دروب الالهة 18



مارينا سوريال
2019 / 6 / 19

جلسا القرفصاء داخل كهف نخت المظلم اضاءه انعكاس النجوم فى سماء تلك الليلة ،بدا نخت سعيدا فى حبين غضب ديدى من امر الكاهن رنسنت من ضرورة نقله للشمال بعيدا عن مركز القتال حاول ان يسكن قبضته يديه الغاضبه ،التفت نخت اليه نظر له فى سعادة المعبود يعرف درب الالهه والاله يعرف معبوده
معلمىى عن ماذا تتحدث ماذا اصابك؟
همس: اريد العودة الى الشمال ،ارضنا هناك ومهمتك التى اعطتك اياها الالهه،لذا نفذ الامر ولا تتذمر لئلا تجلب علينا غضب السموات

لما فرقنا معلمنا ؟جلس سنوحى وسط رجاله
ماحدث كان مفاجاه ،تشتت رجالنا ليس فى صالحنا بل صالح الاعداء اشعر انها احدى افكار سندى اللعين قاطعه ثار ولكنها اراده السماء فكاهنا ينفذ الاوامر التى تصدر له من السماء هى منحته بركتها واعطته الارض لنخدمه والالهه فلا نملك حق المععاضة اذاععلم سيدنا اننا سنتذمر بشان قرارته ستكون العواقب وخيمة قاطعه سنوحى بغضب كنت معنا وشاهدت ماذا يفعل ذلك الرجل لابد ان نسرع ونكشفه امام سيدنا قبل ان تبدء معركتنا مع الخونه والاعداء لن نضيع الثورة من بين ايدينا للمرة السادسة،لقد فقدت ارضى وعائلتى كلكم ذلك الرجل نحن هنا نحمل ارواحنا على رماح وننطلق منها باسم حورس العظيم ،من منكم يشعر بالخوف فليس لديه الايمان لذا عليه ان يتركنا ويرحل فارواح الاهالى المعذبة فى الاقاليم تنتظر اشاره تحركنا لم نعد نستطيع الانتظار او الخذلان من قبلنا
اومىء رجال سنوحى بالموافقة ،اشار لهم بيده مهمتنا هى سندى علينا مراقبته لنعرف من يقف وراءه وانا ساتولى امر قطه راسة بيدى

رحلوا بالامس فى الظلام ،قبائل الليبو ستؤمن لهم طريق الرحلة ،لم يتبقى له سوى نصف رجاله وساكنوا الكهوف الان اغلبهم هم النساء والاطفال لقد تفتت قوته كما امرتنى وارده الالهه يا سيدى
كيف يترك نصف رجاله يرحلون بتلك السهوله ان كان يجهز لمعركة حقيقة ؟هل عرفت خطة التمرد
كنا نتحدث فى هذا الشان كل ما وصل الينا هو اخبار قدوم حامية عسكرية فارسية جديدة الى ادفو وهو يستعد لملاقاتها

تحرك خلفه وسط زحام السوق ،منذ ان هبط من الجبال الى المدينة يتبعه مثل ظله وتاكدت شكوكه عندما دخل متخفى من البوابة الخشبية ،انتظر فتره قبل ان يخرج فى فه غير لافت للانتباه فى اتجاه السوق،زففر سنوحى فى غضب وهو ينظر باتجاه المعبد يتطلع فى برجيها الشاهقين واعلامها ترفرف هناك اعلام الفرس ،تحرك خلف سندى لم يلحظ العين التى كانت تراقبه من ابراج المعبد

وقف الكاهن الاعظم نخاو فى غرفة مجمع الكهنة ،اليوم الذى انتظره منذ سنوات اقترب قادما مع شروق الشمس ،قدراته على الاقناع لم تخفت لحظه ،عيونه موزعه داخل الاسواق ،فى الشوارع ،وسط البيوت الجبال ،داخل الكهوف ،اذناه تصل لمن لا تراه الاعين،ضرب بقبضته على المنضده ،اليوم اعطتنى الالهه عدوى بين يدى ،اراحتنى من ثقل قلبى الذى ظل لسنوات يسير فى طرقاتى ،استعدوا سنخرج موكب الاله حورس فى احتفالات تطوف المدينة افتحوا الابواب امام الاتقياء ليقدموا القرابين ،اعطتنا الالهه ساعتنا وينبغى اجلالها

