دروب الالهة 7



مارينا سوريال
2019 / 6 / 7

الفصل السابع
نخت

"افضل من اى دواء لى ،هى الحبيبة
انها اكثر من كتاب الوصفات ،دخولها من الخارج حررنى،عندما اراها اشفى ،
متى فتحت عينها،يعود جسدى فتيا،
متى تكلمت اصبحت اقوى
متى اضمها تطرد عنى السوء
لقد هجرتنى منذ ايام"

طويلة سمراء ذات فستان من القطن شعرها الاسود منسدل خلف المستعار جلست فى الركن الاخر من القارب
"اعواد القمح تقف من بعيد فى شموخ على مدد البصر ،يلقى عليها امون نظراته فيزداد نموها،الاله حابى يدفق المياه على الطين الاسود الامع ،كنت صبى فى الرابعة عشر اضرب بالفاس الارض لتخرج نبتها نعيش قرب مجرى المياه وهى تمر لتملىء جرتها اركض بين اعواد القمح اراقبها بعينى الصغيرة وهى ترحل
اتى الربيع وحلت كما منحتها حتحور بركتها فزادت جمالا وسحرا سرت خلفها بين الحقول كانت الاحتفالات فى كل القرى ،النساء باثوابهن الزاهية وهى تقف "ميليت"كنا سنتزوج بعد الحصاد مع سبع عرائس من القرية منذ سنوات فى ليلة كتلك ذهبنا الى احتفالية الاله حتحور لنطلب بركتها لزواجنا ليكون ابديا مقدسا امام الالهه
منذ سنوات وصباح ذالك اليوم الحزين لاتفارقنى ..استيقظت لاعمل بالحقل كنا نجمع المحصول ونستعد لاقامة العرائس والافراح حين هاجمنا الجند وقتلوا من قتلوا لم اراها واسمع خبرا
ياللرب العظيم كم تحمل من عيناها حزن؟
ادرت عينى عنها بالقوة اصطدمت بعيناه الصقر حورس كنا على ابوابه ،رسى المركب جوار اليابسة هبطتت سريعا ولم تنظر خلفها رحلت وسط الزحام ،وقفت على جانب الطريق ،كان الفتى ديدى يركض خلفى خوفا من ان يضيع وسط الازدحم ،اقتربنا من ابواب المعبد نراقب الموكب عقب خروجه وطوفانه حول المدينة حتى معبد دندرة ،استمرت دورات المركب طوال 13 يوما كانت حتحور فى زيارة زوجها حورس الزيارة التى تحدث مرتين خلال العام
دخلنا الى فناء المعبد حيث تقديم الشعائر
"ايها المتنبؤن والكهان المطهرون،امناء السر ،ويا رعاه الشعائر فى المعبدنا احذروا ان تاتوا عملا معيبا ،ولا تدخلوا المعبد غير مطهريين ،ولاتقولوا باطلا فى حرمته ،ولا تكونوا جشعين ،ولا تتفوهوا بكذب ،ولا تتناولوا اقداح النبيذ"
وقفت اتامل النص حين قدم الكاهن وبدء تقديم الشعائر المقدسة للمعبود وخلفه الاتقياء يقدمون القرابين المقدسة ويرفع البخور الذكى تكريما لحضره الاله كان الوافدون من مختلف الاقاليم قادمون للتكريم
يعود صندوق الالة الى قدس الاقداس يتقدمه الكاهن وهويرتل "طوبى لمن يحتفى بجلالتك ايها الرب العظيم ،لانتوقف عن خدمة معببدك ،،ادخلوا بسلام ،انطلقوا بسلام ،انطلقوا بسعادة لك لان السعادة فى يده والسعاده فى قبضته "
ويستمر "غرى حبت"الكاهن المرتل فى الترتيل حتى ينتهى الكاهن الاكبر من شعائر الاله داخل قدس الاقداس،ثم يغلق الابواب ويختمها ،انتهت المراسم بعد الغروب ،لمحتها بثوبها الابيض تمر امامى من ممر الاعمدة لم تلتفت كانها تعلم بوجودى وتشعر بنظراتى لها ،مرت ثوان بطيئة وهى تمر كالطيف من امامى حتى اختفت فى الظلام ..الظلام صديقها الامين يخفيها ويحميها كامه يدرك الخطر
