المرأه وحقوقها المشروعه



علي الخزاعي
2006 / 5 / 6

تشكل قضية المرأه ومساواتها الاجتماعيه وحقوقها وحريتها في الحياة , احدى مهام النضال الاساسيه في المجتمع ,واحدى اهم القضايا العقديه
على الساحه السياسيه ,وعند حلها يكون المجتمع باكمله قد ساهم في اعادة بناء الوطن
لقد انطبع التاريخ الانساني على اساس القوة العضليه للرجل كمحك لسيادة واهلية الرجل الاجتماعيه حيث وهبت الطبيعه هذه الميزه لسبب ما
غير معروف ,ومنذ وجود الانسان كان للرجل دوره الابرز لهذا السبب ..... لكل التطورات العلميه في الحياة وعبر الزمن اعطت للعقل ودوره ونتاجه المقام الاول في موضع الصداره في الحياة الاجتماعيه وهنا يكمن الصراع بين النظره التقدميه او الرجعيه في قضية المرأه وحقوقها ,ولو
اجرينا اي مقارنه لتفوق دماغ الرجل على دماغ المرأه او بالعكس فان الغلبه حتما سيكون لمنطق العقل والذي يتمثل في ان حجم ووزن دماغ الرجل يوازي نفس حجم ووزن دماغ المرأه ولا يختلفان عن بعضهما والمقدره الانتاجيه الفكريه ---عدا الحالات المرضيه لدى اي منهما تصيب الدماغ او بروز حالات فرديه متفوقه سواء عند الامرأه اوالرجل من حيث الذكاءفي مجال اختصاص معين ---وهذه ظاهره تكون
بين رجل ورجل او امرأه وامرأه !!!!نلاحظ ان العقليه البرجوازيه تحاول التقليل من امكانية المرأه في التفكير كي تبقي عليها خاضعه لارادة الرجل وبنفس الطريقه تنطلق في منظورها العنصري فتضع دماغ الرجل الابيض في مستوى ارقى من دماغ الرجل الاسود كي تكرس مفهوم
السيد الابيض والعبد الاسود ,ان هذا المنطلق الطبقي يكرس لخدمة مصالحهم من اجل المزيد في الاستغلال كونهم عبيد لا تختلف عن اي وسيله من ممتلكاتها الانتاجيه والخدميه
توجد نظره دونيه للغالبيه العظمى في مجتمعاتنا الشرقيه للمرأه ,,,حيث ترىان المرأه خلقت اصلا لتلعب دور الام والزوجه ومهامها فقط انجاب الاطفال وتربيتهم والعمل في المنزل ولم يسمح غالبا للمرأه في العمل ,,, واصدرت قوانين في اكثر الدول بحرمانها من العمل الا من اجل حاجه اقتصاديه ملحه وان اشتغلت كموظفه او عامله عليها واجب عمل البيت في نفس الوقت دون اي عون من زوجهااو احد افرادالعائله ,ولا زالت هناك فوارق كبيره بين الجنسين في جوانب الحياة الكثيره ,وهنا اطرح مثلا (قانون الاحوال الشخصيه )الزواج والطلاق ,الذي يعتبر من اكثر القوانين تخلفا في العالم واكثرها تعسفا بحق المرأه ,ولذلك تاسست منظمات نسائيه من اجل تغيير هذا القانون اضافة الى جملة مطاليب اخرى
ووقف رجال متنورين وتقدميين من ذوي العقول المستنيره للدفاع عنهن وتطوير نضالهن والعمل المشترك لترسيخ تنظيماتهن الديمقراطيه
اما المرأة في العراق فهي لا تختلف عن الاخريات في العلم الثالث ان لم تعاني اكثر في الظروف الحاليه ما بعد الحرب والاحتلال فقد ناضلت
المرأه العراقيه في وقت مبكر من القرن الماضي وفي اواسط القرن الماضي شكلت تنظيمها الخاص بها (رابطة المرأه العراقيه )وناضلت متحديه شراسة النظام الملكي وقوة العلاقات العشائريه القديمه والتقاليد الباليه حيث شاركة شقيقها في النضال من اجل حقوقها ومن اجل الوطن ضد الاستعمار في فعاليات سياسيه واجتماعيه ومطلبيه وقدمت المرأه عددا من الشهداء في ساحات النضال المتنوع واصبحت الشهيده بهيجه ,شهيدة
