دراسة ميدانيه تكشف عن الاثار الاحتماعيه والنفسيه للزواج السياحي في الجمهوريه اليمنيه



محمد النعماني
2006 / 5 / 4

الفصل الأول
مشكلة البحث :
يعتبر الزواج واحداً من أهم النظم الاجتماعية وأقدمها والذي من خلاله تتشكل النواة الرئيسية للمجتمع الإنساني " الأسرة " . كما يعد من الأحداث المهمة في حياة الفرد التي يدخل من خلالها مرحلة جديدة لها من الأدوار والأنماط ما يميزها عن المراحل السابقة إضافة إلى أن الزواج يؤدي إلى خلق أنواع جديدة من العلاقات الإجتماعية أو تقوية علاقات قائمة تتجاوز الزوجين الجديدين إلى أسرهم والزواج من أقدم النظم الاجتماعية وأكثرها شيوعاً وقبولاً وعن طريقه يشبع الفرد حاجته الفطرية بشكل يقره المجتمع ويباركه كما يخلق علاقات جديدة حميمة تربط ذكراً بأنثى يقول الحق سبحانه وتعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " ( سورة الروم : آية 21) وعلى الرغم من قدم نظام الزواج فقد تعرض لبعض التغيرات نتيجة لما يتعرض له المجتمع من تحولات اجتماعية واقتصادية وديموغرافية وسياسية وعلى أية حال فقد صمد هذا النظام على مرِّ القرون كوسيلة لتشكيل الأسرة الإنسانية. (العبيدي ، الخلفية ، 1992م).
لقد أدت التحولات الاجتماعية في المجتمع العربي اليمني خلال الثلاثين سنة الماضية إلى تغيرات ملحوظة في نظام الزواج وإن تكن هذه التغيرات لا تمس جوهر هذا النظام إلا أنها بلا شك أثرت في كثير من أنماطه وأبعاده .
إن الزواج الذي هو أثمن العلاقات الإنسانية التي نضمها الله سبحانه وتعالى أصبح كالموضات والصراعات في هذا العصر الذي نعيشه فبعد زواج ( المتعة ) جاء زواج المسيار ثم زواج (الفريند) فالزواج السريع ليأتي بعد ذلك زواج السفري وأخيراً زواج الصيف أو المصيف الذي لاقى رواجاً كبيراً في الأوساط الخليجية فما أن يدخل فصل الصف حتى يبدأ الكثير من الخليجيين بزيارات كثيرة إلى اليمن تحت اسباب عدة نعرفها ولكن الأغلب من أفراد المجتمع اليمني لا يعرف السبب الرئيسي لمثل هذه الزيارات والذي قد يعزى إليه انتشار ظاهرة زواج الصيف كظاهرة غريبة وخطرة على مجتمعنا اليمني ورغم أن معظم حالات هذا النوع من الزواج تتم بشكل علني بالنسبة لأقارب وجيران الزوجات إلا أن البعض من المتزوجين يفضلون إبقائها سرية ليتمكنوا من تكرار الزواج مرات عدة ( الشعيبي ، البخيتي ، 2005) .
إن هذا الزواج الصيفي بتفاوت العمر الزمني له من أسبوعين إلى الشهر والشهرين وإذا تأخر هذا الزواج قد يصل إلى السنه كما أثبتت بعض المقابلات التي أجريت مع بعض الحالات
(علي ، 2005 : 25 ) . إن مثل هذا النوع من الزواج وهذا العمر الزمني له لا يولد إلا نوع من التفكك الأسري كما تنعكس آثاره السلبية على أخلاق المجتمع وصحته وسلوكه وقدراته العامة إذ أن مآساة الكثيرات من الفتيات في عمر الورود يذهبن إلى جحيم نزوات ورغبات وطمع وجشع الآباء إضافة إلى أن هناك أناس فقراء أعميت أبصارهم ورأوا أن حفنة من المال أثمن من سعادة فلذات أكبادهم ومع هذا الأثر الذي يمكنه أن يتركه هذا النوع من الزواج فقد نجد أن هناك مجموعة من الأسباب التي قد تقف وراء هذا الزواج ونحن في هذا البحث نحاول استعراض المشكلة لنخرج بمعرفة الأسباب الحقيقية التي تجعل الفتيات تقبل بهذا النوع من الزواج وكذلك الآثار النفسية والاجتماعية للزواج الصيفي من خلال معرفة مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لعينة البحث .
أهمية البحث والحاجة إليه :
يمثل الزواج مطلباً أساسياً يلبي حاجات الإنسان ويشبع غرائزه أقرته الأديان السماوية والتشريعات القانونية في المجتمعات المعاصرة بل أكدت عليه المواثيق بحقوق الإنسان وإذا كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد تضمن أن حقوق الفرد تحدد دلالة اجتماعية وأثراً إنسانياً لها في الأسرة التي ترتكز على حق الزواج وتأسيس الأسرة فإن ذلك الإعلان يتضمن أن الزواج بعد انتهاء الرابطة الزوجية الأولى بمثابة حق من حقوق الإنسان وفي ميثاق حقوق الأسرة الذي صدر عام 1983م إشارة صريحة إلى أن للأسرة الحق في الاستمرار كما أن لها الحق في الإنحلال بموافق الطرفين إلا أننا نجد وقد شاع في مجتمعنا اليمني الذي عرف بالحفاظ على نظامه الاجتماعي وجود نوع من الزواج الذي لا يقوم على أسس قوية وراسخة ، وإنما يقوم على المصلحة وتعددت تسميات هذا النوع من الزواج ، فالبعض يسميه ( الزواج السياحي ) ، وآخر يسميه ( الزواج الصيفي) وتناولته بعض الصحف بعنوان ( زواج اليمنيات من الخليجيين خلال فترة الصيف ) وحتى أصبح مشكلة اجتماعية شائعة لما يسبب هذا النوع من الزواج من آثار نفسية واجتماعية على الفرد نفسه والمجتمع .
ومن ما سبق تتجلى أهمية البحث من خلال النقاط التالية :
- إن دراسة أي موضوع تنبع من أهمية الموضوع نفسه وموضوع الزواج الصيفي من المواضيع الهامة التي بدأت تدب في مجتمعنا اليمني والتي قد تنعكس آثاره السلبية على أخلاق المجتمع وصحته وسلوكه وقدراته العامة .
- إن هذه الدراسة هي الأولى في اليمن على حد علم الباحث والتي اتخذ فيها مدينة إب كدراسة حالة .
- تقدم هذه الدراسة قاعدة من بيانات والتي يستفيد منها القائمين على حماية ورعاية الأسرة اليمنية من الجهات الرسمية أو منظمات المجتمع المدني .
- يعطي هذا البحث صورة موضوعية وواقعية عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الزواج بعيداً عن الاجتهادات والتصورات الذاتية وغير العلمية .
هدفا البحث:
يهدف البحث الحالي إلى الكشف عن :
- أسباب زواج الخليجيين بيمنيات خلال فتر الصيف بما يعرف با ( الزواج الصيفي ) من وجهة نظر المتزوجات أنفسهن .
- مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لدى الفتيات المتزوجات بهذا النوع من الزواج .
حـــدود البحث :
يقتصر البحث الحالي على عينة من الفتيات اليمنيات المتزوجات بما يسمى بالزواج الصيفي في محافظة إب خلال العام 2004- 2005م .
مصطلحات البحث :
الـــــزواج :
- تعريف الحسن ( 1999 ) : " الزواج مؤسسة اجتماعية مهمة لها نصوصها وأحكامها وقوانينها التي تختلف من حضارة إلى أخرى وهو عبارة عن علاقة طيبة تقع بين شخصين من جنسين مختلفين يشرعِّها ويبرد وجودها المجتمع وتستمر لفترة طويلة من الزمن بحيث تستطيع الزوجات البالغات انجاب الأطفال وتربيتهم تربية أخلاقية " ( الحسن ، 1999 : 653 ) .
- تعريف أحمد ( 1998) : " هو أساس تكوين الاسرة والرابطة التي تبنى عليها كافة العلاقات الأسرية والقرابية الأخرى " ( أحمد ، 1998 : 10 ) .
- تعريف الزواج الصيفي إجرائياً : ذلك النوع من الزواج الذي يتم بين بأحد الخليجيين وإمرأة يمنية ، والذي يستند إلى مقومات الزواج الأساسية من حيث سلامة العقد ، والمهر ، وموافقة الأهل ، إلا أنه لا يستمر لفترة طويلة ، وبذلك يفقد الغاية الأساسية للزواج السليم المتمثلة في تكوين أسرة آمنة ومستقرة.