وقف الشعب على جانبى الطريق امام بوابات المعبد ،حملت النساء اطفالهن الجوعى ،وانتظر الرجال خروج موكب الاله المقدسة بشغف حين فتحت الابواب يتقدم الموكب الكاهن الاعظم نخاو ومجمع الكهنة يحملون صندوق الاله وفى ايديهم المباخر،ارتفعت اصوات النساء فى انشودتهن "يا ايزيس ها هو حورس قد فداكى ،وهو يضمك بين ذراعيه،وقد جعل تحوت يطرد رفاق ست وياتى بهم اسرى امامك،هو الذى جعل قلب ست يرتعد امامك لانك اعظم منه،جعل حورس الالهه ينضمون اليك يرافقونك لا يبتعدون عنك ،ويضع جب قدمك فوق راس عدوك"
سار الموكب ينتقل فى دوراته الاربع يطوف كل ارجاء المدينة حتى توقف امام مدخل المدينة وارتفع صوت الكهنة بالاناشيد وصلوات الظهيرة المقدسة،ازداد الازدحام حول المركب الذى حاوطة الكهنة من جوانبة الثلاث تاركين الجهة الامامية ،انتظر المؤمنون الجوعى بفارغ الصبر تمر الثوان ساعات ،قبل ان يرتفع الصندوق ويعود الموكب فى اتجاه معبده وقد ازداد عدد الحاملين له والمشاركين فى اقامة شعائر المقدسة ،اقتربوا من البوابات ،وقفن النساء المحتاجات ينتظرن عند البوابة الخشبية السماح بدخولهن الى مائدة القرابين لتقديم القرايبن ثم سيوزع الكاهن الاعظم الطعام المقدس من قبل الالهه عليهم،منذ ايام والطعام اصبح نادرا بعد قطع المتمردون الطرق على الحاميات الفارسية التى تحمل المؤن وتبيعها فى الاسواق :سألن لما قسى قلب كاهنا رنسنت علينا ولم يعد يقابل وجه انسان او يفع الالم عنه مثل السابق
فتحت البوابات على مصرعيها امام القادمين دخلت النساء والاطفال الى قاعة مائدة القربان قدموا الشعائر امام تمثال الالهه ثم عاد الى غرفة قدس الاقداس ليوضع على عرشه داخل مقصورته
حل الغروب وزع الكاهن الاكبر الطعام عليهم ،الشمس ترحل والاتقياء يغادرون اسوار المعبد ،اخفى الكاهن الاكبر العرق السائد على جبهته تحرك الرجال فى خفه من وسط الزحام كاشفين عن وشم جبهتهم ،رافعين سيوفهم فى السماء،فتحت بوابات غرفة قدس الاقداس التى لم يختمها الكاهن الاعظم لاى اختفى وسط الرجال صاعدا الى برج المراقبه ،حاصر رجال الفرس الدهاليز واسوار المعبد من الخارج،رفع رجال رنسنت اسلحتهم وسط فناء المعبد،اسقط رنسنت عن نفسه شاهرا سيفه صرخ فى غضب نخاو ايها الجبان تعال ونازلنى ان كنت عبد الالهه ..ايها الشيطان مدنس المعبد
وقفت فرقة الرماح على اسوار المعبد واعلى البرجين ،اشار لهم قائد الفرس فاطلقوا السهام ترنح بعض الرجال من المفاجاه ،خخرج الجند من الدهاليز يقاتلون بسيوفهم رجال رنسنت الذى وققف يصرخ فى قلب فناء المعبد :ملعون انت ايها الخائن ،تنتقم من اجلى الاله ست ،تنتقم من اجلى الاله سخمت يوقفك سلاحى ايها الملعون
خرج قائد الفرس اخمنيس واشهر سيفه بعد ان عرفه من وسط جنده كانت ضربات رنسنت قوية ومتلاحقة نجحت فى جرح اخمنيس الذى سقط على ركبتيه امامه فى حين رفع رنسنت سيفه ليغمده فى راس الفارسى الذى عالجه بخنجره اخرجه من حزامه بخفه وقطع قدمه اليسرى ،شلت المفاجاه رنسنت لثوان انهار عندها جسده على الارض لم يمهله الفارسى ففصل راسه عن جسدهه فى غضب رافعا راسه على حافة سيفه وسط الفناء :هذا جزاء من يتجرء على فرساننا الابطال وعاقبه كل الخونه مثله.
وضعت بتراشيد يدها على وجهها وهى تصرخ رنسنت من غرفتها فى اعلى البرج فى حين تنفس نخاو فى ارتياح وهو يرى جنود الفرس يجهزون على رجال تمرد داخل فناء المعبد وامامتمثال الاله حورس حتى عم الظلام المكان وقد قتل المتمردون وصرخ رجال الفرس شاهريين اسلاحتهم الى السماء فى ظفر ويصرخون تهليلا للالهه
كان سنوحى ينظر الى انوار المدينة التى تختفى من بعيد وهو يبتعد برجاله داخل مركب نيلى فى اتجاه الشمال اسفا علىسيده رنسنت كان يعض على شفتيه :سامحنى يا معلمى ولكنك اضعت التمرد ولم يبقى لنا املا سوى الشمال

