نساء تحت طلب الدكتاتورية



سلوى غازي سعد الدين
2006 / 5 / 3

عانت المرأة العراقية معانات كبيرة فكل يوم في الصباح الباكر ، تنهض من نومها لتحتسي الشاي الأسود وتملئ معدتها باللبن أو خبز مع عصيدة وتحاول الدخول إلى المطبخ و هي مترددة ، هذا إذا كان لديها مطبخ ، وتفكر ساعة وهي لا تعرف ماذا ستطعم أطفالها والنساء في العراق ، في كردستان على وجه الخصوص ، هن مهملات وهناك آلاف النساء يعانين إلى يومنا هذا من ظلم و اضطهاد داخل الأسرة بسبب سيطرة الأفكار العشائرية على عقول النساء والرجال عل حد سواء ، مع فارق في المعانات وهذا الفارق هو أن الرجل له سلطان شديد وقوة تبطش وقسوة . وهذه الشدة في الاضطهاد لا تأتي من فراغ بل تستمد من أيديولوجية قومية ومزيج جرثومي ديني مزيف لكي تستمر الأحزاب العشائرية باستعباد الناس تحت شعارات و أسماء عظيمة مثل حماية المجتمع أو الإقليم أو القوم أو الأمة .
وكلما حاولت الولايات المتحدة مساعدة النساء نرى هيجانا وثورة إعلامية ضد الغرب من قبل الأحزاب العشائرية والأحزاب المتحالفة معها من الراديكاليين وكل هذه الإشكال تتلقى الدعم من الحكومات الدكتاتورية العربية والدول التي تسمي نفسها حكومات إسلامية .
وكان هناك أمل كبير لدى المرأة العراقية في السنة الأولى من إسقاط صدام واتحادات نسائه اللاتي لم يمللن من التحكم في النساء و إرهابهن بشتى الوسائل ناهيك عن تمثيل هن في الخارج داخل المحافل والمؤتمرات النسوية و منذ أيام النظام البائد و إلى الآن ، خلق فجوة كبيرة بين طبقات النساء ، فالمرأة الحزبية التي تنتمي إلى حزب البعث سابقا و الأحزاب القومية حاليا ، تمتلك السلطة و الأموال و النفوذ و حتى مصادر المعلومات ، أما المرأة المستقلة و المعتمدة على ذاتها فهي مهملة و محاربة من قبل السلطات المحلية ذات النزعة العنصرية "على طريقة بني أمية".
و تلك الاتحادات النسوية "القومية و الإسلامية السنية" تتظاهر بالعلمانية و الحيادية ، في حين أنها تشكل عقبات حقيقية أمام الديمقراطية و في وجه المجتمع المدني و في وجه المرأة خصوصا ، مما أثر سلبا على المرأة و أصاب تفكيرها بالضمور ، و هذا التشويش الذي تقوم به "الحزبيات" ، خلق مسخا "خليطا" من دكتاتورية القومية و الحزبية و العشائرية المخلوطة بالتدين و مساوئ الاشتراكية و الرأسمالية مستغلين نقاط الضعف في الديمقراطية و استعمال الأساليب الملتوية لتشويه النظام الجديد في العراق.