متى يدرك التيار المدني الديمقراطي بان اللعبة شارفت على النهاية



جاسم محمد الحافظ
2019 / 8 / 14

متى يدرك التيار المدني الديمقراطي بأن اللعبة شارفت على النهاية!!
جاسم محمد الحافظ
لقد أُنهكت المدن العربية وسالت دماء سكانها ناراً ودم, وسبيت النساء وغصت حناجر الاطفال بآلآم الجوع والخوف بكاءً , وتدحرجت رؤوس الابرياء اللآئذين بمحاربِ العبادة وبالأزقة وكل الاحياء المنكوبة بعروبتها, وابتلعت بحار الله شرفنا نساءاً وأطفالاً, وما تبقى لنا من ارثِ جميل نعتز به إلا البائس الرثِ الخارج لنا من مقابر التأريخ العفنة, نستر به عوراتنا عبيداً خانعين, كعورة ابن العاص وضحايا سيوف عسس الحجاج وعفلق والعالقين باذيالهم من الخِرافِ المستلبين سنين طوال عجاف.
أشارفت اللعبة على نهايتها, بعد ان غُمدت سيوف العولمة حتى أنصالها, في الجثث الهامدة فوق العروش العربية ومرت خوازيق تؤنسهم وتنعش الضمائر البدوية المعلقة بين الكوفة واسطنبول هزيلة منكفئة خاوية.
يبدوا انها شارفت على تلك النهاية, ليلتقطوا الاسياد انفاسهم, ولنلملم نحن اشلاءنا على عجل, ولنستعد لتصحر الارواح مع ابن تيمة اخر, من مدارس الصحاري العربية " نهابين وهابين" كأجدادهم يوم الداحس والغبراء وما حولهما من سبيي للنساء وقطع للرؤوس , أو نترك لهذا الجيل البائس الموت أشباحاً يدور في شوارعهم, ونبشر القادمين من اصلابنا بالمنافي البعيدة او بمواطئ أقدام لهم على ضفاف القهر, أو نصحوا موحدين شجعان بضمائر القديسين او اكثر قليلاً لنبني لهم وطناً يخرج كالعنقاء من بين الخراب والنيران والرماد وطناً آت لا محال فيه ارض وماء وفضاءات للحرية والكرامة وذكريات ابطال انهكم الغدر دفاعاً عنه فماتوا واقفين ينثرون الحب والصداقة في الشوارع والساحات والحارات الموجوعة بالخديعة. اعتقد ان اللعبة شارفت على النهاية , وعلى التيار المدني الديمقراطي من كل قواه الحية يساريين قوميين تقدميين مستقلين ان لايفوتوا الفرصة التاريخية في هذه اللحضة من تاريخ نضال شعبنا بتشكيل اوسع جبهة لهم تقدم في برامجها مصالح الوطن على المصالح الانانية الحزبية والفردية الضيقة, ليتسنى لها حشد طاقات ملايين من الفقراء والكادحين في المدينة والريف على حد سواء. لان الميزان رجحت كفته لصالح شعوب المنطقة بعد ان صمدت ووقفت بوجه عواصف الدمار.