دروب الالهة 1



مارينا سوريال
2019 / 5 / 29

قدماى تغوصان فى الرمال .اسير منذ وقت طويل . رحلت الشمس من السماء وظهر القمر امسكت لسانى عن إرتكاب الخطأ فى حق الآلهه , تذكرت تأديب ابى الراحل ,امتلئت نفسى ببعض الهدوء محاطاً بحماية الألهه هرباً من وجوه غزاه اصبحوا اسياد بلادنا العظيمة .تذكرت عينى الجندى الفارسى وهى تنطفىء بين يدى كنت غلاماً يطمح ان يصبح كاتباً تغيرت حياته وكسر وصية ابيه واحزن قلبه فى يومٍ غابرٍ. دخلت اقدام الفرس مدينتى سايس ,ركضت نحو معبد نبت العظيمة وقفت من بعيد استنجد بها لتدافع عنا , ان ترفع غضب ابناءها عنا أى غضب وقع على رؤسنا حتى تدنس اقدامهم معبدنا, عدت منكس الرأس اسير فى شوارعنا الطيبة اتأملهم من بعيد وكأنهم اصحاب البلاد وملكهم قمبيز فرعوناً لنا . سرت متعرجاً من اوجاع قدمى وقلبى بين الطرقات حتى سمعت صوت لها تصرخ ,ركضت بإتجاه الصوت فى ركن بعيد يقترب منها ذلك الفارسى . هل تسامحنى ابى وتطلب لى المغفرة؟ استخدمت الفأس على رأسه.سحبت الحياه من عينيه انا فلاح لم يمسك فى حياته سلاح ,عمله وسط نبت الارض ,تغرق يداه فى الدماء هام على وجهه فى الصحراء الواسعه منتظراً عقوبة الالهه او السماح والمغفرة. ضوء الشمس ظللنى ,لم تؤخذ روحى." سامَحونى و اعطونى فرصتى الثانية." هكذا حدثنى قلبى عندما وجدت عين ماء استخدمت منه. بالماء تذكرت نهر النيل الخالد. حرمت من مياهه العذبة. قررت ان اكمل سيرى عائداً الى سايس. لاح لى معبد نبت العظيم, اقتربت قابلنى احد كهنة معبدها اجبته اريد "هيكاو" منيت نفسى طوال الطريق بأن اصبح قوى اللسان مثل.الالهه ايزيس. قابلت وعور الطريق نجتنى نبت لاخدم معبدها طوال حياتى . غيرت دربنى وطرقاتى. الآن فهمت لما تغيرت دروبى ,لأصبح خادماً مخلصاً لها . أشار لى أن اتبعه. تحركت بخشوع فى حضرة المعبد, اديت التحية لكبير كهنتها. أشار لى أن اقترب,تحركت ببطء و قلبى ينقبض من شدة الخوف, تحدث بحزن "الالهه غاضبة علينا, سلمتنا لأيدى اعدائنا حتى بعد تجاهُلنا التحذيرت بالأمس , ارسلت لى رؤية الالهه .وضعت علينا واجب حماية المقدسات.الحكمة, العلم الذى حفظ مصر". همست له :سيدى هل لى بتعلم طقوس التنشئة ,تحملت وعورة الصحراء ,بعت حياتى القديمة لأكون عبداً مخلصاً لأم الألهه ,يد تحركها ضد الأعداء , لم يخدعنا قمبيز بأخذ بركة الآلهه نبت .النيل غاضب علينا ,سيموت الزرع والحصاد سيدى. اسمح لى و بمباركة الاله ان انضم الى فرقة حراس المبعد.
