بطل المدينة الاخيرة



مارينا سوريال
2019 / 4 / 27

كان عليها ان تفذ اوامر الابنة هى لم تختر منذ البداية ان تعيش فى بيتها لكنها لم تعرف سواه وليس عليها الخروج لاجل اخر..لذا تقبلت اوامرها لها وارتدت الملابس التى امرتها بها وسارت فى ذلك الموكب ووقفت من بعيد من خلف التمثال الذى صنع لاجل الابنة ليذكر الناس بها ...كان عليها ان تكون فداء لها ..تعلم انه لم يعد امامها الكثير الزعيم سيرسل رجاله لاجلها الليلة ...الليلة ستنتظر فى فراش الابنة وتحت اعين حارساتها سيراق دمها على ذلك الفراش الوثير وسيلطخ عمودا الذهب ..سترحل معها بعض الحارسات...اخفت انها تمنت رؤية الخارج ولولمره اخيرة...ولكن تلك المرة لم تعد لها الان ..هاهم اتوا مثلما اخبرتها ..اغمضت عيناها ..كان الخنجر يرتعش فى يد الحارس لكنه قاوم واقترب منها...تمنت ان ترى الخارج كانت تلك امنيتها الوحيدة ...سقطت دموعها قسرا فلم يكن مسموح بينما يد الحارس تتقوى وتكمل المهمة عوضا عن الزعيم .....
عم الصراخ المدينة استيقظ اللص فزعا هرع للشوارع مثل الجميع "قتلت الابنة...قتلت الابنة"صرخت الفتيات هرعن نحو بيتها اوقدن مشاعلها ...حاوطن تمثالها من كل جانب..خرجت الحارسات ووقفن امام الحرس لكن الزعيم امرهم بترك التمثال ..فتح البيت امام المشاعل التى اوقدت لتبدد وحشه الظلام ...خرجت الافاعى من بين جنبات التمثال وسارت من تحت الاعمدة وتسربت من بين ارجل الناس ...ذهبت نحو المدينة ..بينما المدينة اطفئت شعلتها واوقدتها بالغابات ....
خرج الحرس وذو العباءات من جديد طافوا المدينة صرخوا اليوم يوم التتويج ...سيعصب الطفل اليوم ويقع الاختيار....فتح الصبى عيناه على صراخ المدينة ..بينما التف جميع الصبيه حول النوافذ يشاهدون النيران خائفين..كان ما يربطهم بالخارج نافذة ..منذ ان تركوا ليعيشوا بين تلك الاسوار ..كان بيت الزعيم وجميعهم ابناءه لا اب ولا ام لهم سواه ..سمعوا مثل الجميع صراخ الحرس...لكن الصبى ارتعدت فرائصه وشعر بالخوف ..لا يدرى لما شعر انه هو..شعر بالرهبه كانوا ينعتونه باللقيط وربما يصير الان الفتى المعصوب والذى سيختار عوضا عن تلك الابنة التى سرقت الملك من الزعيم ..سيختار زعيم للمدينة من جديد..ستذكر المدينة اسمه ولن يكون مجرد صبى مجهول الاسم من بعد الان ..فتحت الابواب نظر من خلفه للحرس القادمين..تقدم ..من اين اتت له الجراءة فى تلك اللحظة؟..تراجع الصبيه فزعين ..سار فى خطوات هادئة من خلفهم واغلقت الابواب من خلفه ...ارسل حيث الخدم ليعدوا لتلك الليلة ..سقف على العامود امام الناس ويبكون...سيرفع فى يد الزعيم ويحرك يديه ويخرج اسما من بين اصابعه مثلما اخبروه...دقات قلبه كادت ان تحطم ضلوعه وهو يرتدى تلك الثياب المزخرفة ...لم يرتدى سوى ثياب البيت الذى وجد فيه لسنوات لم يعرف ا ن هناك الوان اخرى سوى بالمصادفة عندما اخبرهم ذلك الفتى الذى قدم من الخارج بعد ان رحل ابوه وتركه قال انه كان لص ..مجرد لص ..
تقدمت الكاهنة عارية بعد ان اشعلت المشاعل فى كل الاتجاهات،جثت على ركبتيها ووزعت الطعام ..تقدمت اليها الحيه فى هدوء ..نظرت الى الطعام وتطلعت الى كاهنتها ثم تراجعت وابتعدت بعيدا ..رفضت الطعام همست الكاهنة فى ذعر وارتدت عباءتها وخرجت تهمس والذعر يتناقل بين افواههن والمدينة تستعد للاحتفال بالصبى المعصوب والزعيم الجديد....
