مغامرات الصعلوكى 3



مارينا سوريال
2019 / 3 / 11

منذ 100 عام قبل ان تنشا ارض الحصون كانت الارض جدبه وخربه مياهها شحيحة بلا زرع ولا حياه ...بعد عاصفة رملية غابرة و طأتها قدم اول انسان ...كان فتى غريب على ارضها يحمل من فوق ظهره كيس ملابسه ..كان اسمه رزق"....
من اى ارض قدم الرزق لا احد يعلم بعضهم قال من ارض السواحل كان يعلم الكثير عن البحر ومايعيش فى باطنه وقف اخرون يصيحون فى غضب كذب وافتراء على زعيمنا انه من ارض الجبال الا تعلمون كيف يخبر عن الشقوق كيف غرست قدمه فى الرمال منذ نعومتها الم ياتى الى هنا ويحمل عصاه تلك التى بيت النافورة وهى التى سلمها للبشير فيصمت جماعة اخرون بلا راى يكتفون بالصمت خيرا من الانضمام لمن قال ومن حكم يكفيهم خير المرزوق ومن بعده البشير ...
الاولين من سبقوهم قالوا كان فى الرابعة عشر حلو الملامح عريض المنكبين مظهره مظهر الفرسان سمعه من معه يتحدث عن معركة ولكن اقرب رفقاءه حينها كان الجمال هو فقط من اخبره بارض ومن يكون ....بعد عاصفة رمليه اشتدت بعد لاحقه نام الرزق على كيسة بعد ان جف حلقه على ماء حتى حل ضياء واشرقت الشمس على سماء صافية ،تحركت قدمان تشق الطريق وفى يدها تجر جملا كان فتى يكبره ببعض السنوات اعطاه من المياه وجلس معه تحت شجرة جف عودها واصابتها الشيخوخة والوهن .....من انت ايها الغلام ؟
ينظر اليه الغلام متاملا :غريب قادم من بعيد ..انت ابن تلك الارض
ابتسم الجمال :وهل لتلك ارض صاحب انها ارض كفر بلا زرعه ..مطرتها نادره حشائشها خفيفة ..انا قادم من ترحال وفى طريقى الى اخر ...
ماذا حدث بعدها لا يعلم احدا ...يعلمون ان الجمال احضر زوجتة الشابة والشاب وسكنوا جوار العين الوحيدة للماء فى الرمال الواسعة ....عاش الجمال والشاب على عين المياه سنوات حتى اتى اليوم الذى جفت فيه المياه ..جفت فنظر ثلاثتهم للهلاك ....العطش سقاهم ليالى والشاب يتطلع الى نجوم السماء يحدثها من صمته كانت الشاب داخل خيمتها يعكس ظلها همها وانتظارها الموت سمعها تحدث الجمال بالرحيل :جملك يحتمل فلنرحل ونبحث عن المياه
قال لها لا ارحل واترك ارضا وصديقا هنا من خلفى وانا اعلم انه لا يستطيع الخروج من تلك الارض التى كتبت عليه
قالت فى تبرم :كتب عليه الموت هو وليس نحن الجمل معنا والحياه تعال لنبحث لنا عن ماوى وسط ابائى وجدودى يفتحون لنا الابواب لنعيش ...لنعيش وننجب اطفال لانخاف عليهم من وحوش فى المساء تاتى لتاكلهم ......
قاطعها الصوت صوت روح ترحل بعيدا وهى تصرخ باسم اليد التى تنحر روحها وتسقط دماءها على الرمال،رفع الجمال غطاء خيمتة فى بطء ..تحرك باتجاه الصوت كان هناك جمله شاخصا عينيه نحوه يستجديه ان يرحمه وقف يتطلع اليه ويد اخرى تسقط على رقبته لتخلصها من الالم فتتلوى جسدته لثوان قبل ان تهمد فى صمت ..تطلع الجمال الى الشاب لم يحدثه كانت عيون الشاب عجيبة وقوية كانها تامره ان يعود الى خيمته وان يضع يده ليكتم صرخات زوجتة الملتاعة ....
فى الصباح اوقد النار كما يوقدها الاولين جمع لها بعض الاخشاب الباقية من جذع الشجرة العجوز كانت رائحة الشواء ترتفع وتصعد برائحتها الى السماء نظر اليها الفتى الى اعلى فى شغف ينتظر ان ياتيه الرضا ...خرج الجمال تسمر لثوان لكنه تقدم وفى يده زوجتة جلسوا جوار الشاب ياكلون فى نهم اللحم الطازج ....