وثبة كانون والتي لقبت عن جداره بشهيدة الجسر وهي بنفس الوقت اصبحت رمزا للمرأه العراقيه , واصبحت اول امرأه في العالم العربي وزيره في العراق عام 1958 وهي الدكتوره نزيه الدليمي رئيسة الرابطه حينذاك ,لكن وضع المرأه اخذ بالتدهور اكثر فاكثر بعد استلام البعث نظام الحكم في العراق حيث تم زج ابناء الشعب العراقي في اتون حروبه المدمره فدفع بالمرأه الى العمل قسرا وبرواتب منخفضه جدا واجبارهن على دفع غرامات لدعم الحرب باسم المجهود الحربي كونه المدافع عن البوابه الشرقيه فكانت المرأه تخسر حبيبها في الحرب وتمنح قيمة قوة عملها اجبارا للحكومه الفاشيه وبعدها اصدر حفضه الله قراره بمنع عمل المرأه واختصار عملها على الانجاب في البيت لخلق جيش احتياط لادامة حروبه معتقدا انه الازلي على هذا الكون وهو الحي القيوم
استمرت المرأه في حياتها مكسورة ومحطمه لا تقوى على شيئ لمواجهة هذا الطاغوة لحين سقوط الصنم ونظامه الدكتاتوري فاخذت تبحث عن احبابها في القبور الجماعيه او تنتظر عودة الحبيب من الغربه متناسيه نفسها ,لكن الامر لم يستمر على هذا المنوال فنهضت المرأه مرة اخرى
واعادت تشكيل منظماتها النسويه ووقفت بصلابه ضد القانون الذي اصدره السيد الحكيم عندما كان رئيسا لمجلس الحكم وطالبت بالعوده الى قانون الاحوال المدنيه الذي اصدره الشهيد عبدالكريم قاسم عام 1959 بالاضافه الى اهمية مساواتها مع شقيقها الرجل والمشاركه لاعادة بناء
الوطن , لكن المؤسف ان مشاركة المرأه اليوم هي مشاركه شكليه ووجودها في المجلس النيابي ماهي الا بيادق بيد القوى السياسيه مع جل احترامي للمرأه وهذا ليس انتقاص منها ولكن هذه الحقيقه لابد من الاعتراف بها , فهي لم تشرك في التنافس لاخذ موقعها في منافسة اخيها الرجل
الى رئاسة المجلس النيلبي ولا الى رئاسة الجمهوريه وكانت توقع وتصفق على ما يقرره الرجل ,اضافة الى ذلك دور بعض الاخوات وعكسهن
لما يطرحه قادة القوائم المنتميات لها مثل الببغاء في الرضى عن ما تحقق لهن والدفاع بشكل اعمى دون الاخذ بنظر الاعتبار حقوقهن ومستقبل الحياة السياسيه ودورهن في ذلك
ان وجود المرأه في المجلس النيابي اليوم كعدمه لان الرجل اليوم يملك حق الفيتو ضدها وان لم يعلن ذلك وهناك شواهد كثيره على ذلك وهي في الحقيقه في الدرجه الدنيا وفق السلم السياسي حيث قادة الكتل الكبيره والقوميين والمتزلفين و و و ومن ثم المرأه والا عليكم تبيان امرأه واحده في رئاسة المجلس النيابي او في رئاسة الجمهوريه ولا اعتقد سيحصل ذلك في نائبي رئاسة الوزراء
وهنا اود التاكيد على اهمية تشديد النضال النسوي للدفاع عن حقوقهن في المساواة وليس المشاركه لان هناك فارق بين المصطلحين وهنا لا
اريد الخول في التفسير لان لكل وجهة نظره لكني اعتقد المساوات يعني حصولها على كامل حقوقها دستوريا دون منة من احد ومطالبتها المستمره في المساهمه في اتخاذ القرار السياسي بما يخدم الشعب والوطن وتثبيت كامل حقوقها دستوريا وان يكون للمرأة نسبة جيده في لجنة اعادة النظر وتعديل الدستور وخاصة من العلمانيات لانهن الاكثر حرصا على مستقبل المرأه العراقيه
لك المجد ايتها الام الطيبه والاخت الحنونه والزوجه الحبيبه والبنت الودوده
والمجد لشهيدات الوطن
5 - 5- 2006