اختاروه مثلما تمنى..مكث فى غرفة التجهيز لليالى كانوا يرددون خلالها على مسامعه حكايات الاقدمين ...وتاريخ الزعماء الخمس..كان يرددها من خلفهم ..زحف حنشهم على الارغفة ثم قبل الصبى فم الحنش وتناول الخبز من بعدها ..كان على الصبى تنفيذ طقوس التكريس كاملة قبل موعد الاحتفال الكبير...
فى صبيحة ذلك اليوم ارتدت عبائتها من جلد الافعى وضعت قناعها،وقفت فى فناء ساحتها،رفعت عصاها عاليا ودارت حول نفسها فى رقصتها ،لم تبالى والاصوات قادمة غاضبة متوعدة..كانت تعلم انهم قادمين لكنها لم تتوقف واكملت رقصتها ...حطموا تمثال المشاعل الذى وضع للابنة بينما تسترخى اكثر وتزيل انقباض جسدها تتلوى ألما لكنها ترقص...احاطوا بها من كل جانب...عالجوها بخناجرهم بسرعة ..سقطت رفعوا جلد الافعى من على جسدها قاموا بحرقة فى الساحة ..امتلئت المدينة برائحة الدخان ...بينما وقفت طفلة من بعيد تراقب وهى تربت على رسمة السمكة التى صنعتها لها امها على ثوبها الجديد...بينما سرب من الحمام يحلق من فوقها غاضبا...
وقف الصبى معصوب العين بينما التف من حوله الحراس...بداوا غناء اناشيدهم وتبعهم الناس من كل صوب ..وقفت المدينة تتابع فى شغف ذلك الزعيم الجديد ولم يخلوا همسهم من ذكر الاخير والذى ردد الجميع ان العقاب مس رأسه واصابه بالجنون لانه اخطا واراد الهرب...امسكت يد الصبى ودارت فى الهواء على شكل دوائر ثلاث...ثم عادت وامسكت يد الصبى واشارت بها نحو دائرة!....تقدم صاحب الدائرة ووقف امام الصبى فوضعت يده عليه ...كان الصبى ساكن مستسلما لليد التى تحركه مثلما اخبروه سابقا....
حمى غضب الاهالى بعدما هدم التمثال لم ينسيهم التنصيب ما حدث فخرجوا باتجاه بيت الزعيم الصبى الذى فوجئوا باختياره عليهم وهو ما لم يحدث من قبل لكنهم توقفوا عندما نظروا الى شارة الكأس والافعى التى تدلت على البوابة تنظر اليهم وتمنعهم من الاقتراب اكثر والا كانت العقوبة من صاحبة الشارة ..تراجع الاهالى صامتين لم يعتادوا ان يخالفوا صاحبتة واطمئنوا انها اختارت لهم ذلك الاختيار....
نفخ الزعيم فى البذور والقى لهم تجمع الصبيه الكبار من حولها ،تراجع الاهالى الى الخلف يشاهدون النيران....
قالوا ذلك الزعيم ليس مثله..كان له حراس وحارسات يخرجون كل مساء وسط الساحات ويجتمعون بالاهالى فيتقدمون ازواج يقدمون ذواتهم كما قال لهم الزعيم
...حتى عندما حرق منهم الحارسات لم يعترض احدا منهم لان الزعيم اصبح يعرف دائما ...لم يعد هناك تكريس جديدا...لم يعرف ان من احضرته للحياه كانت حارسة من الحارسات
...لم يعرف ان اللص قد قتل بيده وهو يمارس السرقة التى احب ومات بها ....ولكن الابنة تسللت فى جنح الليل بينما الزعيم فى هيئة غريب رأها من بعيد وكانت العمدان
والسور بينهما فاقترب منها كان يعلم ان الليل صالح معه ،بينما عين الافعى تراقب كانت الابنة مع الزعيم من جديد...عند شروق الشمس رحل بينا انتظرت هى عودته من جديد...فى تلك الليلة اراد العودة ايضا لكن الحرس طوقوا بيت الحكم من جوانبه ..كان للحرس حرس..ولاعينهم اعين..ولزعيمهم زعيم...الابنة خرجت للقتل فى الصباح خرج الاهالى يحيون حفل تذكار التتويج من جديد...بينما صرخ الصبى الذى اختير فرحا ونشد الرجال الاناشيد وضربوا الدفوف...بينما كانت اعين نساءهم تراقب من بعيد ....