المرأة المطلقة ...الواقع المر



هاتف فرحان
2006 / 5 / 2

قد يكون إنهاء العلاقة الزوجية بالطلاق هو بمثابة بداية للرجل وللمرأة على حد سواء لاقامة علاقة جديدة وبنفس الإطار في مجتمعات تؤمن بالمساواة وقضايا المرأة بينما الأمر يختلف بالنسبة لمجتمعات أخرى لا تؤمن بهذه المساواة ولا بهذه القضايا إذ تقتصر هذه البداية غالبا على الرجل دون المرأة .ومؤشرات تعدد الزوجات للرجال ومؤشرات تعدد الأزواج للنساء في مثل هذه الحالات والفارق الكبير في هذه المؤشرات لصالح الرجل يشير بوضوح إلى هذه المسالة ولا يقتصر هذا الاختلاف على هذا الفارق فحسب بل يتعداه إلى عدة مجالات أخرى تصب في مجملها لصالح الرجل الرجل دون المرأة كنتيجة لتأثير ألبنى الثقافية لهذه المجتمعات (الأخرى) والتي نحن جزء والتي شكلتها السلطة ألذكورية على مجمل قضايا المرأة . أن طلاق المرأة قد يكون حلا لإنهاء معاناتها من جانب ولكنه يفتح الباب أمام معاناة جديدة من جوانب أخرى وتتمثل هذه المعاناة بالنظرة العامة ونوعية التعامل والقوانين والية حصولها على حقوقها ليستمر بذلك مسلسل المعاناة والذي ابتدأت حلقاته منذ اللحظة التي تم فيها عقد الزواج أو ربما قبل هذه اللحظة .وتزداد هذه المعاناة في حال أثمرت هذه التجربة عن مجموعة من الأطفال . أن النظرة العامة للمرأة المطلقة لا يقتصر دورها على توفير المناخ الملائم
لسوء المعاملة بل يتعداه إلى اعتبارها سببا رئيسيا لاغلب حالات الطلاق وبالرغم من أن الحالات الطلاق المدروسة في المحاكم تشير إلى الرجل وليس المرأة ظلت هذه النظرة ملازمة للمرأة المطلقة يعزز وجودها واستمرارها مكانة المرأة الهشة في مجتمعنا . أن سوء المعاملة وان اختلفت معدلاته باختلاف الظروف والعوامل من امرأة إلى أخرى يبقى هو السمة المشتركة في حياة النساء المطلقات ويمكن اعتباره كالعلامة الفارقة التي تميزهن في التعامل عن بقية النساء . ففي المحيط الأسرى يعتبر الحرمان التعسفي من الحرية العامل الضاغط الأبرز على حياة المرأة المطلقة وخاصة بالنسبة لربات البيوت منهن متمثلا بعدم السماح بالخروج من البيت بصورة منفردة والتحكم بنوعية اللبس والتصرفات ويمكن القول بان حياة المرأة المطلقة في هذا المحيط
تسير وفق مجموعة من الضوابط والمحاذير والممنوعات . أما في المحيط المجتمعي فيتمثل سوء المعاملة بالمضايقة والتحرش الجنسي وخاصة بالنسبة للمرأة العاملة العامل الضاغط الأبرز بالإضافة إلى الشائعات التي تسيء لسمعة المرأة المطلقة والتي تنشط في هذا المحيط أما في محيط الدولة فيتمثل هذا السوء بالفترة الطويلة التي تقضيها معاملات إجراء الطلاق والحصول على بقية الحقوق القانونية الأخرى .
أن الضغوطات التي تعاني منها المرأة المطلقة تدفع بالكثير منهن للقبول بالزواج مرة ثانية مع علمهن بأنه لن يكون افضل من الزواج الأول هربا من جحيم المعاناة كما أن هذه الضغوطات تقف في أحيان كثيرة أمام رغبات المتزوجات في طلب الطلاق . أن طلب الطلاق من قبل الرجل يبدو فعلا وحقا طبيعيا في حالة مرض الزوجة أو العقم أو الخيانة الزوجية اوحتى لإهمالها شؤون البيت ولكنه فعلا غير طبيعي وغير أخلاقي في حالة طلب المرأة الطلاق لنفس هذه الأسباب يؤشر بوضوح على أن حقوق الشريحة الأكبر في خطر .. فهل ستقرع جرس الإنذار أم لا .. مجرد سؤال .