المرأة العربية



كريم محمد الجمال
2019 / 5 / 23

لا تزال الأمة العربية تنافس مثيلاتها من الدول المتخلفة علي مراكز الصدارة في الديكتاتورية ,وغياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقضائية ,وتسلط رجال الدين واستقرار المفاهيم القبلية علي حساب مفهوم المواطنة , وما يتبع ذلك من مفاهيم طبقية وقيود اجتماعية تعوق التقدم ,فإن قوي الرجعية تظل تدفع امتنا إلي الخلف ولا سبيل للتقدم إلا بتحطيم منظومة المفاهيم الرجعية بأخرى تقدمية ويبدأ الحل من المرأة العربية.

إن الحاكم في أي دولة إذا أراد أن يشغل الشعب عن الفشل والفساد وعدم التنمية يستخدم ما يسمي انتقائية القهر أي إعادة توزيع حصص القهر علي طوائف المجتمع وهم الأقليات العرقية والدينية والسياسية والفقراء والمرأة,
تدفع المرأة العربية النصيب الأكبر من متوالية القهر والظلم , فالحاكم ومعه أجهزته الأمنية ورجال الإعلام ورجال الدين يقهرون الشعب فيقهر الرجل امرأته والأب ابنته والأخ أخته ,والمجتمع يستمر ويستمر في قهر المرأة مرة بالقوانين ومرة بالدين ومرة بالمال ومرة بالاستباحة المعنوية الجسدية .

المرأة لا تدخل الجنة في نظرهم بصفتها امرأة أبدا, إما أن تكون أما أو زوجة رضي عنها زوجها ,أما غير ذلك لا مكان لها في ملكوت السماء إلا حورية يتمتع بها الرجل أيضا مكافأة له, فهي في العقل الجمعي المرتبط بالتراث ليست إنسانا كامل الأهلية, إنما تابعة للرجل لا يمكن أن تستقل وتفكر وتبدع وتعمل وتتعلم وتضيف للرجل وللحياة , بل هي لبيتها ولرجلها واستخدم الفقهاء لفظ امرأة فلان أو تحت فلان للتعبير عنها لا شخصية لها ,إنما هي تابع للرجل أي رجل غير مهم , المهم أن تكون تحت التبعية والوصاية, إذا حاولت التفكير أو التعليم أو حتي اخذ نفسها وجدت ألف عين تترصدها وألف يد تكتم فمها وتوقف عقلها ووراء ذلك أعضاء ذكرية في شهوة عارمة , وفوق ذلك عقلية التملك التي ترضي شبق وغرور مجتمع منحط متخلف لا يعرف دينه كما انزله الله علي نبيه صلي الله عليه وآله.

فهي العورة والعار والنقيصة إذا ضحكت أو كانت جميلة أو ذكية ار بارعة في أي مجال ليس من حقها ,الحقوق فقط للرجال ودورها كخادمة تربي أولاده وكوعاء يلقي شهوته حتي العلاقة السريرية لم يكن لها قدر فيها مع انها شريكة فليس متعتها اعتبار حتي الحب عيبا وحراما , كل شيء عليها حصار ده عيب ده حرام كلام الناس
, وحتى وجود بعض الرجال أصحاب العقول الطبيعية والنفوس السوية المؤمنين بان المرأة كيان وإنسان لها مشاعر وعقل يهاجمهم المجتمع بأنهم دعاة انحلال ورذيلة وغالبية الفتيات يتوجسن منهم بسبب الشائعات ولا يفضلن الارتباط بهؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان لأنهم ينظرون للمرأة كإنسان مثل الرجل بلا تمايز أو تمييز تضيف للرجل ويضيف لها لان الله خلقهما لذلك.
رب