تقدم الكاهن المطهر من خلفى همس لى تبعته وديدى منذ الاحتفال صامت لا يتحدث يتبعنى كظلى لا ادرى اجمعتنا الالهه ليكون الدرب واحد ،بقسماته وطبيعته ذكرنى باصلى وجذورى ،انظر لها يزداد الغضب
تقدمنا نحوالدهليز المظلم فى اخره باب خشبى طرق الباب بهدوء فتح،حرك راسة باتجاهى للعبور واستبقى الفتى باالخارج
كانت الغرفة مستطيلة مظلمة لاتحتوى سوى على نافذة واحدة باعلى الجدار على اليمين تمرر بعض من ضوء القمر خلف المنضده خشبية صغيرة جلس الكاهن الثانى نخاو كانت امامه اوراق من البردى مبعثره ،على يساره مكتبة خشبية ممتلئة بمخطوطات البردى ،وقفت فى حضرت الكاهن المهيب وهو مستغرق فى قراءة رسالة البردى الخاصة بكهنة معبدنا ،فى ضوء قنديل ضعيف عبست ملامح وجهه اعاد القراءة بروية ثم نظر لى كانة لاحظ وجودى للمرة الاولى،اشار لى بالجلوس
تشبه رنسى صمت لا ادرى بما اجيبه منذ سنوات لم اسمع باسمه وكان لم يكن موجود
كان صديق لكن الواجب اقوى وطاعة الالهه تستحق،انت تعلم بمخاطر طريقك الان يمكنك العودة وتمكث داخل معبدك
ابتسم :لكنك لاتضمن متى يهاجمكم الفرس ..لا يحترمون عهدا ولا مقدس فعلوا الدنس بقدس الاقداس ،غضب الاله عارم لا يرد ،لقد نفذ وقتهم فقد فحصت قلوبهم وافرزت الصالح لمشيئتها
اجبت :انا فى طاعة الالة منذ نشاتى هى قدرى نادتنى سمعت صوتها فى الهواء تركت الزرع وتبعتها ،وانا اتطهر وارفع البخور واقدم القرابين بين صحوى ونومى تحدثنى ايزيس اراها وعينى الصقر تظللنا
كان يسمع لكلماتى فى اهتما م اومىء براسة
القدير يختر جنوده رنستى اختار طاعتة لكنه واجه الكثير فاحتمل حتى نال نصيب الخلود وسط الالهه ،وقع رحيل رنستى على قلبى المنى لم يصلنا خبر رحيله الى المعبد عاش غريبا يتنقل من عالم الى اخر حتى رحل من دون كلمه
تذكرت لقائى الاول به ونحن كهنة مطهرون جدد كان شاحب الوجه دائما
"لما اتيت الى المعبد لست من تلك الارض ،اجبته هجرت ارضى والمعبد اصبح بيتى بعد رحيل عائلتى
انا ايضا مثلك كنت اعمل مع ابى فى الحقل كيف كانت زوجتك
لم نتزوج لا ادرى اين رحلت
الكثيرون هجروا الشمال ورحلوا الى الجنوب هربا من الفرس لما اتيت الى معبدنا ،ربما رحلت هى الى هناك فى الاسفل
صدقنى رايت رؤيا ضوء ربانى اتى فى الظلام ارشدنى الى الطريق ،صعدت خلف صوت مرشدى درجات السلم كلما رفعت قدمى ازداد الامر صعوبة ،الهث ولا اتوقف يتهك جسدى احاول امساك الضوء يتردد الصوت بقوه "اتبع طريقى فقد اختارك الاله العظيم امضى معه يظللك بحماه ،اهرب فلن تسعك الارض من وجه غضبة سيخرج الاله من بطن الارض جحيم سيبتلع عصيانك
فتحت عينى وسط الرمال دون مرشد حتى وصلت لاعتاب المعبد وقوتنى حتى مررن بتجارب التكريس
مد يده: ادعى رنسى...نخت
افقت من شرودى ...:"شدسونفر"ارسلك ابنه المخلص،كيف الاتقياء فى رحلتك
خائفون اجبت
مخطىء لم ترى اعداد الملتحقين بحامية نختبو لقد اضروا الحاميات الفارسية
بعد هروب نختبو اهتزت مشاعرهم يا سيدى اخبار القتلى فى كل مكان اعادت الى اذهانهم ان مملكة الفرس انتهت.
