محاكمة



خديجة حسين نصر
2006 / 5 / 8

المكان:المقاطعة، مقر الرئاسة الفلسطينية-رام الله

الزمان:السابع من آذار/2006

المتهم:المؤسسات النسوية الفلسطينية

التهمة: تهميش الذات

* وقائع القضية:
- قامت المؤسسات النسوية بالخروج بمسيرة حاشدة في السابع من آذار، وضمت هذه المسيرة كلا من المؤسسات النسوية، والعديد من الشخصيات الوطنية المؤيدة لقضايا المرأة.
- توجهت هذه المسيرة إلى مقر الرئاسة الفلسطينية لقراءة الفاتحة على روح الرئيس الراحل ياسر عرفات عرفانا وتقديرا، ثم توجهت إلى قاعة المؤتمرات لسماع الكلمة الخطابية لرئيس السلطة الوطنية السيد أبو مازن وذلك بمناسبة الثامن من آذار.

- حاولت المؤسسات النسوية جاهدة أن تنظم الفعاليات أعلاه في يوم الثامن من آذار ولكن ولأسباب ترتبط بأجندة السيد الرئيس السياسية، تم الاحتفال بالثامن من آذار في السابع منه.

* ألاسباب:بعد الإطلاع على التحضيرات والاستعدادات التي قامت بها المؤسسات النسوية تبين أن هذه الأسباب هي:

-الشعور بالعرفان والتقدير لمؤسسة الرئاسة على ما قدمته للحركة النسوية من دعم ورفد لقضاياها منذ تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية.

-الشعور بالخطر القادم الذي قد يهدد منجزات الحركة النسوية.

-ارتباط معظم المؤسسات النسوية بأجندة منظمة التحرير الفلسطينية- التي عززت دور المراة فيها وأفردت لها مؤسسات ولجان- مما اثر في كثير من الأحيان على ضعف الأجندة النسوية، مقابل الأجندات الحزبية والوطنية العامة.

وحيث أن الفعاليات الشعبية لهذه المؤسسات اقتصرت على ما ورد أعلاه، دون القيام بأية فعاليات أخرى مشتركة في يوم الثامن من آذار، فان يوم الثامن من آذار غدا يوما حزينا وحيدا، لم يعترف به منجبوه، وقدم هذه الشكوى.

بناء على حيثيات القضية أعلاه، فان هيئة القضاة تقر التالي:
- الحكم على المتهم الوارد أعلاه بالتالي:
أولا:إعادة قراءة الذات، دون لوم أو محاسبة
ثانيا:التركيز على أجندة القضية النسوية
ثالثا:دراسة المرحلة الحالية باعتبارها مرحلة حرجة تستدعي العمل على تعزيز البرامج وتكامل الأدوار بين المؤسسات النسوية.
رابعا: تقديم الأجندة النسوية على غيرها من الأجندات
خامسا:الخروج من بوتقة الأحزاب واعتباراتها من خلال تشجيع الجيل الثاني للحركة النسوية، ورفده بالدعم والمؤازرة، ليتمكن لاحقا من إكمال المسيرة.

تاريخ التنفيذ:حالا، بناء على مقتضيات المرحلة.

*على هامش القضية

بالنظر إلى الواقع الراهن للأحزاب التقدمية الفلسطينية وحركة فتح الذي يشير إلى الحالة التي تعانيها هذه الأحزاب من تمزق وتشرذم فان ما حصل هو مؤشر على واقع الحركة النسوية، نتيجة العلاقة الجدلية القائمة بين الطرفين.

ولكن هل كان السابع من آذار لهذا العام خصوصية فلسطينية تقتضيها المرحلة؟؟؟ وهل كان السابع من آذار لهذا العام مصلحة أعلى من مصلحة الحركة النسوية؟؟؟ وهل كانت المصلحة الأعلى للحركة النسوية تستدعي تكريس الولاء السياسي، ومباركته؟؟

لو كانت الحركة النسوية الفلسطينية حركة قوية، مؤثرة، قادرة على أن تفرض أجندتها على الإرادة السياسية، للجأ السيد الرئيس إلى تغيير أجندته تبعا لإرادة الحركة النسوية الجماهيرية؟؟؟

لم تستطع الحركة النسوية تغيير أجندة رئيس الدولة........فغيرت يومها!!!!!!!

فهنيئا بالمنجز الحضاري الذي تحقق في السابع من آذار
باعتبار الثامن من آذار- يوم المرأة الفلسطينية- يوم عطلة رسمية

مجرد همسة"هل كانت تتوقع المؤسسات النسوية هذا الإنجاز الضخم الذي حققته.......؟؟؟ "