح لها دور ايجابي وبارز وان تنزع عن نفسها رداء الجواري والامات , وبالطبع بدون مطالبتها بان تصبح خليعة ومتحررة من بعض الثوابت بقدر ما نطالب بان تصبح فاعلة في مجتمعها ولها كلمتها المسموعة والمؤثرة في اتخاذ القرارات المهمة , وان تكون - المراة- شريك لنا نحن الرجال في الانسانية قبل كل شئ و بعيدا عن جنسها وانوثتها.. فمثلما هي تتحمل مسؤولية افعالها فمن الانصاف والعدل ان تكون مسؤولة عن نفسها .