الإمبريالية هي اعلى مرحلة من مراحل اضطهاد المراة



عليه اخرس
2019 / 3 / 8

الإمبريالية هي اعلى مرحلة من مراحل اضطهاد المراة

أن اضطهاد المراة كان ولا يزال جزءًا لا يتجزأ من نمط الإنتاج الراسمالي على مدى جميع مراحل تطوره.

ففي التشكيلة الاجتماعية المشاعية البدائية كانت وسائل الإنتاج التي استخدمها الإنسان بسيطة وبدائية، كما ان المهارات وكفائة الأفراد العلمية والعملية ضئيلة جداً. لذلك لم يكن بوسعهم مواجهة الطبيعة وتامين تطلبات عيشهم إلا بتجميع جهودهم وتضافرها. كان التقسیم الطبیعي للعمل يتم حسب الجنس والسن.حيث كانت علاقات الانتاج تعتمد على الملكیة المشتركة لوسائل الانتاج .

وكان أساس علاقات الانتاج الملكیة المشتركة لوسائل الانتاج اضافة الى الملكیة الجماعية كانت هناك أيضا ملكیة خاصة للأسلحة والملابس والأواني المنزلیة الخ.وكان الانتاج في النظام المشاعي البدائي يتم جماعیا بواسطة العشائر .وكان الناتج يقسم إلى أجزاء متساوية ويستهلك جماعیا. ولم يكن البدائیون يستطیعون بغیر العمل معا أن يؤمنوا وسائل عیشهم وأن يحموا أنفسهم . وعلى أساس أول تقسیم للعمل – أي الفصل بین تربیة الماشیة والزراعة –بدأت القوى الإنتاجیة للنظام المشاعي البدائي تتطور بسرعة أكبر كثیرا. ومع تطورها نشأ وتطور التبادل والملكیة الخاصة والتفاوت الإقتصادي بین الأفراد أعضاء الجماعة، وأدى العمل العبودي إلى مزيد من التفاوت الإقتصادي وكان مسؤولا عن تفكك الجماعة البدائیة وبدأ الانتاج الجماعي والتوزيع المتساوي للناتج يقید القوى الانتاجیة. وفي المرحلة العلیا من تطور النظام المشاعي البدائي تم تقسیم كبیر للعمل: ھو الفصل بین الحرف والزراعة. وسهّل هذا حدوث انهیار أكبر في النظام المشاعي البدائي. وكانت النتیجة ظهور الفقراء والأغنیاء والاستغلال والطبقات والدولة وحلت محل النظام المشاعي البدائي المجتمعات الطبقیة، مثل النظام العبودي والاقطاع . كان عمل المرأة يقتصر على الاعمال المنزلية والزراعة وعلى إنتاج المنسوجات التي كان لا غنى للتراكم الرأسمالي البدائي . وادى هذا التطور الى ظهور جديد لتنظيم العلاقات الزوجية بين الرجال والنساء. ففي الوقت الذي كانت فيه العلاقات الجنسية مباحة ودون اية ضوابط في مرحلة المشاعية البدائية جرى تنظيم نوع جديد من العلاقات الزوجية وجرى استبعاد زواج الأقارب من درجة معينة مثل الزواج بين الآباء والأولاد، وكذلك بين الأخوة والأخوات.




في تلك المرحلة ، كانت المرأة مؤتمنة على قيادة المجتمع وليس الرجل.

مع بدا الثورة الصناعية تحول التصنيع اليدوي إلى تصنيع صناعي ، من خلال استخدام الآلات، وزادت الحاجة لليد العاملة النسيوية.هذا الوضع سهل دخول المراة الى سوق العمل ودخل الاستغلال الراسمالي في مرحلة اشد قساوة وتوحشا مستغلا الوضعية الضعيفة للمرأة في العائلة ، وحاجتها للعمل لتامين متطلباتها واعالة أطفالها وعدم قدرتها على المطالبة بأجور مرتفعة مساوية إلى أجور الرجال .فهذا الوضع سمح للراسمالية من ناحية الى اضطهادها واستغلالها بشكل مفرط ومن ناحية ثانية كان العامل الأساسي المحدد لقدرة البرجوازية على خفض الأجور وزيادة استغلالها للمراة وللطبقة العاملة بشكل عام .لقد شدد إنجلز في كتابه (أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، ص 74). على حقيقة أنه في عصر المجتمعات الطبقية بأكملها ، "كل تقدم هو في نفس الوقت خطوة نسبية إلى الوراء ، حيث يتم الحصول على رفاهية وتنمية البعض من خلال معاناة وقمع الآخرين ".