الفصل الثاني
منهجية البحث وإجراءاته
منهج البحث :
اقتضت طبيعة هذا البحث الاعتماد على المنهج المسحي الوصفي كأسلوب مناسب لدراسة ميدانية تسعى إلى تحقيق هدف محدد وهو الكشف عن أسباب زواج الخليجيين بيمنيات خلال فترة الصيف أو ما يسمى الزواج الصيفي واثره على التوافق النفسي والاجتماعي لأفراد عينة البحث .
مجتمع البحث :
نظراً لعدم وجود إحصائية دقيقة لمجتمع البحث توضح إجمالي الفتيات التي تم زواجهن بهذا النوع من الزواج لجأ الباحث إلى اختيار عينته بالطريقة القصدية والتي بلغت (40) في محافظة إب ، يتوزعن على الريف والمدينة .
أداة البحث :
تألفت أداة البحث من استبيانين للكشف عن أسباب الزواج الصيفي واستبيان ثالث للكشف عن مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لأفراد عينة البحث ، وقد عمد الباحث إلى التأكد من صلاحية الأدوات لتحقيق هدفا البحث وقام الباحث بعرضها على مجموعة من الخبراء والمحكمين في التربية وعلم النفس .
الوسائل الإحصائية :
استخدم الباحث النسبة المئوية لترتيب الأسباب وكذلك استخدام المدرجات النسبية لتوضيح الأسباب .