فى الصباح خرجت,تمنطقت حول وسطى بجلود حصنى للحماية ختمها رئيس كهنة المعبد بتعويذات الحماية. اتجهت نحو كهفى المنشود. كان الطريق طويلاً. خطوت بثبات غير عابىء بالمجهود وعرقى المتساقط. ابحث بنظرى عن كهفى وارجو الالهه إرشادى ورعايتى حتى اتجاوز اول اختبارات التكريس. فى المساء وصلت. اقتربت من كهفى. اخرجت مشعلاً ليضىء لى.همست بتردد وخوف "ليكن قلبى فى بيت القلوب,ليكن صدرى معى فى بيت الصدور,لتفتح ابواب السماء و ليضم سب امير الآلهه بفتح فمى بالتهليل. ليقم بفتح عينى ليعيننى على الوقوف". اسمع الرياح العاتية. تهب عاصفة وسط الصحراء. ترتعد فرائصى كلما تذكرت من غطتهم الرمال فى قلب المعركة وافنتهم. لم يجدوا لهم عظام. لطالما تفاخر ابى بأن الآلهه تميت من ترضى عنه موتاً كريماً يليق بعبد مخلص لها يُبعث معها فى ميعاد الخلود. اخذت ارفع صوتى اكثر اصرخ " لتقم الآلهه سخمت بعونى على الوقوف لارتفع الى السماء" مخلوقات تذمئر صوتها مخيف وسط العاصفة الهادرة اصرخ اكثر "كل ما أمرت به فى معبد كا-بتاح ان أدرك بقلبى". تبدأ العاصفة فى الهواء تسكن اصوات المخلوقات المخيفة. اكمل "كا ان روحى لن تكوت مفيدة كجسدى عند الباب الأخير لكن سأخلد بسلام".
انبعثت ضياء الشمس من جديد .تحسست طريقى خارج الكهف .سرت فى طريق لا ادرى الى اين يوصلنى حتى انتصف الليل. جلست منهك القوى انادى على ام الآلهه لترشدنى. انبعث ضوء شديد قفزت من موضعى, حلقة من نار احاطتنى من كل جانب, اغلقت طريق الهروب,ارتفعت الى السماء. اخرجت من جلد الكتان جعران سلمنى اياه احد الرهبان قبل رحيلى .لوحت به فى اتجاه النار من كل صوب ارفعه بيدى الى الأعلى اواجه به حلقات النيران لم تتراجع ولاتراجعت . مضت الثوان بطيئة حتى خمدت النيران فى باطن الارض فجأه مثلما اتت.نمت من تعب النهار . صوت خوار صغير هواء عليل مر على جسمى الساخن المنهك ايقظه من ثباته العميق صوت الخوار نبهنى فتحت عينى ببطء ,كان يأكل منهمك و مجموعته فى الغذاء "ابومركوب". تنبهت انى بجوار النيل لا ادرى كيف انبعث من قلب الصحراء الى هنا من قلنى وانا نائم. اقتربت منهم ابتعدوا بعيداً.يخافوا الانسان رغم ملامحهم الضخمة بللت وجهى بالماء العذب ارتويت من مياه النيل طلبت بركته .رششت ماءه على جسدى ليحمينى من اللعنات فى رحلتى الباقية اكملت طريقى الطويل اعتمد على قلبى فى الحركة حتى اقبل الليل تائهاً بلا مأوى حتى ظهرت امامى البوابة الضخمة . هبت رياح عاتية اطفئت شعلتى .سقطت داخل حفرة عميقة داخل الظلام اخرجت اخر رقعة احملها " عين حور" رمز الشمس لتضىء لى الدرب والطريق .اخذت ارجو الاله حور ان يفتح لى باب و يوصلنى لأكون العبد المخلص يفتح عقلى و حواسى لأستوعب علم الحكماء معارف اجدادى القدماء لأكون جندى فى طريق مصر بعد ان بعد ان افسدوا المقدسات ودنسوا حرمة الاموات بأقدامهم الدنسة وتجروْ على معابدنا كنت ارتشف الدموع باكياً متذللاً اتتحنن عليه. صوت قوى باب يشق طريقه ليفتح ابواب النور تمتمت فى امل "باب العاج"تقدمت بخطوات ثابتة نحو قدرى عرفت اننى بدأت مصيرى, سبب ميلادى الذى رفعت يدى لاله الشمس وسألتها يومياً عنها .تحملت غضب ابى الذى اعتبرنى اعتديت بكاءك فى المعبد لتغفر لى وتسامحنى،ترى هل ينظر لى لان من دار الخلود مبتسماً وهو يرى ابنه وسط معبد الالهه ايزيس يحاوطنى الكهنة من كل جانب اجلس داخل الدائرة فى خشوع منكس الرأس فخور فى تلك اللحظة وانا ارتدى زى الكهنوت. يرفع كبير الكهنة يده بالدعاء لأيزيس ان يثقل لسانى بالحكمة ويمنحنى قوة هيكاو لروح ابى التى تبتسم من العالم الآخر.