كان اللحم ينفذ واخر قطره ماء فلابد اذن من الرحيل والبحث عن عين اخرى وحياه اخرى ..رحلوا ليال يسيرون وهى تمتد من امامهم ناموا على ضوء القمر كانوا ينتظرون الموت ،سمعها الشاب خرير مياه صافية قفز وتبعها ومن خلفه الجمال وزوجتة ،كانت هناك اشجار على جانبى فرع مياه ضعيف تسابقا فى الدخول اليه يصبان المياه على بعضها قبل ان يلمحا اسماك صغيرة موجودة فى النهر لا يعلمان كيف وجد المكان لكنهما راحا يتقافزان فى فرح ويصبان المياه على بعضهم ،وقفت الزوجة تراقبهما فى دهشة وحيره وغضب من زوجها وخوف من الفتى كتمته فى صدرها ،عاشوا جوار النهر الضعيف بعد فتره لاتعلم كيف اقنع الفتى زوجها بضرورة وضع البذر فى الطين مزارعون ولكن تترك اهلها وجدودها من اجل الزرع لطالما كانوا مرتحلين وتجار اصحاب طرق وبيوت ونسب وخير تركتهم مع الجمال فى رحلة طلبتها العروس مهر لزواجها فقد حلمت برؤية اراضى اخرى مما سمعت من قريباتها الذين تزوجن ورحن يعملن مع ازواجهن فى اراضى بعيدة فيقصون قصص البلاد والعباد الزرع والطين والملبس واكلاتهم التى يصنعون والتوابل التى يضعون ولا يعرفون الشواء بيوتهم الطينية التى لم تعرفها ...الالوان التى حدثتها عنها ابنه خالتها والاصباغ التى صبغت اثوابها اشكال والوان عده اثارت حفيظتها وغيرتها فابنه خالتها والدها احد العاملين فى تجاره والدها المتسعة تذهب وترى البلاد وهى تجلس فى نفس الخيمة وعلى نفس الارض ولكن هاهى تدفع نتيجة حلم غيرة حلمته من قبل ،ولكن اشد ما تخافة المساء وبروده الوحشة عندما يصرف الفتى الجمال لا تعلم الى اين تراه من فتحه خيمتها يراقبها بعينيه الحلوتين ،وقامته العريض الممشوق ترى من اى ارضا هذا؟؟......
نبتت البذور وكبرت براعيمها قسما الارض احواضا ،كان الشاب يعلم الجمال الزرع والجمال يتبعه بهمه واخلاص ،لم ترهما يتشاجران او يغضب الجمال من الشاب فيتمتم بكلمات جافه بحقه داخل خيمتهم فى المساء بل صرف المساء خارج خيمتة يراقب النهر والزرع ،والشاب ،انتظرته يوما صباحا ان يعود لخيمته ان يوقظهما لكنه لم يعد خرجت تطل براسها من الخيمة ترى هل ذهب للزرع باكرا دون ان يوقظها اليوم ..رات الشاب يلقى البذور فى همه وضوء الشمس يسطع من خلفه ،واقفا بمزره ،جالت بعيناها بعيدا حيث زوجها الجمال فلم تجده ،مضى اليوم ولم يعد سالت الزوجة الشاب بعينها ..صدمتها عيونه البارده الم يكونا مقربيين وانقذ حياته عده مرات ،صحيح هو من علمنا الزرع ولكن نحن من اعطيناه الماء حياه بعد ان شارف الموت ووقف الجمال صامتا عن موت جمله صديقة وتحوله لطعام قطمه الشاب امامه فى هدوء لامبالى وكانة اتخذ القرار الصائب نيابه عن صديقة ،كفت عن الخروج من خيمتها فمضت الثلاث ليالى موحشة عليها تترقب ولكنه لن يعود من اين ايقنت ؟ام انها امني تمنتها ان تتحقق ؟
فى اليوم الرابع اختلجت بعد ان دخل الشاب خيمتها فى هدوء ووضع الطعام امامها وخرج ....
وثبت تلتهم الطعام فى لذه طير وبقول ....
مضى الاسبوع الاول دون الجمال علمت ان لا عودة له ،فى نهاية الاسبوع الثانى دخل الشاب خيمتها ومكث بداخلها !!!......
مضت ايام الزرع وحل الشتاء باردا ،مظلما قبل ان تاتى اضواء من بعيد تضىء السماء اسرع الشاب بالخروج من الخيمة واستطلاع الامر ...فكرت هل اتى احدا من الجمالين اهلها الرحل ....
اقترب الشاب منهم ..اجلسهم حول نيران لتدفتهم كانت من خيمتها مستيقظة وتسمعهم من ارض بعيدا جاءوا من السواحل والجبال ....تدثر الصغار معهم باغطية بينما لم يكن هناك نساء قالوا قتلوا نساءنا من الجوع ولم يتبقى سوى هؤلاء الصغار قلنا فلياتوا معنا اذا وجدنا طعام نحيا سويا واذا لم نجد فلنمت بعيدا عن اعين معركتهم .....صمت الشاب ...
