أول مدرسة للإنسان حضن أمرأة



كامل الدلفي
2019 / 3 / 9

.

التنمرُ على المرأة عصيان شديد ، وقباحة انشقاق على الذات ،اقصاء لشراكة شريك أقره الخالق في جميع مفاصل خطابه ، حتى قوله الكبير أني جاعل في الارض خليفة، المرأة معنية به بنفس مقدار ما عني الرجل به، الا أن الذكر ولاسباب أوجدتها ظروف زمنية جاز له أن يسحب بساط القوة عن قدمي شريكه وجعله معلقا في فراغ التاريخ، وظل يحفر تحت قدميه بمعول الدين والعرف بعد دمغ قوانينهما ببصمته وجعلهما طوع امره، خلافا لجوهرهما الاصلي المبني على العدل والمساواة ووحدة الخلق فيما يخص الدين،وعلى الالفة والتعاون والتشارك فيما يخص الاعراف،الا أنه تخطى هذا وجعل المرأة لاحقا بسابق، وطال العهد بهذا التعسف وبلغ في اطواره محطات يندى لها الجبين..بما يخالف الطبيعة السوية التي منها خرج الكائن الإنسان بوجهيه المتكاملين الذكر و الانثى..
ينسى الرجل امبراطور أو جنرال أو سفاح أو مقاتل أو فقيه أو رجل قبلي ،انه يتعلم اشاراته السيمائية في حضن أمرأة..تلك المعرفة التي تطبع سلوكه العام الى اخر حياته..
الابتسامة ..والمناغاة ..والضحكة والكركرة ..والهدهدة والولولة ..والهدوء والسكينة و التلبية عند الحاجة والامتلاء بالحنان و الدفء والصلابة والاستقراء والطمأنينة والغنى النفسي .. والتمييز بين النافع والضار والوقوف على القدمين بعد الزحف على الاربع والاستعداد للمشي توتي تواتي ، والانطلاق إلى المحطات واحدة تلو اخرى ..
تلك المدرسة التي تعلم السلوك من دون الكتابة بحروف، بل بالهام واحتضان، و تعميد وحنو نادر ، تمهيدية فريدة الطراز توقفنا على عتبات التجارب ، هي صناعة أنثوية صرف ، نقابلها برثاثة عقلية تفصح بأن المرأة عورة، كيف رضينا لأنفسنا أن نكون أبناء العورات يالسوء تخلف الفهم الذكري المستعر ..؟