الفصل الثالث
عرض النتائج ومناقشتها

1- استنادا إلى المعطيات الإحصائية المستخرجة من تحليل نتائج إجابات عينة البحث ، فإن الباحث قد توصل إلى جملة من النتائج الهامة والتي يمكن من خلالها تقديم الظاهرة المدروسة في شكلها الكامل ، الذي يمكن الباحث من خلاله فتح الأبواب الرئيسية لإيجاد الحلول المنطقية للظاهرة.
جدول ( 1 )يوضح الفئة العمرية لعينة البحث من الفتيات المتزوجات
المجموع لم يذكر العمر 34 – 30 29- 25 20-24 15-19 العمر
100% 7 0 20 38 35 النسبة %
40 3 0 8 15 14 عدد الحالات
لقد أثبتت المعطيات الإحصائية السالفة الذكر جدول (1) أن ضحايا الزواج الصيفي في الغالب من ذوات الفئة العمرية ( 20 – 24عاماً ) بنسبة 38% من إجمالي عينة البحث ، تلتها الضحايا من الفئة العمرية (15 -19 عاماً ) بنسبة ( 35%) من إجمالي العينة ، وجاءت في المرتبة الدنيا تلك الضحايا من ذوات الفئة العمرية 25- 29عاماً ) بنسبة 20% من إجمالي العينة ، وبغض النظر عن الضحايا اللواتي شكلن نسبة 7% من إجمالي العينة ، اللواتي لم يذكرن أعمارهن فإن الحد العمري لضحايا الزواج الصيفي يقع بين سن الخامسة عشرة وسن التاسعة والعشرين ، غير أن اللافت للنظر هو ترتيب الفئات العمرية المذكورة ، فالفئةالعمرية الأولى والثانية وضم الفئتين ينطلق من كون الفرق بين نسبتها قليلة جداً الأمر الذي يمكن تفسيره على النحو التالي :
إن أولئك الأزواج الصيفيين ذوي قواسم مشتركة في اختيار فرائسهم من الفتيات فهم جميعاً يتوقون للتمتع بزهرة شباب الفتيات والشابات ، ومصطلح الشباب كما تتبعناه في معظم الدراسات الإجتماعية يطلق في الغالب على الافراد البالغين الذين تعدوا مرحلة الطفولة وصولاً إلى أولئك الذين تقل أعمارهم عن بلوغ منتصف العقد الرابع ، وكما هو معلوم فإن الشباب والشابات في بلادنا يصلون مرحلة البلوغ قبل الحد المعروف في بقية بلدان العالم ، وهذه الفئة العمرية يتمتع أصحابها بنشاط وحيوية ونضارة منقطعة النظير ، وهذا هو المقصود والهدف الرئيسي الذي ابتغى أولئك الخليجيون تحقيقه من خلال زيجاتهم المشبوهة بهذه الفئة هو المتعة الجسدية بعيداً عن أي إلتزام أو مسئولية أخلاقية أو اجتماعية أو دينية وإنسانية وذلك بغرض تعويض الحرمان الذي ساد حياتهم في بلدانهم الأصلية التي جمعت بين جناتها كل وسائل الرفاهية المستوردة وجنباً إلى جنب مع الضغط الاجتماعي للعادات الإجتماعية في مجتمعات البداوة الخليجية ، فهؤلاء الأزواج ينتمون لفئتين الأولى :هي فئة المتقدمون في العمر والفارين من جحيم الزوجات الخليجيات اللواتي قد يمارسن نوعاً من السيطرة على أزواجهن ضعيفي الشخصية وكثيري الإنشغال بالأعمال المالية ، إضافة على ظروف اقترانهم بهذه الزوجات التي غالباً ما تحكمها العادات القبلية البعيدة عن الإحترام المفترض للمشاعر العاطفية ، فأراد هؤلاء التخلص من هذا الجو المشحون والتعويض عن كبر سن زوجاتهم ومشكلات الزواج الثاني لهم في بلدانهم.
أما الفئةالثانية فتضم أولئك الشباب الخليجيين الذين شكلت نشاطاتهم الجسدية والذهنية عدة عوامل في مقدمتها الضغط الأسري وأحياناً التفكك الاسري ،والوفرة المادية ، والإنخفاض في المستوى الفكري والثقافي الذي شكلته وسائل الإعلام في بلدانهم ووسائط التقنية التي سخرت لغير الأغراض الإنسانية .
وإن كانت هذه هي ظروفهم فإنهم جميعاً يرون في الفتيات اليمنيات الفرائس السهلة وإن كان مقصدهم جميعاً النيل من الشابات فإنهم قد اختلفوا في الطريقة فكان 38% منهم يفضلون الشابات العاملات في سن العشرينيات ، كونهن كاملات النضوج الجنسي وفي غمرة تفكيرهن بفرسان أحلامهن ، فضلاً عن حاجتهم الإقتصادية التي سنناقشها لاحقاً .
أما أولئك الذين شكلوا أزواج بنسبة 35% من الضحايا فقد كانوا مفتونين بالصغيرات اللواتي يسهل عليهم تطويعهن وإغرائهن فضلاًُ عن ما يعتري فترة مراهقتهن من شبق جنسي ، لذلك فإن هؤلاء الأزواج يشعرون بالإنتصار وتحقيق فحولتهم التي حرموا من تحقيقا في بلدانهم .


أما الفئة الثالثة للضحايا والتي شكلت نسبة 20% من إجمالي العينة فإن العامل الرئيسي لزيجاتهن قد تمثل في درجةجمالهن الفائق الذي افتتن به الأزواج من خلال الملاحظة الخارجية ووصف السماسرة إن جاز التعبير .
أما ما يتعلق بمكان الإقامة الحالية لعينة البحث ( الفتيات المتزوجات ) يبين الجدول (2 ) مكان إقامة عينة البحث من الفتيات المتزوجات .
جدول ( 2 )يوضح مكان إقامة عينة البحث من الفتيات المتزوجات
المجمــوع مدينة ريف مكان الإقامة
100% 92.5 7.5 النسبة %
40 37 3 عدد الحالات

