امراة2



مارينا سوريال
2019 / 3 / 24

هل انت من ترسليهم لى ؟قالتها حواء بحذر مخافا ان يسمعها احدا من الخارج ..لم تجاوبها العجوز بل استمرت فى اخراج قماشها الثمين من غرفتها الخاصة فى ذلك الدكان العتيق ..طال انتظار حواءوهى تتطلع من خلفها
اتدرين منذ سنوات قامت السيدة وهى صغيرة عندما اتت الى مدينتنا واعطتنى ذلك الدكان من يومها لم اتركه قط احببته اكثر من اى شىء..اكثر من الرجل والولد ...
داخل كل قماشا امسكها بيدى حكاية عن صانعها انه ليس من مدينتى قالت السيدة انسوا ..لم يعد يهم من كنتم ما يهم عليكم مرة اخرى ..بل انتم انتم من ساسمعكم تقصونها فى الشوارع والبيوت حتى ساسالان هو انا ..السيدة الجديدة ستخبركم بالحكاية ..وهى الافضل فلتصدقوا لاننى لن اعود لاقصها معها على ألسنه السكارى ..تلك المدينة بدأت معى من اليوم عليكم فقط تذكر هذا ...استدارت العجوز ترى حواء بعض من اقمشتها :انظرى ..انظرى اليها لاتخافى ..تلك القماشة انها من بلدة بعيدة هناك يقولون انها تطل على بحر كبير..لسانها غير لسانى وألبستها اخرى حتى نساءها اخريات غيرنا ..همست :يقولون ايضا اننى كنت من هناك ..من تلك المدينة التى تحرسها شياطينها مساءا...انها تاتى لى الان هنا ولكنه غير مسموح ليس على احد ان يعلم ..تراجعت حواء حملت منها بعض الاقمشة و رحلت ..لم تفهم لما ارسلتها السيدة ان لم يكن هناك اقمشة ..هل تعرف العجوز عن كوابيسها ؟....
كرهت من جديد ان تعود عبده لسيدتها ،احبت ان تكون هناك جديدة غيرها لكن السيدة عادت لطلبها من جديد...
كانت ممن وقفن فى تلك الصفوف التى اكتظت بهن وهن يراقبنها تدفن الجديدة متبعة طقوسها الخاصة ،لم ترى حواء واحدة منهن تدفن من قبل ..شعرت بالخوف عندما علمت ان السيدة غضبت ..انها تغضب على واحدة منهن وتطلب لها الموت ..فتموت ..راقبنها وهى تدفن جزءمنها تحت كل شجرة من سبع اشجار حاوطن نافورتها التى تستحم فيها ..داخل بساتنها المغلق خلف الاسوار ..سر من خلفها يدفن كل جزء وترتفع اصوات النائحات منهن تردد انشودتهن الجنائزية مرتديات الزهرى !...لم تفهم حواء كانت من مدينة اخرى حينما تذكر امها المفقودة تتذكر اللون الاسود ..
ضرب جراد المدينة هكذا استيقظت على صوت الصراخ الذى عم ظلام المدينة ..ابعدت نفسها عن ذلك الغطاء الخشن تعجبت حواء من اين اتى ؟...لكنها ركضت مع الهاربين من وجه الجراد تذكرت السيدة حاولت ان تتراجع ان تبحث عن وجه تعرفه لكنها لم تجد فعادت للركض مع الباقين ..من اين اتى كل هذا الشجر الذى عم تلك الاطراف من المدينة انها لم ترها من قبل كيف ذلك وهى من تتجول هاهنا كل يوم لترى البحر ..البحر الذى رحل ووجدت عوضا عنه منحدر واطراف تغمرها اشجار منكسة الراس وبعض الازهار الميتة واناسا يدهسون ما تبقى منها بالاقدام ....
اين انا ؟همست كانت تدور تبحث عن دليل فلم تجد سقطت فى تلك الغابة نامت من جديد علها تستيقظ من ذلك الحلم وتعود لبيت سيدتها من جديد لكنه استيقظت ولم تجد سوى بقايا من جراد راحل واعشاب ميتة وهى عطشة تبحث عن مياه تبلل شفاها التى اصابها التشقق ...تالمت نادت على اسماء الفتيات فلم تجبهاواحدة ..فكرت هل رحلوا جميعا ؟..ولكن لماذا تركوها لمااذ لم ترحل معهم ؟..ولكن اين البحر ؟..لاول مرة تفتقد سيدتها وتشعر بالحب نحوها ..لا تدرى ان كانت تحبها ولكنها بكت بكتها بصوت مرتفع ورجتها ان تعود ...اين البحر هل رحل مع السيدة ؟!!...بالكاد سمعت صوت غراب يحلق من حولها من بعيد ..صرخ باسم سيدتها بصوتها الغاضب المرتفع انتظرت جواب فلم تسمع سوى صدى صوتها يتردد وخطوات تتقدم تكورت فى جلستها ...وانتظرت لكن احدا لم ياتى اليها ...تساقطت الامطار عليها شهقت وابتلعت منها فتحت فاها واستقبلت المطر ..تناولت من الاعشاب تعلمت ان تحب طعمها ..ظلت على حالها ..تفكر ستعود السيدة بسفينتها لقد هربت مع الفتيات ولكنها مدينتها هى من صنعتها لابد ان تعود من جديد مثلما فعلت فى السابق...