فتحت ابواب المعبد عند شروق الشمس ،حيث المتمردون قام جند الفرس بربطهم بذيول الخيل وطافوا بهم المدينة فى الحقول ،داخل الاسواق منادين هذا جزاء المتمرد نحن لانهزم فالالهه معنا ترعانا وتشق دروبنا وتطعمنا من دماء اعدائنا ،لا مكان لمتمرد ،هرب الناس من الاسواق اختبئوا داخل منازلهم حتى مر موكب النصر من عبر الارجاء حتى وصل الى الجبال والقى ببقاية الجثث من عليها ،واشعل النيران بداخلها كما فعل جد ملكهم السابق قمبيز قربانا للالهه فى حالة الحرب
اعدت موائد الطعام فى ارجاء فناء المعبد تزين الكهنة لاحتفالات النصر،دخل الكاهن الاكبر وبرفقته الوالى اخمنيس الى قدس الاقداس فتحوا الختم وقام الفارسى بتزين تمثال المعبود ورفع القربان امامه اعترافا بفضله فى النصر على المتمرد داخل ارجاء بيته المقدس ،صب له النبيذ الطازج والارز واللحم ثم قدم الشعائر المقدسة امام تمثال الالهه ،خرجت المرتلات تتلو الاناشيد والراقصات تتمايلن اماهم محظية الاله حورس ،تسقط دموعها وهى تدور تغمض عينها على نغمات القيثارة لتمنع رجفه جسدها من الظهور،لتنسى وجه المحظية ،وجه القاروره،التعاويذه النشوه والنصر،لقد دخلت وسرت فى دم اخيها حتى فسد جسده وعقله ومرض قلبه بها،اعمته التعويذة عن الرؤية ،عاد عقلها تلك اراده الالهه فى معاقبته لقد اسلم قلبه لاهواءه منذ زمن وفسده ..دماءه هى طهارته،ياتى وجه امها باكيا ثم يرحل،والدها يصرخ فى الجند وهم يجرونه على الارض امامها قبل ان يختفى الى الابد
يجلس اخمنيس جوار تمثال الالهه وتقدم مائدة الطعام للكهنة يتقدمها الكاهن الاعظم،واصوات الرقص والتراتيل المستمرة من خلفهم ،عين اخمنيس تراقب جسد بتراشيد وهى تتمايل امام تمثال الاله وعيناها التى تغمضها ثم تفتحها لتنظر الى عينيه فجاه ثم تكمل استدارتها ويتحلق من حولها بقيه المحظيات
ثم قام نخاو بتقديم المحظية التى اغوت قلب رنسنت واسلمته الى ايديهم كمحظيه له،تكريما من الالهه على اسكات صوت عدوها الذى دنسها بالدماءء فوق الجبال امتدت مائدة الطعام لتشمل فقراء المدينة لثلاث ايام ،عمت الاحتفالات الاقليم وأمر قائد الفرس بتخفيض الضرائب على الفلاحين وللتجار وفتح السوق،تحلق الناس من حولها فى الاسواق يسكتون بها صوت بطونهم التى مرضت من كثره الصراخ بلا فائده ،اعطوا ظهورهم للجبل تحاشوا ذكر اسمه نادوه بالملعون ،ظل العديد منهم يسمع صوت الصراخ القادم من الجبال لعده اشهر قالوا ان من لايجب ذكر اسمه يحترق فى نار الجحيم،والالهه ترسل لنا اصوات الامه لتكون عظة وحكمة،نطلب عنها مغفره الاله اوزير قبل ان يسقط قلوبنا فى ميزانه العال ويطردنا من امام وجه.