ومن خلال تحليل المعطيات الخاصة بمكان إقامة إفراد العينة جدول ( 2 ) أتضح أن معظم أفراد العينة يقطنون في المدينة ويشكل هؤلاء نسبة 92.5% من إجمالي عينة البحث فيما تشكل فئة القاطنين في الريف سوى 7.5% من العينة المدروسة ولهذا الأمر دلالته فهو يعكس أولاُ تشبث الأزواج القادمين بالمدينة والتي تشكل في هذا البحث مدينة إب ،والتي لم تكتمل فيها بعد ملامح المدينة فهي أقرب إلى أجواء الهدوء والسكينة الريفية ، كما تعكس ثانياً وقوع الفتيات الضحايا أسيرات لبهرج المدينة الكاذب ،وبالتالي حرصهن على التباهي ونيل الأفضل ، لذلك تركزت النسبة الكبرى من الضحايا في المدينة ، وتضاءلت في الريف والذي قد يفسر بخوف الأزواج من قساوة الريفية التي قد تكون صورت لهم أو بسبب ابتعادهم عن الولوج إلى الريف عدا في الحالات التي يتوافر لهم دليل يتقن السمسرة بفتيات الريف فضلاً عن ما تتميز به فتيات الريف من بساطة العيش، الأمر الذي يقيها من شرور الإغراءات .
ويرى الباحث أن تحليل نتائج المتغيرات الأخرى ستوضح أكثر أسباب تمركز الزواج الصيفي في المدينة فعند دراسة معطيات المستوى الاقتصادي لعائلات عينة البحث من الفتيات المتزوجات جدول ( 3 ):
جدول ( 3 )يوضح المستوى الاقتصادي لعينة البحث من الفتيات المتزوجات
المجموع فقيـرة متوسطة غنية الحالة الاقتصادية
100% 30 57.5 12.5 النسبة %
40 12 23 5 عدد الحالات
وجد الباحث أن نسبة أكبر من هذه العائلات هي عائلات متوسطة الحال بنسبة 57.5% من إجمالي العينة ، تلتها بفارق كبير العائلات الفقيرة التي شكلت نسبة 30% فقط من عدد العينة المدروسة ، وشكلت العائلات الغنية مستوى أدنى بقليل من نصف العائلات الفقيرة بنسبة 12.5% من إجمالي عينة البحث .
إن النسبة التي حصلت عليها العائلات المتوسطة الحال يمكن تصديقها بافتراض أن هذه العائلات تعتمد على وظائف حكومية أو أهلية أو على تحويلات أفرادها المغتربون خارج الوطن ، أو على أرباح أعمالهم التجارية في المدينة .
غير أن هذه النسبة قابلة للشك بالنظر إلى أن المستوى التعليمي للعائلات المتوسطة الحال لا يكون منخفضاً دوماً ، وبالتالي سيكون هذا الزواج مرفوضاً ،والشك هنا المعتمد على النقطة السابقة تؤيده الملاحظة المباشرة للباحث والتي تفيد بأن غالبية الفقراء يرفضون التصريح بفقرهم خشية التعرض لسخرية الآخرين .
لكن النسبة التي حصدتها العائلات الفقيرة تؤكد أن الفقر سبب هاماً لقبول العائلات مثل هذا الزواج طمعاً في التخلص من ويلات الفقر والفاقة .
غير أن اللافت للنظر هو نسبة العائلات الغنية التي تنتمي إليها الضحايا ، وهي تؤكد أن المجتمع يعاني من أزمة زواج حقيقة قد تنفجر في وقت ما محدثة كارثة حقيقية ، وهذه النسبة إذا ما أضيفت إليها نسبة العائلات المتوسطة الحال الاقتصادي تشير إلى قصور في نظرة هذه العائلات فإذا لم يكن المآل هو السبب وراء الدفع بالفتيات إلى الزواج ؟ فلماذا لا تيسر هذه العائلات زواج فتياتها من الشباب اليمني ؟
قد يتعلق الأمر هنا بالنظرة المتعالية للشباب اليمني الذي يغلب على حاله التواضع إن لم يكن الفقر ، أو رغبة هذه العائلات بالفخر بأزواج بناتها الخليجيين الذي يتم عن ضعف حس الانتماء للوطن اليمني ، أو رغبة العائلات بالحصول على مظاهر زواجيه مبهرة وهنا يتعلق الأمر بالمال ، وهو ما يعيدنا على التأكيد على أهمية عامل الفقر .
جدول ( 4 )أما ما يتعلق بنوع السكن وملكيته فيوضحه
إجمالي إيحار ملك مكان الإقامة
100 20 80 النسبة %
40 8 32 عدد الحالات
كما أن دراسة المعطيات المتعلقة بنوع السكن جدول ( 4 ) تشير إلى عمومية السكن العادي لعائلات الضحايا وملكيته الخاصة التي تجاوزت نسبة 80% وهو ما يدعم صفة الحال الاقتصادي المتوسط لعائلات ضحايا الزواج السياحي .
أما ما يتعلق بالمستوى الدراسي والثقافي لعينة البحث من الفتيات المتزوجات كما يوضح الجدول

جدول ( 5 )أما ما يتعلق بالمستوى الدراسي والثقافي لعينة البحث من الفتيات المتزوجات
المجموع بكالوريوس دبلوم ثانوية اعدادية ابتدائية يجيد القراءة أمي المستوى الدراسي
100% 12.5 5 30 17.5 22.5 7.5 5 النسبة %
40 5 2 12 7 9 3 2 عدد الحالات

ومن خلال المعطيات الإحصائية جدول ( 5 ) تبين أن غالبية فتيات الزواج الصيفي من ذوات التعليم الثانوي بنسبة 30% ، تلتها ذوات الشهادة الابتدائية بنسبة 22.5% وحلت ثالثاً الفتيات من ذوات الشهادة الإعدادية ( سابقاُ ) بنسبة 17.5% ، تلتها الجامعيات بنسبة 12.5% ، ثم من يجدن القراءة بنسبة 7.5% ، فيما تساوت نسبة الفتيات اللواتي يحملن شهادات الدبلوم مع مثيلاتهن الأميات بنسبة 5% .
وبقراءة هذه النتيجة فإن تركز الفتيات في التعليم الثانوي يشير إلى حداثة معرفة السماسرة وتعرضهم للرصد من قبل الآخرين ، ويشكل العامل الجنسي السبب الرئيسي للزواج بالفتيات من حملة الشهادات الثانوية والابتدائية والإعدادية ، وكذلك الجامعية لكن هذه الأخيرة ترتبط بدرجة الجمال والخوف من البطالة والعنوسة ، لكن انعدام الوعي مرجح في حال اللاتي يجدن القراءة وبالتالي انبهارهن بالإغراءات ، لكن اللافت للنظر هو تساوي نسبة الأميات بخريجات الدبلوم والأمر هنا لا يشير إلى العوامل الجنسية والاقتصادية فحسب ، بل ويتجاوزه إلى وضع علامات استفهام كبيرة على فاعلية ذلك الدبلوم وهو ما نرجو أن يدرس في مرحلة لاحقة .
* أما ما يتعلق بوظيفة ولي أمر عينة البحث من الفتيات المتزوجات فالجدول (6) يوضح ذلك:

جدول ( 6 )يوضح وظيفة أولياء أمور عينة البحث
المجموع مغترب بدون عمل متقاعد ربة بيت قطاع خاص عسكري فلاح موظف عامل المستوىالدراسي
100% 7.5 15 5 10 7.5 5 10 12.5 27.5 النسبة %
40 3 6 2 4 3 2 4 5 11 عدد الحالات
وقد أوضحت المعطيات الإحصائية جدول ( 6 ) أن نسبة العمال فيهم تبلغ 27.5% فيما حل الغير عاملين ثانياً بنسبة 15% وفي المرتبة الثالثة جاء الموظفون 12.5% فيما تساوت نسبة العاملين في الزراعة والعاملات كربات بيوت 10% ، كما تساوت نسبة المتقاعدين والعاملين في السلك العسكري 5% وكذلك تساوت نسبة العاملين في القطاع الخاص وأمثالهم العاملين في الخارج 7.5% ( المغتربين ) .
ومن خلال ما سبق فإن العاطلين عن العمل يفوقون نصف العاملين وبالتالي فإن الوضع الاقتصادي يشكل سبباً هاماً في هذا الزواج ، حيث أن أغلب مهنة أولياء أمور عينة البحث لا تدر دخلاً جيداً في معظم الأحوال وهو ما يشكل ضغطاً اقتصادياً داخل العائلة وسبباً لقبلوهم بتزويج فتياتهم إلى الخليجيين .
* الحالة العائلية : وما يتعلق بالحالة العائلية لعينة البحث من الفتيات المتزوجات بالزواج الصيفي فالجدول (7) يوضح ذلك .
جدول ( 7 )يوضح الحالة العائلية لعينة البحث من الفتيات المتزوجات
المجموع الوالدين معاً مهاجر زواج منغير الأب طلاق وفاة أحد الوالدين
100% 45 7.5 7.5 17.5 22.5 النسبة %
40 8 3 3 7 9 عدد الحالات

تبين من المعطيات الإحصائية جدول ( 7 ) أن الحالة العائلية التي تعيش في مناخها عينة البحث في الغالب تتسم بالسوء والتفكك الأسري – الناجم عن جملة من الأسباب في مقدمتها وفاة أحد الوالدين (22.5%) ، أو طلاق الوالدين (17.5%) أوالعيش في كنف زوج الأم (7.5%) ، أو هجرة الوالد خارج الوطن (7.5%) ، وهذه الحالة تجعل من الزواج بالخليجيين منفذاً لحياة جديدة تتخيلها الفتاة للخروج من دائرة الضغط الأسري ومشكلات عائلتها المرتبطة بالأسباب السالفة الذكر.
· المستوى الدراسي والثقافي لوالدي عينة البحث :
جدول ( 8) ، ( 9 ) يوضح المستوى الدراسي والثقافي لوالدي عينة البحث من الفتيات المتزوجات
جـدول ( 9 )يوضح المستوى الدراسي والثقافي لوالد عينة البحث من الفتيات
المجموع بكالوريوس دبلوم ثانوية اعدادية ابتدائية يجيدالقراءة أمي المستوىالدراسي
100% 0 0 5 5 7.5 0 82.5 النسبة %
40 0 0 2 2 3 0 33 عدد الحالات

جـدول ( 8 )يوضح المستوى الدراسي والثقافي لوالد عينة البحث من الفتيات
المجموع بكالوريوس دبلوم ثانوية اعدادية ابتدائية يجيد القراءة أمي المستوىالدراسي
100% 2.5 2.5 2.5 5 0 57.5 30 النسبة %
40 1 1 1 2 0 23 12 عدد الحالات
أوضحت المعطيات الإحصائية جدول ( 8 ، 9 ) أن المستوى الدراسي لوالدي أفراد عينة البحث متقارب إلى حد ما حيث يتسم بالأمية العامة خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الآباء الذي يجيدون القراءة والكتابة ونسبتهم (57.5%) لا يعني بأي حال وصولهم إلى مستوى ثقافي يشكل تغيراً جوهرياً في ميزان الوعي مع زوجاتهم الأميات بنسبة 82.5% مقارنة بـ 30% من الآباء الأميين أبجدياً ، ولا يتمثل التغاير في وضع الفئتين في مظهر معين عدا تدني نسبة الأمهات اللواتي يجدن القراءة والكتابة إلى 7.5% .
* زواج صديقات أفراد عينة البحث بهذا النوع من الزواج ( الزواج الصيفي ) :

جدول ( 10 )يوضح زواج صديقات أفراد عينة البحث بهذا النوع من الزواج
المجمـوع تزوجت لم تتزوج الزواج
100% 37.5 62.5 النسبة %
40 15 25 عدد الحالات
بالرغم من أن 62.5% من عينة البحث جدول ( 10 ) لم يشهدن زواج لصديقاتهم بنفس الطريقة المدروسة إلا أن المعطيات الإحصائية قد بينت أن 37.5% من عينة البحث قد عايشن زواج صديقاتهن من الخليجيين وهذه النسبة تشكل رقماً صعباً لا يمكن تجاهله ، أو إغفال تأثيراتها
على حدوث تكرار للزواج من الخليجيين من قبل فتيات أخريات ارتبطن بعلاقات صداقة مع سابقاتهن اللواتي بالتأكيد سينقلن صوراً معينة عن حالة زواجهن وتهيئة المناخ للقبول بالزواج المدروس طمعاً في تحقيق مآرب مادية قد تسهل عليهن الحصول على الشاب المطلوب مستقبلاً، وتقليداً .
جدول ( 11 )يوضح أسباب الزواج الصيفي المباشرة من وجهة نظر عينة البحث
لا نعم تزوجت بسبب م
28% 72% إن هذا الزواج لا يتخالف مع تعاليم الدين الإسلامي 1
60% 40% قلة فرص الزواج في المجتمع 2
47.50% 52.50% غلاء المهور الحالة الاقتصادية المتدهورة للشباب في مجتمعنا 3
45% 55% رغبة والدي بزيادة المهر 4
50% 50% هروباً من المشكلات داخل الأسرة 5
37.50% 62.50% عدم وجود من يمنعني من هذا الزواج 6
85% 15% عدم رغبة الشباب بالزواج مني كوني تزوجت من قبل 7
45% 55% الحصول على مبلغ كبير ومغري 8
47.50% 52.50% وجود من يعرف هذا الزوج الجديد من معارف أهلي 9
57.50% 42.50% أمل والدي الحصول على فر ص عمل في بلد الزوج السائح له أو لأخواني الذكور نتيجة لهذا الزواج 10
32.50% 67.50% رغبتي في إقناع هذا الزوج ليأخذني إلى دولته 11
20% 80% رفاهية العيش مع هذا الزوج 12
35% 65% الحالة الاقتصادية للأسرة 13
82.50% 17.50% عدم إنجاب أطفال وبالتالي عدم وجود مشاكل 14
87.50% 12.50% كبر سني وعدم وجود من يطلبني في مجتمعي 15
27.50% 72.50% جهل والداي بمقاصد الزوج ونواياه 16