نختبو مات.. الالهه اعطته جزاء خيانته لها وهروبه وسينال العقاب اللازم امام الاله اوزير ولن يشفع له احد الهه الاقاليم اهدر دماء ذكية لابنائنا ،ترك المقاومة الجنوبية فى يد الفرس قطعوا رؤوسهم ونهبوا وخربوا المعابد وحرقوا المنازل والاراضى ورفعوا الضرائب على من يشقى لم يبق امل لنا الان سوى حامية الشمال لديهم بسايس اذا لم تصمد قضى على امل المقاومة لسنوات ...لن يقف شىء امام ارتكزوكسيس ليدمر الاخضر واليابس وبين صفوفنا خونة يعملون لصالح الغرباء. اومئت برأسى الشمال لن يوقف المقاومة الالهه نبت تساند المقاومين حاميات الفرس فى اقصى درجات التأهب خوفاً من رجالنا اتجه الى مكتبه الصغير واخرج مخطوطة من داخله قربها منه لمس حروف عنوانها ببطء قربها منه لمس حروف عنوانها ببطء كانه يستحضر سحرها منذ سنوات شبابه بحث وسط مخطوطات علماء الكهنة ليمد مفتاح الحل كل ظاهرة ولها سبب نظر الى السماء يبحث عن اشارات الالهه غير المرئية فتح كتاب تفسير الاحلام المحفوظ بعناية بحوزة الكاهن الاعلى لسنوات عكف كهنة المعبد الكبار على اخفاء اسراره عن العامة واعتبروها رسائل مكتوبة مرسلة من الالهه لهم مباشرة ولايجوز للعامة رؤيتها حتى لاتفقد قوتها وسحرها اضاف من خلالها اجيال الكهنة تفسيرات لاحلام منحتها لهم الالهه. اربعون عام مضت وقف خلالها شاب فى العشرين فى فناء المعبد نظره على تمثال المعبود وفى عينيه الحلم تقدمه السريع فى علوم الاهوت والكتب القدسة حتى تقدم لرتبة كاهن اله كان يوم اجتماع مجمع الكهنة مع الكاهن الاعلى حينها بدأت الروح المقدسة تحركه انتفض جسدة بأكمله اعبر على النسيم مع اثنين بمنزل تكرار الحياة بينما يتوقف زميلى فى بيت" شبكة" التى تغرقة لأسفل بالقيود.
واجهت اضطراباً كبيراً داخل المعبد اجتمعت رئاسة المعبد الكهنة الاعلى والنبى والكاهن الثالث ليتخذواقرارفى شأنى هل الروح الشريرة التى سكنتنى روح غاضبة على اهل المعبد كنت على وشك الطرد من بيت الاله صرت منبوذ المعبد لم يقف معى سوى نبى المعبد فرفع شعائر الى الالهه لاجلى ل3 ايام انقطع فيها عن باقية الخدمات وانعزل يتعبد الالهه المعبودة حتى يرشده لطريق الصواب معى عشت حياتى احلم بوهب نفسى لالهى داخل بيته المقدس كان الكهنوت شرف لى وحلم لم اقدر على التخلى عنه. توقفت احلامى لثلاث ايام ناشدت فيها الالهه بدموعى ان لا تتركنى وحيداً منذ ذلك الوقت اصبحت تلميذ نبى المعبد ومساعده فى خدمته والهه ظل حديثة مع الكاهن الاعلى حولى سراً لااعلمة نظرات الكهنة امتلئت جسداً وخوفا دون النطق بكلمة عيونهم افضحت انى روحاً مكروهه وسطهم وضعت قربانى امام حضرة الالهة فى قدس الاقداس بجانب سيدى الكاهن النبى نادانى حبيب الالهه يوم نادانى لاسمع صوتها كان همساً يأتى الى قلبى وعقلى تترجمه شفتاى بلغتها الارضية تعززت قوتى داخل المعبد فقد ارتفعت حرارتى انتفضت كل شعيرات جسدى لها كنت اصرخ وصوت الجياد يقترب اكثر صوت صراخ ونواح بكاء اطفال بنيران تحرق جسدى فقد وطئت اقدام الفرس ارض معبدنا واقاليم مصر وصقر محفور اعلى صدرى وشما تركه الاله على صدرى كعلامة انى ابن ابى الالهه وكاهن المعبد الثانى. اهتاج كهنة المعبد المطهرون فى السر لم يجرؤ على الاعتراض العلنى تواجدى استمرت نيران اعينهم تحاوطنى و امنت انى مرسل برسالة اعد لها الطريق وعند الايمان ينفتح القلب على ضياء ترى معه حقيقة وجود كبيرة فى رقعة كبيرة ارسلت لتنفذ خلالها دورك المنوط باختيار الهى ليس لك خيار سوى المحافظة على كل الحواس نقية بعيدة عن المؤمرات والغضب تتلقى الاشارت السماوية فى لهفة بيادق طافت بكل المعابد بعثت برسائلها واجمع الاله جنودها على الارض جنودا تحركهم الكلمة داخل قلوبهم كما تخطط لهم المشيئة السماوية يتفى لى تفسير البنوءة لم تقف امامى نبوءة مثل تلك منذ سنوات ناجيت الالهه حتى تترأف على علمت انى لم اصل الى تلك المرتبة بعد.
