رمال التيه4



مارينا سوريال
2019 / 3 / 9

سقط احشويرش على الارض واضعا رأسه بين ركبتيه ،لقد طالبوه ان يخبرهم هل يخرج رجالهم للجيران الان ام بعد ذلك ؟..كان عليه ان يصل للاجابة انها تذكرته ليصدقوه ..كف عن تناول الطعام لليالى ولم يتحرك من موضعه ردد تعويذة التى تعلمها عن ظهر قلب ولم يكف عن ترديدها ولكن الرؤية تاخرت ولم تاتى والرجل الثالث ينتظر ..انه يضحك الان من خلف اسوار قصره وهو يشاهده من بعيد ..لم يستطع التخلص منه بعد ان زاد عدد من يستمعون اليه ..كان له فقراء المدينة وهو امتلك اغنياءها ..كان يراقبه فى غضب كيف خدعه واخذ منه تلك الاعداد ؟...هل لانه اخبرهم ان الجفاف قادم؟...وقدم فعلا ام لانه شاهد ذلك الطفل وهو يموت وحكى؟...اقترب الليل كان اليوم السابع وهو قابع على حاله ..لايزال منتظرينه يدورون من حوله فى شك كادت ان تخرج من بعض منهم كلمات التذمر لكنها صرخت وقفت فى وسطهم وقالت لقد جاء انظروا ...وقفت سالومى تصرخ وهى تضرب على الدف تحمل بيده وتنشد ..خرجت من خلفها التفيات فى حلقات دارت من حول الجالس القابع دون ان يرفع رأسه ..صرخن فصرخ الناس من خلفهن حتى الصباح وكاد ان اسم احشويرش صاربين الالسنه حتى وصل لمسامع الرجل الثالث الذى ارسل ليحضره الى داخل القصر ...
انطلقت رزقة فى رحلتها اليومية لعين الماء حيث نهاية الوداى كانت تراقب التل الغربى من بعيد..تنظر اليه بحسد وهى تملىء جرتها التى ربما تحتاج للعودة بها مرة اخرى ..كانت تشعر بان هناك اصوات ضحكات تاتى الى اذنها الصغيرة من هناك فتنظر وتتعجب انها لا ترى احدا منهم وهو يهبط وكيف يهبط على قدميه مثلهم الم تصبح تلك الارض سكنا خاصا بهم هم فقط يبنون عليها قصورهم من بعيد ويرسلون حراسهم ليكونوا وسطهم فى الوادى الفقير كما اطلق عليه اهله واصبح لسان حال الاغنياء عنهم هناك من فوق التل ...تذكرت اخر مرة اضطرت فيها للصعود الى هناك كان لاجل زفاف اميرة كهنوتية جديدة الى ابن سليل كهنة معبد التل الغربى الكبير...لم تحب تلك الاميرة قط ولكنها تمتعت بالحظ الذى لم تحظ به هى فوالدها كان يبيع طيور المعبد بينما لم تحظى هى سوى بارض صغيرة وبعض الاغنام ..خرجت مثل بقية الفتيات واوقدت القناديل ..ورأت التل الغربى الذى سمعت عنه الحكايات ولكن ليس مثل ما رأته من بيوت وبساتين لم ترها فى الوداى كان يضيق بها ولم يعد رحبا مثلما كان ...ملت من حكايات ارض غريبة كان يعيش بها والدها طفلا عن معلقات وازهار وبساتين وتماثيل وشوارع عن بيوت كان يدخلها ..عن اسما كان له ولم يعد ...حتى عندما حاولت ان تعرفه صمت وشرد ..ربما لو كان لديها اخ لاجابة !..عادت رزقة من شرودها واسرعت فى دروب الوادى لم تهتم بهمهمات الناس فى السوق الضيق ولا الرائحة القذرة التى تعبق المكان .وضعت الجرة حيث مكانها ودخلت لتطحن بقية الدقيق المتبقى كان عليها ان تصنع الخبز والارز لتصل بهم الى الحقل ..بينما الاصوات ترتفع من حولها وهى شاردة مع صوت رحاها ....
كان الناس فى السوق الضيق يتهامسون باسم زينون ذلك الفتى الغريب الذى يعيش فى خدمة اسياد التل والذى نزل للمسابقة الكبرى التى اقاموها ..لم يجرؤ احدا من اهل الوادى على الخروج امامه ..كان يتهامسون باسمه وهم لن يشاهدوا مسابقة التل التى لا يحضرها سوى اهلها ..ولكن اصوات الالعاب من بعيد كانت تصلهم فى ذلك الليل الحالك فتثيرهم فيصرخون مع الفارحين ويتمتمون مع اصوات الصمت القادمةمن بعيد ..ولكن هناك اصوات اخرى لم تعهدها رزقة فيهم جعلتها ترفع راسها عن الطحين والرحى ..كانت اصوات الضحكات اتى تاتيها من الخارج ..نظرت على الطريق وسمعتهم يضحكون ويسخرون بينما فتى الوادى يمر من وسطهم ويصرخ بصوته الضعيف المبحوح انا ساخرج للقاءزينون انا سانتصر لهذا الوادى من صاحب التل الغربى ...رمقته وهو يمر من وسطهم رافعا صوته وهم يضحون اكثر سمعت السخرية ولم تفهم لما لم يوقفه احدا الا انه لقيط !..لا يعرف له احدا ابا ولا ام وجدوه اسفل الوادى يبكى قال من الزانية وتركوه للموت لكن ذلك الرضيع تحداها وعاش ..يقولون نمرة اشفقت عليه وارضعته وذئبة علمته عيش الوادى فنشأ يعيش مع حيوانات الوادى ولا يعاشر اهلها ولكن ما ينطلق صوته المبحوح وحروفه التى تعافر للخروج حتى يبدأ الضحك والصراخ ..من يظن نفسه ابن الذئبة ؟..هل يريد منافسة ابن التل ..ابن الغنى وخادم كهنتها ؟... لمحته وهو يمر من امام بيتها المتهاوى كانت تشفق عليه نظر لهاوابتسم ثم اكمل طريقه...طريقه الى التل الى الموت ...هكذا ودعته عيناها وهو يرحل لم يشفق عليها احدا من رجال الوادى الا هذا الصبى الذى كان يهبط من شجرتة العالية ويملىء لها الجرة بل ويحملها عنها احيانا لذا تعجبت عندما لم تراه هذا اليوم ولكن اصوات الضحكات والفرح القريب شغلها عن النظر والبحث عنه ..هو من عرفها للنمرة والذئبة لم تعد تخشاهم مثل السابق ذكروها بزوجة ابيها وامها اللتان تحيا معهما كلتاهما تنتظر الولد الام تريد ابنتها ان تحضر للزوج ولدا حتى لا ياتيها بخادمة صغيرة تاتى له بالاولاد وما اكثرهم فى الوادى ...وكانت الوحيدة التى تعلم ان للفتى اللقيط اولادا من النمرة ...بينما علمته الذئبة كيف يسير من امام بقية حيوانات الوادى ...نسى الاهالى قصة الفتى بعد ان بدا موسم الحصاد والغلة القليلة ..كان الجميع يستعد لقلة طعام قادمة ولم تفلح توسلاتهم للاصحاب التل بارسال الطعام ..لذا خرج بعض الرجال للصيد بعد ان رحل رجلها الى التل ..قالوا سيقتلونه هناك انهم الاقوى لن يعود ولن يسألهم عن قتل اهله !...