فى الصباح تطلعوا للارض وبعد فصل مكثوا جميعنا فى الارض ،كان يغضب عندما تخرج الشابة من خيمتها ،لكنها كانت تخرج تعلمت كيف تكف غضبه عنها ...وكان يستمع اليها ...طال انتظار الامطار تلك المره وقفوا يتطلعون للارض والزرع فى مراره كان يراقبها الشاب ينتظرها ان تمطر يقف كل ليلة ينظر اليها وكانه يناديها ،واخيرا سقطت شاهدته هى الاولى وهو يقف وسط الحقل قالت الرزق ...الرزق "
لقبوه الرزق لم تسأل عن اسمه ويبدو انه احب اسمه الجديد
.........
كان الرزق قائدهم فى تلك الارض والزرع لكنهم بعد ان نمى الزرع وعلموا الفلاحة لم يعودوا بحاجة اليه ..كان يعلم ما يجول فى صدورهم واتت اليه الفرصة اجتمع بهم وقال :سمعتم ان المعركة الكبرى بين السواحل والجبال قد انتهت وعادت التجارة والبلاد والعباد .....
نظروا الى بعضهم فى توجس هل يبحث عن طردهم الان ؟؟...
قال :لا اعلم ما تسئلون كيف استغنى عن صحبتكم وانتم رجالى ولكن انا اعلم كيف عاملوكم من قبل واذاقوكم العذاب فلنخرج لهم ونعيد حقوقنا التى سلبوها سنوات وزمان ....
تركوا الاطفال مع الزوجة علمت كيف تدبر شئونهم وشئونها ،
راتهم من قبل يقطعون اغصان الشجر ويسنون الواح واخشاب وجد ما اطلق عليه المعدن راته يجعل منه شكلا فى النار التى يصنعها ويطهو ...علمها كيف تصنع ....
وعلم الرجال قال لهم انا اخبر الطريق هيا خلفى اتبعونى يكفى ما عانيناه ....تبعوه الرجال ولم يتبقى ولا واحد من اجل الزرع فقام الاطفال بالعمل وعلمتهم الزوجة .....
مضى مساء وصباح قبل حلول المساء الثانى سمعوا اصوات قادمة خافت منها اعداد قادمة ترى من اين والرجال خرجوا والى الان لم يعد احدا منهم ...سمعت صوت نعم انها احصنة تطلق صهيلها التفت ولمحته هى تعرفقامتة المميزة وسط الرجال نادت"الرزق"ابتسم لهم هى شاهدت ابتسامته التى تحب لم تبالى بتقاليده التى وضعها عليها وجرت لتتبينه من وسط رجال كثر ،توقفت عند الحبل الطويل الذى امسكه بيده تطلعت لنهايته على صبايا صغار ...احصنة وطيور وبهائم ....
اقيمت خيام ضمت الرجال والصبايا ...وقفت داخل خيمتها تعض شفتيها الغاضبة وهو باحدى الخيمات مع صبية اخرى ...هل مضى الزمان ولم تشعر انها اصبحت عجوز لا لم يحدث وجهها على صفحة المياه لايقل ذلك ابدا لا تزال هى صافية كما يلقبها ...
وزع فى الصباح البهائم والطيور واكثر منها له مضى الوقت وكثر خروجهم والصيد كما يطلقون عليه ولكن تلك المره عاد معهم رجال كانت مهمتهم العمل فى الارض التى تركوها دون زرع فقد كانت البهائم والطيور كثيرة تكفى الجميع ....وصادق الرزق احد الرجال مره اخرى وتسامر معه فى المساءولم يعد يدخل الى خيمتها هى او الصبية ...مهلا لم تمضى ليال قبل ان تصبح الصبية تنتظر مولود وهى لا ...دخل لخيمتها ونادها ان تذهب لخيمة الصبية وتبقى معها نهاها بعينه فتراجعت عما كانت ستفعل .....
اتى اليه صبى مولود وتعددت الصبايا ووقفت صافية حائرة تريد ان تحصل على الصبى الى الان لم يهجرها ولا يزال يعود الى خيمتها ولكن الى متى كثر الخروج والرجال والنساء اعدادهم فى ازدياد .....خرج فى الليلة التى حدد وتلك المره فى اتجاه الشرق حيث الجبال سعت ان يكون فى خيمتها ليلة رحيلة ........وترك الرجال الضعاف للزرع .......
عاد بعدها بثلاث اشهر ولكن اعداد النساء فى ازدياد حتى وان وزعت على بقية الخيام ...انتظرته بشوق عند دخولة الى خيمتها تعلم انه سيغادرها مسرعا لخيمة اكبر مع احدى الصبيات من ارض الجبال ولكنها اخبرته وقف مندهشا فابتسمت له اكثر سيكون لديه صبى اخر لا ستحضر له اكثر من صبى هى ابنه الرحالة ونسائهم الاكثر ولود.....