دروب الالهة8



مارينا سوريال
2019 / 6 / 8

الفصل الثامن
"اذا قال لى احد :انظر انها هنا فهذا يحيينى اسمها هنا وهو ما يحيينى
ذهاب واياب الرسل بيننا هو ما يحفظ قلبى"
لمحت طيفها من بعيد نافذتى تنظر الى ضوء القمر ،هل ارسل طيفها لى ليمنحنى بعض السعادة ذلك القلب الذى صادق الوحشة وألف الوحدة وصار السكون داخله دربا يتبعه ليخاف من عودة السعادة،سرقة القلب مرة اخرى هى قتل للروح،من يضمد الجرح ويعيد القلب لحالته الاولى ،تتخفى ملتحفة بالسواد ،تسير بخطواتها الواسعة لينعكس ظلها على ذلك النحو البعيد الشاهق ،انظر الى الاعلى الالهه عليها ..يراقبونها فى صمت
لما تسللت خلفها ،اتحاشى ان ترانى،خلف الدهليز طرقت الباب الخشبى ثوان فتح لها دخلته فى سرعه ومنظر اسطورة الشمس المجنحة ومناسك عيدها تنعكس بضياء النجوم على الباب
انتظرت خروجها فطال الانتظار ،صوت همس من بعيد من هى تلك المراه؟
طلع الفجر فتحركت نحو مساكن الكهنة ،جلست بغرفة الضيوف الخاصة بى كان وجه ديددخل الكاهن الثانى نخاو الى نبى المعبد وهو يراجع قائمة المواد الغذائية التى سيقوم بتوزيعها على الفقراء والمساكين ،منذ ان تولى نبى المعبد منصبه الذى عده منحة من الالهه لا يستحقها فقد اقسم امام الالهه انه سيهتم بكل فقير ومحتاج من شعب المعبد الاتقياء طوال حياته اكراما للالهه التى منحته بركتها على الارض،انتظر نخاو حتى رفع نبى المعبد نظره عن ورقه البردى ،استجمع نفسه :سيدى لقد بعث فالنس برسالة عاجلة الينا
صمت قليلا ثم اكمل بهدوء اكثر :لقد مات نختبو لدى امير النوبة يبدو انه كان مصاب من الفرس عندما رحل
وجم النبى ثم اردف نخاو وهو مائل الى النبى :خيباياش يا سيدى ارسل لنا مع بعض خدمه الذين وصلوا مع عطايا وقرابين للالهه ،همس :لقد طلب ان نقدم عنه القرابين لتقربه من الالهه حورس لتغدق عليه بالبركات
نظر له الكاهن النبى طويلا ثم قال :سارفعها لتنظر الالهه الى قلبه وتفحصها اذا ارتفع ميزانه فى عيونها سترفعه واذا نقص سترذله ،الالهه تفحص القلوب والنوايا يا نخاو فاحذر ان كانت ليست صالحة لئلا تسقط فى حرب السماء وتقف امامك الماعت
ى متوتر اعتقد اننى رحلت وتركته ...سرعان ما عاد وجه الى طبيعته تسمر نخاو فى مكانه ثم استدار ورحل فى هدوء
عاد نبى المعبد يكمل احصاءه للمواد والاسر الفقيرة لديه ،شرد لثوان ثم ادار عينه الى يمين مكتبة فتح احدى خزانتها المخفية عن الاعين ،اخرج الخاتم المصقول برسومات اسطورية للالهه المباركة تفحصه من جوانبه وقبض عليه بقوة بين يديه