جدول ( 12 )يوضح ترتيب الأسباب المباشرة للزواج الصيفي من وجهة نظر الفتيات المتزوجات وفقاً لأولويتها
لا نعم تزوجت بسبب حسب الاستبيان حسب النسبة
20% 80% رفاهية العيش مع هذا الزوج 12 1
27.50% 72.50% جهل والداي بمقاصد الزوج ونواياه 16 2
28% 72% إن هذا الزواج لا يتخالف مع تعاليم الدين الإسلامي 1 3
32.50% 67.50% رغبتي في إقناع هذا الزوج ليأخذني إلى دولته 11 4
35% 65% الحالة الاقتصادية للأسرة 13 5
37.50% 62.50% عدم وجود من يمنعني من هذا الزواج 6 6
40% 60% عدم قدرتي على اتخاذ القرار والتبعية الكاملة لوالدي 17 7
45% 55% رغبة والدي بزيادة المهر 4 8
45% 55% الحصول على مبلغ كبير ومغري 8 9
47.50% 52.50% غلاء المهور الحالة الاقتصادية المتدهورة للشباب في مجتمعنا 3 10
47.50% 52.50% وجود من يعرف هذا الزوج الجديد من معارف أهلي 9 11
50% 50% هروباً من المشكلات داخل الأسرة 5 12
57.50% 42.50% أمل والدي الحصول على فر ص عمل في بلد الزوج السائح له أو لأخواني الذكور نتيجة لهذا الزواج 10 13
60% 40% قلة فرص الزواج في المجتمع 2 14
82.50% 17.50% عدم إنجاب أطفال وبالتالي عدم وجود مشاكل 14 15
85% 15% عدم رغبة الشباب بالزواج مني كوني تزوجت من قبل 7 16
87.50% 12.50% كبر سني وعدم وجود من يطلبني في مجتمعي 15 17
الأسباب المباشرة :
وبالرغم من التشابك الكبير والترابط الوطيد بين مختلف المحاور فإن تضمن المؤشرات الديمغرافية لبعض الأسباب لا يحول دون تفسير أسباب الظاهرة كما أفصحت عنها إجابات عينة البحث للوقوف على جذور المشكلة لذلك حرص الباحث على تقديم الأسباب لعينة البحث بطريقة مباشرة ، وقد أظهرت نتائج التحليل الإحصائي ما يلي :
تبين من خلال المعطيات الإحصائية الموضحة في الجدول رقم (12) أن زواج الفتيات بالخليجيين كان بسبب رغبة الفتيات بالتمتع برفاهية العيش مع هؤلاء الأزواج نظراً لحالتهم المادية المرتفعة وهو السبب الأول، وقابل للتعميم على كافة الفئات الاقتصادية خصوصاً أن نسبة من وافقن عليه وصلت إلى 80% ، فيما كان السبب الثاني مزدوجاً حيث ضم قناعة الفتيات بعدم مخالفة هذا الزواج لتعاليم الشريعة الإسلامية ، وجهل أولياء أمورهن بمقاصد الزوج ونواياه المبيته ،ونسبة الفتيات اللاواتي وافقن على هذا السبب 72.5% تشير على مشكلة خطيرة جداً متمثلة في الفهم الخاطئ للشريعة الإسلامية والجهل بمفهوم الزواج وغاياته فالزواج أمن واستقرار وليس إشباع للغرائز الجنسية فقط بل تكوين أسرة قوامها حسن المعاشرة . والحال الأخير يفسر الحال الأول بشدة ووضوح ..
ويشير السبب الثالث على تعرض الفتيات للضغط الاجتماعي ورغبتهن في الخروج من الدائرة المفروضة ، لكن هذا السبب متمثلاً برغبتهن في الهجرة خارج الوطن مع أزواجهن يضعنا أمام مشكلة اجتماعية نفسية معقدة تتمثل بحب الاغتراب . والبحث عن الرفاهية في بلد هذا الزوج
أما السبب الرابع الذي كان وراء زواج الفتيات بالخليجيين فتمثل بضعف الحالة الاقتصادية لعائلاتهن ومن واقع المعطيات تتضح أهمية هذا السبب الذي تكرر بصور عدة ، كرغبة أولياء الأمور بالحصول على مهر عالي ورغبة الفتيات بالحصول على مال وفير ، وعدم إمكانية الشباب اليمني على الزواج بهن نتيجة لضعف اقتصادياتهم وهو ما اعتبرته الفتيات سبباً هاماً للقبول بالزواج الصيفي نتيجة لعدم وجود مانع والذي قد يتمثل بوجود الزواج اليمني الميسور الحال ، وهو ما تأكد بتصريح الفتيات بوجود سبب آخر متمثل بقلة فرص الزواج في مجتمعنا .