تحركت الافعى رفعت رأسهالاعلى وجهت نظراتها نحوه كانها تتحدى ردود افعالة نظر الى الى عينها لثوان بدء تلاوه تعويذة خرجت كلماته بصوت متالم كلماته من الجمر وضعت يدى على وجهى سقطت على الارض اخفى وجهى تذكرت كلمات الكاهن المعبد ايزيس الافعى ملكة السحر الاسود ولاسلطان عليها لتحدى يد الساحر ترضخ لقوته امامها اجعلها تسيطر عليك ثم قم انت بالسيطرة عليها اذا فعلت تستحق فتح باب القوة التى اعتطها الهه لها ابواب كاهنتها موصدة امامى تمنعنى من امتلاكها. فتحت كتابى على النص الموضوع انا اسست بياد فى بيت الجمال انا املأ الميزان فى قاعة الجمال. البيدق المفقود فقدنا منذ سنوات هو مخلصنا ونجاتنا الهتنا حفظته من الشر والسوء حملته بيد امين حارس عليها حتى تصل فى الميعاد المحتوم لتنفذ مشيئة القدير. من يحمل ورق اللعب يحصل على قوتها النبوءة التى دفنهاالكهنة من الشر خوفا من عين الثعبان العين التى تشير الى البيدق على الارض لكنها تعطى ان ترشدنى الى مكان المخلص هو قدرى، ان اجده قبل الجميع ان اوقف نير العدو واضعة اياه بيدى خلصت النبوءة وتفسيرها وضع بين يدى لاتمسك بجوانب قوتها ضفة العالم تتجه نحوى كان نبى المعبد يفضلنى عن تلاميذه يمدنى بالعلوم المقدسة طالبا وقد غير كل شىء.
جلسنا بالقرب من قنديل قديم ممسكاً بيده مخطوطة عتيقة اخرجها بحرص من الخزانة الموضوعة اسفل درجات مكتبة المعبد كنت تلميذه الامين الموثوق رفيقة المسائى من مساكن الكهنة الى المكتبة، اول يوم اطلعت فبه على الكتاب السرى نجحت فى اختباراتى واستوجبت المكافأة امضيت الليالى احرسة وهو يترجم بكل جد كل كلمة جائت فى كتاب الاحلام فالاحلام لالهه التى رواها الملوك واجتهد عليها سحرة قدماء امنت ان النبى يتحدث مع الالهه فلديه القوة والمقدرة للوقوف فى حضرة الاله تلك اللحظة المهيبة اقشعر بدنى وعيناى مغمضتين يمسح بيديه على الرسومات ليتحدث من عالم اخر يناجى البيدق يرشدة فى خطواته مثل طفل رضيع يحتاج الى اب يرعاه المحروس الامين عن اعين الشرير مات معلمى فى ذلك اليوم وهو يحدثهم كانه فى حضرة استقبال مهيب وهو على فراش الموت لم يخبرنى عن مهمتى كان يحدثهم فى احترام واشار لهم مد يده فى سلام ترك الاسئلة مشوقة دون اجابات اغمضت عيناه رحل ورحل درعى معه حتى ظهر صديقى الوفى. ضقت ذرعاً بمحاولات كهنة المعبد تهيج الاتقياء ضدى داخل جدرانا لمعبد انطلق الحديث حولى فى كل صوب صرت منبوذ المعبد وانا كاهنه الثالث شعرت ان نهايتى قد اقتربت وسيقدم لى السم قريبا ولاادرى بيد من ستزهق روحى اضطرب قلبى عجزت عن الحكم بخوفى اللعين كنت احلم بالقادم الاسود واصحو مذعورا. فى تلك الليلة جاء صاحبى ابيض كالثلج عندما رايته خفت سقطت على وجههى من شدة الضوء كنت انظر الى قدماى ارتعش جسدى سكب عليه طمأنينة اغمضت عينى تركت الضوء يغمر صدرى كان يمسك بيدى طفل على صدرى كلما مر عليها زاد الوخز كان يفتح الجرح بحرص حاولت الصراخ فلم يخرج صوتى اشعر بعرقى مخلوطا بالدماء على صدرى مسح بيده واعادنى الى النور نظرات وجه الاله حورس واضعا التاج فوق راسة جثوت على ركبتى فى خشوع خفت الضوء فتحت عينى استيقظت ابحث عنه رحل كان صدرى يؤلمنى مسحت بيدى مكان الجرح ترك الاله ختمه على صدرى ختمنى بكتاب الحياة صارت الافعى طوع يمينى .. تحركت الرمال رسمت خطوات عريضةعلى الطريق تبعت خط الوجود ثبت الرمال ملىء ضياء الشمس على الورق، خرجت منها خطوط ظلت تومض المناطق السوداء حتى اكملت الصورة صورتى التاسوع الشمسى المعبود يرقد حيث ارقد انا.