وكانت عيناها تراقبان4



مارينا سوريال
2019 / 5 / 23

اوقظه..له ثلاث ليالى على هذا النحو فى الصباح ينتشى بترقيته يسرد قصة بدايته نجاحه كمثال ناجح عبر صفحته الخاص اراقب التعليقات اللايكات التى ترتفع دون هواده الشير يثير غيظى كم اعلم انه كاذب ..اتمنى لو اخبرهم بهذا وهم يتلقفون قصته من صفحة لاخرى ..نتناول العشاء لدى رئيسه نحضر حفل لكبار مديرى الفروع والرئيس الاعلى ..تلقى ابتسامه من امه نظره بارده من وجه ابيه تهنئة من شقيقة الاكبر عبر الواتس بوست ساخر من الاصغر اثار غيظه تحملت سماع سباب لنصف ساعة بعدها ..كم نليق ببعضنا كلانا يعلم يصمت..
يتمتم بأسم رفيقه الذى رحل ..رحل بعد ان تناول دواء زائد عن حاجته ..انتحر رددت رد بغيظ لا الدواء خاطىء لقد كان مضطربا فى الفترة الاخيرة لذا اخطا فى العمل هذا هو الامر تناول بافراط توفى فى فراشه ..
وجدته زوجته فى المساء بعد ان عادت من العمل لايزال هناك فى فراشه ساكنا دون حركة ..كنت اعلمها رأيتها ثلاث مرات فحسب لم تحب احدانا الاخرى هى قوية اشعر بضعفى بعجزى امامها ..كنت اراقب المراه لمرات عديدة حتى اتاكد ان ملابسى متناسقة فقط لاجل نظرتها التى اعلمها جيدا..راقبتها فى العزاء ليست من عرفت اخرى تجلس تتلقى العزاء تتشح بالسواد لديها زوج واب منتحر طفلات يراقبن من بعيد تقف الكبرى فحسب بالقرب منها بينما اختفت الباقيات..يشد على ذراعها بثقة يخبرها انه لايزال صديقه رغم كل شىء يمكنها طلب المساعدة يردد انه سيطالب بمساعدة من الشركة مكافأة لاجل سنوات طويلة من النجاح ينبغى ان تذكر جوار الخطأ الوحيد ..تتنهد بعمق لاتستطع النهوض يحمل ذراعها حتى تعود للجلوس من جديد..يبتعد يعود الى الوراء ينتظرنى حتى انتهى فى سيارته موديل هذا العام ..كم يحب السيارات ربما يحب السيارات اكثر من المال ..ام امه لاادرى اختلط كل شىء برأسى وانا اراقبه يستند فى ثقة خلف عجلات القيادة اسرع الخطى اجلس جواره يخرج سريعا من هذا المكان نبتعد عن الاموات قدر استطاعتنا..اعدل من ثيابى من جلستى ادير موسيقى هادئة بصوت مرتفع من هاتفى غير مهتمة بكرهه للموسيقى الكلاسيك..
صمت لم يبالى كما لم يعد ينام فى الفراش لعده ليالى ..يراقب الصغير فى الصباح كنت هناك عندما رفع رأسه مندهشا كم كبر !!كم اصبح عمره الان؟! رددت سبع سبع سنوات..افكر كيف مضى كل هذا الوقت بالامس كنت طبيبة حديثة التخرج اليوم انا هنا لم اعمل يوما اكتفى بمشاهدة ما يحدث بمراقبه الجميع ..اكره دورى هذا اكره لثوان لساعات لليالى ثم اعود له من جديد..تطلع فى ارجاء الشقة بدا يتحرك فيها استمع الى صوت تذمراته سيبدأ بتوبيخى الان ..لم يفعل ردد سنغادر قريبا لم يعد هذا يليق بنا غدا يكون لنا بيتنا الخاص..بيت لااحد فيه يرحل ابدا..
اتذكر تلك المره الوحيدة التى تحدث فيها عن رحيل امه عن البيت لثلاث ليالى لم يعد يذكرهم مرة اخرى ابدا ..لااحد يعلم الى اين رحلت ؟بحثه عنها طوال الليل لدى الاقرباء عودته فزعا لانه لم يجدها ابدا حتى عادت هى بمفردها حاملة الصغير بين ذراعيها ..عادت مثلما رحلت فجأة لايتحدث حول سبب او ماذا فعل ابيه للامر ..فقط قال انه لم يعد ابيه فى تلك الليلة ..الليلة الاولى التى رحلت فيها امه ولم تعد ولم يجدها لدى الاقرباء قالت فيما بعد انها ذهبت لصديقة كانت فى الماضى فى مدينتها البعيدة مكثت لديها كل هذا الوقت !لم احب الام كثيرا لكن حينها اشفقت ربما كانت مثلى ذات يوم ربما اصبح مثلها ذات يوم..