(عدها - حق)



عواطف عبداللطيف
2019 / 3 / 11

(عدها – حق)
خلق الله المرأة لتشارك الرجل وتزيد حياته جمالاً ولتمنحه الأبناء متحملة آلالام الحمل والمخاض والولادة وأنصفتها كل الأديان السماوية فهي أسمى من كل بلاغات الأقوال و الأمثال.
هي الرمز لأستمرار الحياة .
هي ليست نصف المجتمع بل المجتمع كله ,,هذه الإنسانة التي تجمع بين العقل والمشّاعر وبين الرقة والقوة كانت وما زالت عنصراً مهماً وأساسياً في مسيرة الحياة .
هي الجمال والرقة,,فمع المرأة يكون للحياة معنى وللمجتمع رونق.
هي حاضنة الإنسانية.
هي كتاب قيم,,كل صفحة من صفحاته لون ,,ضمت مشاعر وأحاسيس وصفات,,حب ,,تضحية وإيثار,,رقة وحنان,,ألم وفرح ,,نقاء ووفاء,,ثقة وإباء,,عزة وكرامة ,,صبر وشموخ,,قوة وكبرياء,,نقشت بدم الروح ودمع العين ووجع القلب .. قدمت التضحيات، علَّمت ، كبَّرت، سهرت ,,لترسم لنا طريق الكرامة و الشموخ، وتضعنا على طريق العلم لتحصد ثماره مستقبلا مشرفا لنا وبيتاً آمن الجدران لعوائلنا وسوراً عالياً لوطن نفتديه بأرواحنا.
هي روح المجتمع، لذا فإن تطور المرأة يعتبر الخطوة الأولى في المسار الصحيح للقضاء على آفات التخلف والمقياس الرئيسي في تقدم المجتمعات البشرية.
هي العنصر الأهم والأخطر والأشمل في تربية الأجيال وتنشئتها ولسمو مكانتها في المجتمع لها الأولوية في أن تحتل الصفوف الأمامية التي تستحقها بكل فخر وعلى الجميع العمل على ترسيخ حقوقها وإعطائها الفرصه لاثبات وجودها.
فعلى مر التاريخ نجد هناك أسماء نساء كُنَّ كالشموس الساطعة في سماء الوطن عملن في كافة المجالات العلمية والثقافية والأدبية والتربوية والسياسية والصحية والرياضية والاجتماعية.

(عدها – حق) شعار رفعته سيدات فضليات في ساحة التحرير في بغداد في اليوم العالمي للمرأة من أجل المطالبة بحقوق المرأة لأنها أصبحت تعيش في وضع لا تحسد عليه ومعاناتها تتعاظم لتصبح كارثة إجتماعية وإنسانية يوماً بعد يوم ,, فبين ثقافة الصمت والخوف من المجتمع وقيوده المفروضة عليها يزداد العنف ضدها ولعدم وجود ما يردع يفلت الجاني من العقاب وتكون هي الضحية .
الحروب والإرهاب الذي أستفحل في كل مرافق الحياة وهيمنة المجتمع الذكوري , ودكتاتورية النخب السياسية الحاكمة والتطرف الديني وتعاظم الفساد والعودة إلى العشائرية والطائفية كلها عوامل أدت إلى تفكك الأسرة وكذلك الى ارتفاع نسبة الأرامل والمطلقات مما أدى إلى زيادة المسؤوليات الملقاة عليها في ظل ظروف معيشية صعبة وتدهور أمني كبير وفقدان كل مقومات الحياة الضرورية اليومية من ماء وكهرباء وغذاء وأمن وأمان.
أكتب وفي داخلي شيء يتمزق,,فالأيام تمر وهناك من يتجرعن الألم بصبر ومن يلتحفن العراء ويتوسّدن البكاء!! يبسَّهن البرد,, يمسكن بطونهن لإطعام الصغار بصمت ,,تركن بيوتهن وذكرياتهن خلفهن وقلوبهن تئن ,, فقد تعرضت المرأة العراقية لأبشع جريمة انسانية وأخلاقية وما تزال الضحية الأكبر جراء ما حدث ويحدث.. ورغم ذلك صبرت على فقدان الزوج والابن وتحملت ويلات وكوارث الحروب وبقيت مرفوعه الرأس كبيرة المقام وهي تتجرع الوجع تكافح بصمت و تتطلع لمستقبل أكثر اشراقا وسلاماً ومحبة.
هذه المرأه التي ربَّت الاجيال وصنعت القاده متى يعود اسمها لامعا يرفرف عاليا بعيدا عن كل أشكال العنف الذي تتعرض له لتهميش دورها أو حصره بالبيت لتأخذ مكانها المناسب ويتم تشريع كافة القوانين التي تعطيها حقها في الحياة .

لتعود من جديد رمزا للوطن وعنوانا لكرامته

11-3-2019