الى اين سنعود؟
الى معبدى ساو لاتخف لن اتركك الالهه اوصتنى بك منذ ان وضعتك امامى فى الطريق ،ستمكث فى معهد التعليم ،رفع الفتى راسة فى فضول سيى هل تصير معلمى؟
"المعهود بامانتك وضعته الالهه بين يديك لتحافظ عليه حتى الساعة المنشودة ،مصيره من مصيرنا يا ولدى هكذا ارادت الالهه وعلينا تنفيذ وصيتها لنا والا استوجبنا الحكم ،حورس يقول :احفظ نسل الامين على الارض فقد نفتح بها بذور النبوه بداخلها ،أرويها حتى تنضج وتصبح شجرة يافعة يستظل بها ابناء التقوة فى يوم العسر"كلمات النبى حفرت داخل قلبى ونحن نشق طريف عودتنا الى الديار
اقترب فالنس من الامير خيباياش الجالس على اقليم النوبة فى قصره :سيدى الكاهن الاكبر قد ارسل لك تلك الرسالة انه يقول لك :قمت بسؤال الالهه لاجلك ووضعت اسمك امامهم كقربان عن شعبى ورفعت المباخر فى قدس الاقداس ،رفع رائح البخور محمله بالخلطات التى اعطتها لنا الالهه كسر حفظناه عبر الاقدمين والان انتظر جوابهم مع هذا التمثال الشمعى فسيحضرك حلما سيخبرك فيه اله اله بمشيئتة
اقترب فالنس من الامير خيباياش الجالس على اقليم النوبة فى قصره :سيدى الكاهن الاكبر قد ارسل لك تلك الرسالة انه يقول لك :قمت بسؤال الالهه لاجلك ووضعت اسمك امامهم كقربان عن شعبى ورفعت المباخر فى قدس الاقداس ،رفع رائح البخور محمله بالخلطات التى اعطتها لنا الالهه كسر حفظناه عبر الاقدمين والان انتظر جوابهم مع هذا التمثال الشمعى فسيحضرك حلما سيخبرك فيه
يتقدم حارسان بالتمثال الشمعى لالهه حورس ،فتح خبياياش عينيه على ضوء قاتم اعمى بصره لثون ،مسه النور عبر كتفيه وامره برفع عينه ،رفعها ببطء فنظر الاله حورس بوجه الصقر ظل راكع ،على ركبتيه جوار فراشة فعلى صوت مثل الرعد :اذهب وادخل مصر فقد سمح لك بحكمها ،ستنفتح طرقكك وتملك البلاد ،واذا ارتفع قلبك ونسيت شعبى سقطت ومحى اسمك من امام وجهى ولم اعد اعرفك امام محكمة الالهه وستطرد من جنتى .
نظر الكاهن الاكبر لمعبد ادفو لنخت
اذن فانت من اختاره الاله لحفظ وديعته .اقترب واجلس،تقدم نخت فى خجل وهدوء جلس امام حضره الكاهن الاكبر ابن الالهه على الارض.
:سيكون بامانتى وتحت نظر الارض لينمو فى العلوم اللاهوتية ويعيش وسطنا حتى يام تأذن فيه ويقود شعبه
الكاهن الاكبر :اذن الهتنا قد سمعت صوت الاتقياء واشتمت رائحة البخور وقبلت التقدمات الذكية ووضعت يدها وارسلت رياحا ونسيم هادىء يروى الظمأن ،العطشى ويشفق على حال الرعيه ،اعطت الاذن لعبد لها ان يسهل طريق المعبودوعلينا الطاعة
نخت:كلنا فى خدمة الالهه حورس نحن رسله وحراسة على الارض،اخرج ورقة من البردى ،تلك الرسالة منى ارسلها معك الى شدسونفر خادمنا هو يعلم ما عليه فعله نحن هنا بانتظار اشارة الشمال وسيهب النسيم قادما من الاسفل جنوبا حاملا معه فيضان النيل،سيحمل معه الزرع والخير ستمطر وتروى القلوب التى جفت من الوهن .
كما تامرنى الالهه ساطيعها ساوصل رسالة الالهه لسيدى المقرىء وبمشيئتها سنجتمع اقاليم الشمال على ارادة واحدة
غادر نخت غرفة الكاهن الاكبر ،رفع نخاو عينه من على الارض كهل تأذن لى يامعلمى وابن الالهه ومقربحورس ،لما نترك الامر بيد كهنة بوتو وساو الم يحن وقتنا بعد لنعود لمكانتنا الطبيعية ..عصور تركناها لهم ،لقد حمينا الثورة وثوراها وفتح منفذ العبور الى النوبة التى ياتى الينا منها المدد الان بالاضافة الى ان بوتو يكرهون الغرباء لم يساندوهم فى الشمال لولا دعهم من الاتقياء لما صمدت الثورة فى وجه الفرس
رد الكاهن الاعلى بغضب :ومتى نناقش امر الالهه هى الحكمة المطلقة تفتح الطرق لمن يشاء والهنا حورس مكرم الاقاليم الستة وابنها المعبود ابن لامنا نبت انجبته وتركته ليرعى شعبها ماذا تفعل هل تجلب لعنة على ارضنا
تراجع نخاو فى مجلسة :لا يا معلمى طلبت لنصح والارشاد حتى لا اترك الشرير يعبث بافكارى ..ارجوك لا اطلب عنى المغفره امام حضرة الالهه
الكاهن الاعلى بهدوء:يا بنى اطلب الغفران حتى لا تستوجب العقاب ..لايقف احد امام وجه الالهه
اومىء نخاو براسة بالايجاب خافضا نظره عيناه الغاضبة ظل ينظر الى باب غرفة الكاهن الاعلى وظل حورس يظللهما وهو يرحل :ماذا اذا لم تكن تلك هى ارادة الالهه هى لا ترضى بوضع ارضنا بيد الغرباء؟اى معبود تحدثون تركوا الاتقياء يدنس منازلهم ،يسخرون كالعبيد فى المحاجر .