دروب الالهة 14



مارينا سوريال
2019 / 6 / 12

اصدر الكاهن الثالث امر الاجتماع بكهنة المعبد مساء ذلك اليوم ،لم ادرك ماذا اقول ولمن كنت مؤمن ان الالهه ستفتح فمى لينطق بكلماتها وسط الحضور لذا اعددت كل احتاج وانتظرت موعد المساء وضعت قربانى امام الالهه رفعت بخورها وانا ابكى ،كنت سعيدا ام خائف لست ادرى ،بكيت بغزاره ،اغمضت عينى تمنيت ان اعود طفلا يركض الى حضن امة حين يشعر بالقلق ليجدها فاتحه يدها تضمه بحنانها وتحكى له عن قوة الهتنا فى السماء وتوقد معه قنديلا امام تمثال اللاله الموجود فى غرفة بمنزلها وتاخذ بركتها وبركه لطفلها حتى ينمو فى حب الاله
وقف الكاهن الاعظم نخاو بجوار تمثال الاله حورس امام مجمع كهنة المعبد ،ابى الاله :بالامس استمع الى بكاءنا امامه وقبل ان يسمع طلبتنا وارسل لى امنا ايزيس التى اعطتنى الاشارة فقد وضعت فى معبدنا روحا ملئتها من الحكمة ومهدت لها السبل وكتبت اسمه على ماء بحيرتها المقدسة ،اذهب فقط واشار الى سندى الذى وقف فى المنتصف امام مجمع الكهنة وهم ينظرون اليه فى فضول :اعطيناك البركة والقدرة لتتصرف حسب مشيئة السماءاشرفت على المرتلات وراقصات المعبد وهن يؤدين واجبهن امام تمثال الاله داخل مقصورته ،قمت بواجباتى بخروجه للكاهن الاعظم وحاكم الاقليم الجنوبى،متى تغيرت ملامحه ،وجه غامض عيونه لا تنظر لى ،قلبى تمزق بين زوجى واخى ،تذكرت المحظية روى ارسلتها بيدى لاخى فى ا لجبال ربما تذكر اخته الوحيدة الباقية،بذلت جهدى لاحصل على معاهدة سلام بين المعبد والجبل كنت اعر بالخوف عليه فقد وقف عدوا لاله اهانها فى مقدساتها ورحل الى الجبال واضل الاتقياء وجعلهم اتباع له اخاف المؤمنين داخل لمعبد واصبح كابوسا يهدد كهنه المعبد الاله،الاحظ نظرات المحظيات المرنمات لى بعد ان رحلت روى اردتها ان تغير قلبه وتفتح عينيه ليعود الى طريق الحق ربما غفرت له الاله وسامحته ،اشرفت على مائدة القربان التى اعدت فى فناء المعبد ،فتحت الابواب امام المؤمنين والتائبين وقف الكاهن الاعظم فى منتصف الفناء واعلن ان الاله تقبل توبة التائبين والعائدين لاحضان المعبد واتباع تعاليمه قال ان الاله تشفق على ابناءها التائهون،غضبت عندما انتصر الاله ست عليها وجذب اتباعه المخلصين وسيسقطتهم معه فى فوهه الجحيم ،قرر الاله حورس ايقاف الشر وفتح بابه اما م العائديين بشرط ان يعطوه قلوبهم ويسلموه انفسهم داخل المعبد وسنعتنى بهم نحن الكهنة ابناء حورس ليكونوا جنود صالحين فى وجه الاعداء لذلك فاله السماء ستفتح السحب لمده 7ايام تستمع خلالها الى التوبة وتقبلها كل من يرع سينجو،ومن سينتظر ستغلق ابواب السماء امام وجه ولا عودة له الى الحياه الخالدة بل سيلقى الجحيم مع اتباع الشرير
انتصفت شمس النهار وكهنة المعبد ينتظون العائدين اليهم ،مر مساء الايام البع دون جدوى وفى صبيحة اليوم الثامن ارسلت الينا المحظية روى لكن جثن ترك ورقة "دم الخائن لابد ان يراق على قدمى المعبود حتى تحيا النفوس الطاهرة بسلام على ارضها..يالقسوتك يا اخى اغلقت فى وجهك اخر ابواب الرحمة ،علمت اننى فقدت رنسنت .توجس المؤمنون من انتقامه من المعبد والفرس
ديدى
حملته على كتفى وتسلقنا الجبل حتى نصل الى كهف الكاهن الاعظم رنسنت منذ ان هربنا الى الجبال انضممنا الى المقاومة ،كنت اتدرب مع الفرق على الادوات الحربية التى تم الاستيلاء عليها خلال قطع الطرق على الحاميات الفارسية