ويضيف انجلز :حيث أن أساس الحضارة هو استغلال طبقة واحدة من قبل طبقة أخرى ، فإن كل تطورها يتحرك في تناقض دائم. كل تقدم في إنتاج علامات في نفس الوقت هو انخفاض في حالة الطبقة المضطهدة ، أي الغالبية العظمى. (المرجع نفسه، ص .185.




الإمبريالية ، كمرحلة عليا في تطوير المجتمعات الطبقية ، وجدت أيضا أن تكون أعلى نقطة في تطور هذا "التناقض الدائم" ، وهو "التراجع الأخير في وضع الطبقة". المظلومة ". هذا هو السبب في أن الإمبريالية هي حقبة الثورة البروليتارية. كما يقول: ستالين الإمبريالية تجر الطبقة العاملة للثورة. (اسس اللينينية ، ص5 ).




في ظل الإمبريالية ، تضطر الغالبية العظمى من السكان إلى المواجهة اليومية لسلطة رأس المال ، سواء في عبودية الأجور او في مسالة ضروف العمل حيث لا تترك لها أي خيار سوى الانضمام إلى الجيش البروليتاريا النشط والنضال من أجل الثورة الاشتراكية وتحرير الطبقة العاملة.




وكما أن الإمبريالية هي اعلى مرحل تطور الرأسمالية ، فهي في نفس الوقت الحد الأقصى للإفقار النسبي للغالبية العظمى من العمال ، كذلك هي اعلى مراحل تطور الاضطهاد والاستغلال للنساء، ليس فقط فيما يخص عبودية الأجور ، وانما أيضا الاستعباد الجنسي ، إلى "حدوده القصوى .




تحاول الامبريالية من خلال شعارتها الرنانة من حرية ومساواة ان توهم العالم وخاصة العنصر النسائي بهذه الشعارات الواهية البعيدة كل البعد عن الحقيقة . فالمراة بالدول الراسمالية المتطورة مقارنة بالنساء في دول العالم الثالث كانت قد قطعت اشواطا في الحصول على بعض الحقوق من خلال نضالها وتفانيها وتضحياتها بالاضافة الى الاثر الايجابي الذي تركته الثورة الاشتراكية ، والذي ساهم بشكل كبير في انتزاع هذه الحقوق . ولكنها لا تزال بعيدة كل البعد عن المساواة الحقيقية ، سواء فيما يخص الاجور او بما يتعلق بمشاركتها في مواقع صنع القرار ،التي لا يمكن ان تحصل عليها في ظل الامبريالية التي تحاول عبر شعاراتها الفارغة طمس جوهر الصراع الطبقي .




لذلك ، نرى يحاول النظام الأمبريالي بكل قواه تابيد سيطرته على عملية الانتاج بهدف الربح فقط دون الاهتمام بوضع العامل وحقوقه . فالامبريالية استطاعت بدهائها وعدم الوعي الكافي لدى جيش الطبقة العاملة بالاضافة لعدم وجود بديل ثوري حقيقي يستطيع تنظيم وقيادة نضال الطبقة العاملة حتى النهاية ان تستاثر بالعمال وتستغلهم الى اقصى الحدود .




ان قضية تحرر المرأة التحرر والمساواة هي قضية طبقيه بامتياز، لا تحتمل التاويل والمساومة. انها جزء لا يتجزا من قضية التحرر الشامل من كل اشكال العبودية والاستبداد الذي يمارسه النظام الراسمالي وادواته من انظمة رجعية وجماعات دينية وطائفية مناهضة للحرية والتقدم..اما عملية التغيير فتتطلب وعيا طبقيا بالدرجة الاولى وانخراط اكبر شريحة شعبية ونقابية وحزبية ممكنة وفي طليعتها المراة ، كونها الاكثر تضررا واستغلالا.




لهذا لا يسعنا الا رص الصفوف جميعا رجالا ونساءا وتكثيف الجهود والعمل بجديه ضد طاغوت الراسمال والاديان اللذان يجعلان من دمائنا وقودا لحروبهما العبثية المتنقلة على انقاضنا وعلى انقاض مستقبل ابنائنا بهدف السلطة والثروه. وبالتالي من اجل كسر القيود التي تكبل المراه وتلغي دورها والتي تقف عائقا في سببيل تحقيق المساواة الحقيقية وتحول دون تطور المجتمع !