ويشير السبب الخامس والتاسع إلى حرمان الفتاة من حقها المشروع في اختيار الزوج فهي إما تابعة لوالدها الذي يقرر ما يناسبه ، أو ضحية لتضليل بعض أفراد عائلتها الذي يدعي معرفته بالزواج القادم من الخليج ويرسم صورة سحرية له في ذهن الفتاة فتقبل الزواج طمعاً في تحقيق أحلامها .
أما السببان التاسع والعاشر فيبرزان تناقضاً معيناً في العلاقات العائلية فـ 50% من الفتيات تزوجن هروباُ من المشكلات العائلية في عائلاتهن الأولى فيما قبلت 42.5% من الفتيات بالزواج الصيفي لرغبة آبائهن في الحصول على فرص عمل في بلد الزوج لأي من أفراد العائلة .
وأما الأسباب الثلاثة الأخيرة فتشير بمجملها إلى درجة الوعي لدى الفتيات فـ 17.5% منهن تزوجن عن علم بأن هذا الزواج لن يخلف أطفالاً وبالتالي فإن ذلك يعني علمهن وموافقتهن على ممارسة المتعة الجنسية وليس الزواج الطبيعي ، فيما كان عزوف الشباب عن الزواج بالفتيات المدروسات بالبحث نتيجة لزواجهن السابق 15% إذ أن نسبة ( 17.5) أشارت إلى زواجها من قبل. أو لكبر سنهن 12.5% سبباً آخر للدفع بالفتيات إلى قبول الزواج الصيفي بالخليجيين .
2- التوافق النفسي والاجتماعي للفتيات المتزوجات :
ولمعرفة الأثر النفسي والاجتماعي لهذا النوع من الزواج لدى الفتيات المتزوجات فقد أوضحت البيانات الاحصائية من خلال الاستبانة التي أوضحتها الجداول أن نسبة كبيرة من الفتيات المتزوجات بلغت 57.5% وجدن صعوبة في الإنخراط بالمجتمع مجدداً ، إضافة إلى شعورهن بالإحباط والقلق والرفض الصريح لمثل هذا النوع من الزواج والذي حصلت نسبة الرفض 85% ، إضافة إلى شعورهن بعدم التوافق النفسي والاجتماعي من خلال الاجابة على استبيان التوافق النفسي والاجتماعي والتي أوضحت نتائجه وجود مستوى ضعيف من التوافق النفسي والاجتماعي لدى الفتيات المتزوجات لهذا النوع من الزواج الصيفي والجدول (13) يوضح ذلك :
جدول (13) يوضح مستوى التوافق النفسي الاجتماعي للفتيات المتزوجات
الدلالة الإحصائية مستوى الدلالة القيمة التائية الانحراف المعياري المتوسط الواقعي المتوسط الفرضي العينة
الجدولية المحسوبة
دالة احصائيا 0.05 2.02 3.42 11.41 46 50 40
ومن خلال البيانات الموضحة في الجدول ( 13 ) نجد أن قيمة ( ت ) المحسوبة أكبر من الجدولية وهذا يعني أن عينة البحث من المتزوجات لديهن مستوى منخفض من التوافق النفسي ،ويظهر ذلك من خلال إجابتهن على الاستبيان وعدم قدرتهن على التماسك عندما يتعرضن لصدمات نفسية ،وكذلك ميلهن إلى الإنطواء والإنعزال عن الناس ، وعدم رضاهن عن أنفسهن واعتقادهن بأن أفراد المجتمع ينظرون إليهن نظرة غير محببة ، وكذلك شعورهن بحاجتهن إلى المساعدة والحب من قبل الآخرين إضافة إلى شعورهن بالقلق والآلام الجسمية كالصداع والمغص الشديد كل هذا أدى إلى انخفاض مستوى التوافق النفسي والاجتماعي ويعزوا الباحث ذلك إلى إحساس الفتيات بخيبة الأمل والحسرة نتيجة لفشل هذا الزواج ، إضافة إلى شعورهن بنظرة المجتمع المحيط لهن بالدونية نتيجة الطلاق .
* حدوث الطلاق من عدمه لأفراد عينة البحث :