كان المعلم رنسنت يشيد بى وسط جنوده كنت الافضل معهم بعد فتره بسيطة ،كلفنى ان انضم لاول مهماتى كان ميعاد نقل المؤن الغذائية عبر مجرى النيل حتى تصل الى الحامية العسكرية المرابطة فى ادفو ،علمنا ان نصفها سوف يذهب للكاهن الاعظم للمعبد نخاو الخائن كان علينا نقطع الطريق على الجند قبل ان يصلوا الى المعبد ،وضعنى رئيس الفرقة فى نهايتها باعتبارى لعضو الاضعف والاقل خبرى تاجج الغضب بداخلى سمعت اصوات الخيول قادمة،عبر الهواء كانت موهبتى منذ صغرى راقبت حركة الطيور فى السماء قبل الوقت المناسب ،قررت ان اهاجم من حظنا كان عددهم قليل بسبب الاتفاقية المنقدة مع رجلهم لكنهم تفاجئوا بنا،اخطئت واصبت حملنى الرجال وانا انزف وسط الكهوف،سهرمعلمى نخت ليعالجنى لايام لاول مرة يغضب عليه معلمى منذ سنوات ،قرر كاهنا الاعظم معاقبتى بحرمانى من المشاركة فى المهمات التى تولتها المقاومة فى الوجة القبلى كلما زاد عقابى زاد جهدى وسط التدريب اردت ثبات قوتى وقدراتى على القيادة وتنفيذ المهمات ،فى الاخير قرروا ارسالى مع بعض الرجال الى الاسواق لجمع المؤن اللازمة لنا فى الجبال ،كان بعض جند الفرس يفرضون ضرائب خاصة على البائعين فى الاسواق ،كنا نسير بهدوء غير لافتين الانظار وسط الناس ،سمعت اصوات توسلاتهم بسبب قله البضائع وارتفاع اسعارها على عامة الناس،فعملية البيع والشراء كانت راكدة لم يهتم الجنود لسماعهم،فقاموا باضرام النيران على البضائع الموجودة لدى البائعين ،كان رئيس تلك الفرقة يبدوا لى مخمورا فانتظرت فرصة مروره على بقية البائعين فى حين انتشر جنده فى السوق وانهلت عليه بخنجرى من خلف ظهره عالجته بضربه سريعه على رقبته ،يسقط وسط مضجر بالدماء ،ركضت وركض الرجال من حولى يحاولون حمايتى ،كنا نقترب من الوصول الى طريق الجبال وكنا الاعلم بدروبه لذا نصبنا لهم فخا وسط الاشجار ،هاجمناهم واسرنا منهم 3 جنود كنت اتقدم الاخوة فى طريقى الى كهف الكاهن الاعظم رنسنت ومعلمى نخت وامامى الجند الثلاث،نظر الى عينى طويلا لم اخفضهم كنت اتحداه ،غضب منى معلمى لان يداى غرقت بالدماء ،حدثه الكاهن رنسنت دماء الاعداء هى طهارة لروحة من دنس خذلات الهه وترك الاعداء يغزون ارضنا
كوفئت من الكاهن رنسنت بان عدت الى صفوف رجاله من المقاومين حيث مكان فى القتال،لم افهم غضب معلمى علية وهو الاقدر على فهمى لم يقل اكثر من اغرقت يدك بالدماء معلمى كان ينتظر قوة من السماء تهبط الى الارض بسيوفا نارية تطهر الارض وتعيدها لاصحابها وتخرج الزرع والنيل يلقى بفيضانه يروى ترابها العطش،لكنه اغفل ان غضب الالهه علينا جاء عندما خوفنا ولم نثق بها وتركنا الثورة والثوار يقتلون وسيل دماء الابرياء ،ويسبوننا عبيدا لبلادهم ،فلم تقم قائمة للثورة او قتال بل قنع الجميع بالبحث عن الطعام والشراب اليومى قبل ان يموت اطفالهم من الفقر،كان كاهنا الاعظم رنسنت هو روح الاله نبت التى تظهر وسط معبدها بل اعطت الفرصه لابن الاله حورس ان يقف ليقاتل عن ارضيها ومقدساتها فصرت مقاتلا فى جيشة ولثقتة بى كلفنى بمهمة تامين الغذاء والشراب وقرابين الالهه من اسواق اقليم الجنوب،عندما حملت معلمى لاصعد الى الجبال كان المؤمنون مجتمعون لتقديم صلاة الشعائر المقدسة والقرابين ،لم تكن المرة اولى التى يقوم فيها بقتل جند فارسى وتقديمه للالهه ،شعرت بانقباض فى قلبى نذير شؤم عندما لاحظت الغضب على وجه معلمى نخت للمرة الاولى منذ صغرى وهويخبرنى "لابد ان نعيد ديانه الاقدمين اجدادنا القدماء الى سابق مجدها ونقود لشريعتهم وعبادة الاسلاف حتى نتخلص من الدنس ونعود عبيد الالهه حقا وسط الامم.