طامتنا الكبرى



حسين جاسم الشمري
2019 / 8 / 5

يقول الدكتور هاتف الركابي في قفشة له
(أضعنا الله لكثرة ضجيج الكهنه..فالقداسة كذبة كبيرة، إخترعها بعض رجال الدين والسياسة، واعتنقها الأغبياء..الإنسان هو المقدس وهو الحقيقة وهو الدين ولكنهم دمروا الإنسان وقدموه قربانا للقداسة)
انتهت مقولة الدكتور الركابي ...
عندما نتحدث بالغضب الإلهي وكيف نعيش على بحار من الذهب الاسود وحالنا كما نراه الذي لا نحسد عليه من حكم الطغاة لاربعين عاما ومخلفاته التي اورثتنا المقابر الجماعية والقصص الحزينة والمؤثرة التي لاتستوعبها ملايين المؤلفات, ومن ثم سلطة الاحزاب الحاكمة وفسادها وسطوتها التي حرقت الاخضر باليابس ومحاولاتها ايهام الناس بان جهادها من ازاح صدام وزبانيته وكانهم يتعاملون مع شعب يعيش في كوكب اخر، رغم اننا نعلم انهم كانوا يعملون بجد ضد النظام المستبد لكن طريقة قبره كانت عبر الدبابة الاميركية لذلك اجد ان غضب الرب الذي طالنا بسبب اعمالنا ..
فمن سمع منكم في خمسينيات او ستينات او سبعينات او حتى الثمانينيات من القرن الماض بان ولد طرد امه او اباه ورماه في الشارع، وان حدثت في ذلك الزمن فالمراهنة باحتمالية حدوثها نسبة لا تتجاوز الواحد بالملايين
مساء اليوم ذهبت لاحد الاسواق التي ارتاد عليها ووجدت ذات المرأة صاحبة الايتام التي كتبت عنها قبل سنوات والتي تكفل حينها السيد محمد الحلبوسي ببناء سقف دارها التجاوز (غرفة ومطبخ ) استوقفتني وانا اتحدث في اتصال هاتفي طلبت منها لحظات لاكمل محادثتي وبعدها صدمتني تلك العجوز بقصة لا تصدق ؟
قالت بالحرف ( يمة حسين كنت ادور عليك وما اعرف وين اشوفك، فقد رمى احد العاقين امه العجوز المقعدة في الشارع، واخذتها الى الغرفة التي تجمع الايتام السبعة وحاولت الاتصال بولدها الذي رماها وعندما توصلت الى رقمه واتصلت به وقلت له وليدي هاي امك ربتك وتعبت وسهرت ووصلت ليش تشمرها بالشارع، يرد عليها " اني شمرتها وما اريدها ولتخابرين بعد افتهمتي" تقول ام سعد تلك الأمراة التي تحملت اثقال كثيرة بسبب الظروف العاتية، عاهدت الله ونفسي بان اتحملها وتقسم انها والايتام يحملونها للحمام ولاتملك المال الذي تاخذها به للطبيب)
ام سعد تقول امنية تلك العجوز كرسي متحرك حتى وان كان مستعمل فهي ترنو الى شم الهواء...
انتهت قصتي ..
ولكن قصصنا لم ولن تنتهي، فكيف لنا ان ندعو الله ونبتهل اليه بان يرحمنا والابن العاق الذي ازداد رقمه اليوم يعيش بيننا ؟
السؤال : هل المؤسسة الدينية مقتنعة بانجازاتها ؟
حسين الشمري / كاتب واعلامي
ملحوظة
( لا نتقبل التبرعات مطلقا لان الفقراء هم عون للفقراء)