جدول ( 14 )يوضح حدوث الطلاق من عدمه لعينة البحث من الفتيات المتزوجات
المجموع لم يتم الطلاق تم الطلاق حالة الزواج
100% 30 70 النسبة %
40 12 28 عدد الحالات
نجد من خلال المعطيات الإحصائية جدول ( 14 ) أن 70% من أفراد عينة البحث قد وقع لهم طلاق مباشر بطرق شتى من بينها الطلاق في البيت في اليمن أو عبر البريد أو الفاكس ، أو المحكمة ، أو سفر أحد أقاربها إلى بلد الزوج السائح للحصول على وثيقة الطلاق فيما ترك 30% من عينة البحث دون طلاق عبر سفر الأزواج دون عودة ودونما تمكن الزوجات من الاتصال بهم في بلدانهم نتيجة إعطائهم إياهن معلومات كاذبة ووهمية ، وهو ما يفسر عدم مبالاة هؤلاء بالفتيات واستخدامهن لأغراض المتعة الجنسية فقط .
وفي كلتا الحالتين فإن الطلاق شر لا بد منه حيث تجيز الشريعة تطليق من تغيب عنها زوجها في فترة محددة ، وغير أن الطلاق المباشر يكون اقل وطأة من عدمه ، وذلك لا يعني انعدام الآثار النفسية والاجتماعية التي تقع على الزوجة المطلقة والتي قد تدفعها للانهيار ، إلا أن عدم حدوث الطلاق يترك الفتاة أسيرة لأحلام اليقظة بعودة زوجها إليها مدفوعة أحياناً بما تردده عائلتها من امتلاك الغائب حجة غيابه ، وخوفها على فقدان الاحترام نتيجة غياب الوفرة المادية التي كانت قد أكسبتها المكانة المرضية في عائلتها ، وكذلك الخوف من المستقبل بما في ذلك أن الخوف من تكرار الحرمان من الزواج ومتعة الحياة السعيدة .
لكن المثير في الأمر هو حدوث الطلاق بعد مرور شهر واحد من الزواج في معظم الحالات، وفيما ندر بعد مرور عام كامل على ذلك الزواج ، وهو ما يؤكده غياب العلم بمقاصد الزواج ونواياه المبيته تجاه الفتاة ، فهذه المدة لا تعبر عن حالة معينة من الزواج غير ذلك المرتبط بالجنس كمحدد أساسي لبنيانه المتهاوي .
·وتوضح المعطيات الإحصائية الحدود المادية للمهر المدفوع في تلك الزيجات حيث تراوح بين المائتي ألف ريال والمليون ونصف المليون ريال ، على أن أغلب الحالات قد حصلت على مهر قدره خمسمائة إلى سبعمائة ألف ريال ، وهو ما يؤكد وقوعها تحت وطأة الإغراءات المادية التي قدمها الأزواج السائحون دونما مقاومة لها من قبل الفتيات اللاتي يحاولون التعويض عن الحرمان المادي الذي يعانيه بأي ثمن كان .
الاستنتاجات العامة :
1- دراسة ظاهرة اجتماعية تؤرق الكثير من الأسر وجهات الاختصاص المعنية بشؤون الأسرة أو تلك القائمة على تنظيم عملية التنمية في المجتمع بما تحمله هذه الظاهرة من تبعات معيقة لبرامجها المستقبلية ، ونكون بذلك قد باشرنا تطبيق أهم هدف من أهداف الجامعة (البحث العلمي) من خلال ربط البحث العلمي بمشاكل المجتمع أو التنمية الاجتماعية وخدمة المجتمع.
2- أسهمت الدراسة وبحكم طبيعتها الميدانية في التعرف على ظروف ومعيشة الفتيات المتزوجات وأحوالها الاجتماعية والاقتصادية.
3- أشادت الدراسة إلى دور الإغراءات المادية والهدايا التي يقدمها الأزواج الخليجيين لقبول هذا النوع من الزواج ، وهذا ما اتضح من خلال حصول سبب رفاهية العيش مع هذا الزوج على أعلى نسبة.
4- أشارت الدراسة إلى أن نسبة عالية من الفتيات المتزوجات في الفئة
العمرية (20-24) تليها الفئة العمرية (15-19).
5- أشارت الدراسة إلى أن نسبة عالية من الفتيات المتزوجات هن من أبناء العاملين والفلاحين ذوي الدخل المحدود ، وكذلك العاطلين عن العمل ، ومن أسر تتفشى الأمية بين أوساطها تضطرها ظروفها المادية ومستوياتها الثقافية إلى قبول هذا النوع من الزواج بحجة تحسين المستوى الاقتصادي وجهلهم بمقاصد هؤلاء الأزواج ونواياهم.
6- أشارت الدارسة إلى مؤشر مهم هو أن نسبة من الفتيات المتزوجات ينحدرن من أسر ليست فقيرة ، ومن ذوي الدخل العادي ، وهو مؤشر يدل على تنوع وتعدد أسباب الزواج الصيفي وعدم اعتبار المستوى الاقتصادي للأسرة عاملاً وحيداً لهذا النوع من الزواج.
7- إن تدني المستوى الثقافي لأولياء أمور الفتيات المتزوجات وتفشي الأمية لديهم يعد عاملاً هاماً لهذا الزواج.
8- تشير نتائج الدراسة إلى ارتفاع معدل الفتيات المتزوجات المنحدرات من أسرة البيوت المحطمة كوفاة أحد الوالدين ، والطلاق ، وكذلك تعدد زوجات الأب أو هجرته.
التوصيـــات :
1) القيام بالتوعية الدينية من خلال المساجد ووسائل الإعلام الأخرى في التوعية لأفراد المجتمع ومناقشة مقل هذه القضايا موضحين الآثار السلبية التي تضر بالمجتمع .
2) توعية أوليا أمور الفتيات لمراعاة مصالح فتياتهم في كل الجوانب وليس من جانب واحد فقط وهو الجانب المالي مراعين قدرة الزوج على القيام بالحقوق الشرعية في حق الزوجة وحفظ كرامتها وحسن معاشرتها.
3) أن لا يتم هذا الزواج بغير اليمني إلا بعد موافقة الجهات الرسمية (الحكومية) بذلك وفقاً للإجراءات القانونية ولا يفوتني في هذه الجزئية أن أشيد بالإجراءات التي اتخذتها الجهات المختصة والمتمثلة بمنع الأمناء من تحرير عقود زواج بغير اليمني دون موافقة وزارة الخارجية .
4) على الجمعيات النسوية القيام بحملة توعية بين صفوف الطالبات والأمهات والأخوات والفتيات ليتجنبن مثل هذا الزواج الغير مضمون بالاستمرار بل والمسيء لكل أسرة .
5) التوعية الشاملة عن طريق وسائل الإعلام والمساجد والخطب والفعاليات والأنشطة المختلفة التي تبين أهمية الزواج السليم والحكمة منه .
6) إقامة ورشة تنظمها جامعة إب ويتم استدعاء العلماء والمجالس المحلية وذوي الاختصاص وعقال الحارات والأمناء والأعيان والمشايخ حتى يتم الخروج بحلول منطقية لهذه الظاهرة .
7) العمل على ضبط ومعاقبة كل من يحالف تعميم وقوانين الجهات المسؤولة كوزارة الداخلية أو وزارة العدل بخصوص الزواج بغير اليمني .
المقترحـــــات :-
1) إجراء دراسة مماثلة لمعرفة أساب الزواج الصيفي (السياحي) وأثره على التوافق النفسي والاجتماعي في بقية محافظات الجمهورية ومقارنة نتائجها مع الدراسة الحالية .
2) إجراء دراسة لمعرفة أسباب الزواج الصيفي (السياحي) من وجهة نظر أولياء الأمور .
3) بناء برنامج إرشادي لرفع مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لدى الفتيات المتزوجات بهذا النوع من الزواج .