القتل لغسل العار و الرجم بالأحجار



سعيد المجبري‎
2019 / 3 / 12


شابة من جيلنا جيل 2002 طاهرة نقية عفيفة مفعمة بالحيوية و الأمل طالبة
في إحدى المدارس الثانوية في الجنوب الليبي .. أحبت شابا جامعيا يكبرها
بعامين و أحبها هذا الشاب حبا طاهرا ممزوجا بتمنياتهما الارتباط و الزواج
و تبادلا أرقام الهواتف لمجرد التواصل الإلفة .. إلى أن جاء يوم نسيت
هاتفها في السيارة بعد أن أوصلها أخوها إلى المدرسة . فقام بالإطلاع على
أسماء دليل هاتفها و لم يجد إلا رقما غريبا واحدا فقط و كان هو رقم
حبيبها الشاب .. و لما ذهب و عاد بها إلى المنزل بعد انتهاء اليوم
الدراسي سألها عن صاحب الرقم الغريب . فأجابته بكل صدق و ثقة بالنفس أن
هذا رقم فلان .. وما علاقتك به ؟ .. هو ابن خالة صاحبتي فلانة التي
تزورني و أزورها دائما و أنت تعرف ذلك ... و كيف أعطاك الرقم ؟ .. كان
هذا في مناسبة عائلية ... و لماذا أعطاك الرقم ؟ ... لمجرد التعارف كونه
ابن خالة صاحبتي ..... و فجأة انهال عليها أخوها ضربا بعنف و هيجان حتى
فقدت وعيها فتم إسعافها إلى المستشفى إلا أنها فارقت الحياة عند باب
المستشفى ... و تم القبض على أخوها و هو الآن في الحبس .. و لكن القانون
الليبي كغيره من قوانين معظم الدول العربية و الاسلامية يتم فيها تخفيف
العقوبة على هؤلاء القتلة الذين يتحججون بحجة فاسدة و باطلة حقوقيا و
إنسانيا و هي غسل العار أو الإنتقام للشرف . ولا عار إلا هم ولاشرف ناقص
إلا شرفهم بل عديمي الشرف. @
لذلك نجد أن كل جرائم الشرف ضد المرأة و التي يرتكبها من لا شرف لهم في
الدول العربية و الإسلامية إنما تحدث لأن هذه المجتمعات استساغت ذلك و
جعلته عرفا إجتماعيا .. و للكهنوت الديني المتحجر دور كبير في ذلك لأنهم
يعتبرون المرأة مجرد مخلوق ناقص العقل و الدين و أنها مجرد عورة فجعلوها
كائن مجهول الهوية تحت خيمة متحركة ... فأصبحت المرأة تراهم من تحت
خيمتها من حيث لا يرونها تمر بجانب زوجها أو أخاها أو أباها ولا يعرفونها
. فأصبحت هذه الخيمة ملاذا و ساترا لمن تحدثها نفسها بارتكاب الفاحشة كما
يتصورون و يتوهمون .
و لنأخذ مثالا واحدا على عقوبة جرائم الشرف في قوانين الدول العربية كالنص الآتي :
من فاجأ زوجته حال تلبسها بالزنا. أو فاجأ ابنته أو أخته حال تلبسها
بمواقعة رجل فقتلها في الحال يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة و نصف أو
بغرامة لا تتجاوز 22 دولار أو بإحدى هاتين العقوبتين. ... و هذا هو أخطر
أنواع التمييز الذي يمارس ضد المرأة .... فلماذا لا يتم وضع مادة في
القانون تنص على الآتي :
من فاجأت زوجها حال تلبسه بالزنا أو فاجأت ابنها أو أباها أو أخاها حال
تلبسه بمواقعة إمرأة فقتلته في الحال تعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز 7 شهور
أو بغرامة لا تتجاوز 11 دولار أو بإحدى هاتين العقوبتين _
أليس من حق المرأة أن تغسل عارها و تنتقم لشرفها هي الاخرى!! ؟ أم ليس
للمرأة أن تشعر بالعار و تحس بأن لها شرفا تدافع عنه !! ؟!!
على قناة الحرة كنت قد تابعت حوارا بين أحد قادة هيئة الأمر بالمعروف
التي شكلها آل سعود و ناشطة في حقوق المرأة في نجد و الحجاز ... بدأ
النقاش هادئا ثم تطور إلى أن ذكرت الناشطة وقائع ثابتة و تحقيقية تثبت أن
هيئة الأمر بالمعروف كانت تتساهل كثيرا و تتغاضى عندما يكون الأمر متعلقا
ب ممارسة اللواط و الشذوذ و المظاهر الشاذة في الشارع العام. بينما يختلف
الأمر عندما يكون الأمر متعلقا بمجرد شاب و شابة اجتمعوا في حديقة أو في
سوق أو أي مكان عام ولم يصدر منهما ما يخالف الآداب حينها يتم القبض
عليهما و حبسهما مع المعاملة السيئة ... بل أثبتت له أن عدد من اعضاء
الهيئة موقوفين بسبب قضايا لواط و تحرش .... و عندما سمع عضو الهيئة هذا
الكلام إستشاط غضبا و انسحب من البرنامج !! ... إذن لا فرق بين هؤلاء
الذين
يقتلون المرأة بإسم الشرف و هذا الكهنوت الديني المتخلف الذي يرجمها حية
في الحفر و أولئك الذين كانوا يدفنونها حية في ذلك الزمان.
و أخيرا أريد أن اسأل سؤالا :
لماذا لا يكون من حق المرأة أن تتزوج أكثر من رجل؟ مثنى و ثلاث و رباع
؟.. خاصة بعد التطور العلمي الكبير و الإكتشافات العلمية المثيرة و
القفزات التكنولوجية الهائلة التي بها يمكن الإثبات القطعي من هو والد
الجنين من هؤلاء الأزواج عن طريق ال DNA و غيره ‏و كل والد يقوم بالنفقة
على ولده ... و يكون أولاد المرأة من أزواجها إما إخوة أشقاء أو إخوة غير
أشقاء ... و في حال تطلقت المرأة من جميع أزواجها تكون عدتها في إجراء
تحليل يثبت خلو رحمها من الحمل فتبدأ بالزواج بمن تريد و حتى لو بعد يوم
من الطلاق .