كتاب الغرور هو العدو – ريان هوليداي



مارينا سوريال
2019 / 8 / 24

بالطبع، الغرور ناسب البعض، حيث كان الكثير من الرجال والنساء الأشهر عبر التاريخ نرجسيين على نحو معروف، لكنه أيضا تسبب في الكثير من الإخفاقات، في الحقيقة لقد تسبب في فشل العديد من الشخصيات. لكن نحن هنا أمام ثقافة تدفعنا للمخاطرة. يجب أن نغامر، متجاهلين المخاطر.
رجل مريض لا يعلم سبب مرضه وخصوصا الناجحين الذين لا يمكنهم رؤية ما يمنعهم الغرور من تحقيقه؛ لأن كل ما يستطيعون رؤيته هوما فعلوه.ومع كل طموح وهدف لدينا - كبيرا كان أ صغيرا - يحاول الغرور إحباطنا خلال رحلتنا التي بذلنا كل شيء للانطلاق فيها.
الغرور هو التواضع، تواضع وثقة غاية في القوة. وبما أن الغرور يعتبر مصطنعاً، يمكن لهذا النوع من الثقة أن يتغلب عليه، فيتلاشى الغرور

من قلب الطبيعة البشرية المعوجة لا يمكن أن يستقيم أي شيء. "بالطبع قد لا نتحلى بالاستقامة التامة أبداً، لكن يمكننا أن نسعى لنصبح أكثر استقامة مما نحن عليه الآن.
معظمنا نعتبر غير “نرجسيين”، لكن الغرور موجود في أصل كل مشكلة وعقبة يمكن تصورها، بدءًا من سبب عدم تمكننا من الفوز ووصولًا إلى سبب احتياجنا إلى الفوز طوال الوقت وعلى حساب الآخرين. وبدءًا من لماذا لا نمتلك ما نريده ووصولًا إلى لماذا بعد أن امتلكنا ما نريده يبدو أنه لا يجعلنا نشعر بأي تحسن.
لكننا لا نرى الأمر عادة بهذه الطريقة، بل نعتقد أن المسئولية فيما نعانيه من مشكلات تقع على عاتق شيء آخر (في أكثر الأحيان، تقع على عاتق أشخاص آخرين). إننا، كما قال الشاعر “لوكريتيوس” قبل بضعة آلاف من السنين، نعتبر تجسيدًا للمثل القائل: “رجل مريض لا يعلم سبب مرضه”. وخصوصًا الناجحين الذين لا يمكنهم رؤية ما يمنعهم الغرور من تحقيقه؛ لأن كل ما يستطيعون رؤيته هو ما فعلوه.
ومع كل طموح وهدف لدينا – كبيرًا كان أو صغيرًا – يحاول الغرور إحباطنا خلال رحلتنا التي بذلنا كل شيء للانطلاق فيها.
شَبَّه المدير التنفيذي الرائد “هارولد جينين” الأنانية بإدمان الكحوليات: “الأناني لا يفقد اتزانه ولا يبعثر الأشياء من فوق مكتبه. ولا يتلعثم ولا يهذي بكلام غير مفهوم. وإنما يزداد تكبره، وبعض الأشخاص، لجهلهم بالسبب وراء هذا السلوك، يخطئون في فهم تكبرهم ويظنون أنه شعور بالقوة والثقة بالنفس”. ويمكنك القول إن المغرورين يبدأون في فهم أنفسهأيًّا كانت الظروف التي تعيشها وأيًّا كان ما تفعله، فإن ألد عدو لك يعيش بداخلك بالفعل: غرورك.
قد تفكر في قرارة نفسك قائلًا: “ليس أنا، لم يصفني أحد من قبل بأنني نرجسي”. ربما كنت تعتبر نفسك دائمًا شخصًا متزنًا جدًًّا. لكن بالنسبة للأفراد الذين لديهم طموحات، ومواهب، ودوافع، وقدرات كامنة يريدون استغلالها، يكون الغرور متوقعًا. على وجه الدقة، إن ما يجعلنا واعدين جدًّا كمفكرين، ومنجزين، ومبدعين ورواد أعمال، وما يدفعنا للوصول لأعلى المستويات في تلك المجالات، يجعلنا فريسة سهلة لهذا الجانب الأكثر ظلمة من النفس البشرية.
وبالتالي هذا ليس كتابًًا عن الغرور بالمعنى الفرويدي؛ فلقد كان “فرويد” يميل إلى تفسير الغرور عن طريق التشبيه – الخيال الذي يمتطي الحصان، دوافعنا غير الواعية هي الحصان بينما الغرور هو الخيال الذي يحاول أن يوجه الحصان. ويستخدم علماء النفس المعاصرون، على الجانب الآخر، كلمة “الأناني” للإشارة إلى أشخاص يركزون على أنفسهم على نحو خطير ويتجاهلون الآخرين. كل هذه التوصيفات حقيقية تمامًا، لكنها ليست ذات قيمة خارج الإطار الإكلينيكي.
م على نحو خطأ أيضًا، غير مدركين للعدوى التي التقطوها أو لكونهم يدمرون أنفسهم باتصافهم بهذا الغرور.