خمس سنوات في مدرسة الحياه



مارينا سوريال
2019 / 8 / 25

من لم يدر بخلده فرصة ان يجوب العالم فى حل وترحال من كل شىء..دون النظر الى الخلف ليرى ويسمع الحقيقة كما تصل اليها روحه وعقله دون اعتبارات لحدود موضعه او حواجز دينيه وعرقيه وجنسيه تتيح الفرصة للحكومات ان تحرك شعوبها وفقا لمصالحها السياسية فتكرس افكارا قد يفنى بها عمر لاجيال دون ان تعرف الحقيقة والحقيقة اننا جميعا بشر لابد ان نجد وسيلة التواصل الانسانى وسيلة ننقذ به انفسنا من مستقبل ندمر فيه الاخضر واليابس هذا ما توصل اليه فتى فرنسيا بدأ كفتى حالم وضع خريطة العالم بغرفته الصغيرة داخل الالزاس بستراسبورج ..وبعد ان احيط بمخاوف الجميع من خروجه عن الدائرة المستقيمة وهى الحياة العملية الحقيقة والخوف من ضياع سنوات من عمره دون الالتحاق بها يجعل من الصعب عودته اليها وهو ما لم يوقف لودوفيك عن مغامرته التى انطلقت فى عام 2003 وانتهت بعد مرور خمس سنوات اكثر من الخطط له السابق بعامين جاب خلالها العالم ..القارات السبع سبعة وخمسون دولة ..قطعها ليرى ويسمع ويفهم ..فرصة غير متاحة لكثير من شباب عالمنا العربى الموغل فى الذاتية بين الخوف من المستقبل والصراع لايجاد راتب عادل وتحقيق منجز كافى لمنع نظرات خيبات الامل لكل من حوله لانجاز شىء غير محدد او معلوم سلفا!!اما هوبلر فقد عاد حامدا شاكرالمكان ميلاده لما حصل عليه من حريه وتعليم وصحة يفتقد لها طفلا حظه عاثر ولد فقيرا فىى دولة فقيرة..فى النهاية لايوجد مكان يخلو من الفقر ولكن هناك اختلاف بين دولة فقيرة واخرى تتسم اوضاعها انها من دول العالم المتقدم..
من خلال تلك التجربة التى قام بتسجيلها فى كتابة اوتوستوب حول العالم بعد ان اختارها رياضة واقسم الايدفع طيله رحلته الخمس سنوات مال فى انتقالاته مستخدما الطرق واشاره الابهام لايقاف سيارات قد تساعده وتقبل ان تحمله معها الى المكان الذى يرغب فى الذهاب اليه..وبعد لحظات شعر بها بالخوف الوياس وربما باقتراب الموت ولكنه ينجو فيشعر كم هو محظوظ وبان الخير فى النهاية يغلب على البشر العاديون بعيدا عن السياسة وبأن يمكن التوعية والعمل على الحد من اخطار تدمير الانسان للبيئة..هناك الكثير من التفاصيل التى تجعل من شخص لايؤمن برحلته ان ييأس ويضيع لكن هذا لم يتحقق بفضل فكرة فعندما قرر الرحيل قرر مشاركة اطفال صغار مرضى سرطان كنوع من مساعدتهم ..اراد اختبار رحلته معهم..كان انعكاس الامر مذهلا من الناحيتين دعم هؤلاء المقاتلين الصغار الذين على وشك الموت لكنهم يشاركون رحلته فى اكتشاف الحياه..وخجله من ان يتوقف ويتراجع امام اى امر وهو يرى صغار يقاتلون داخل عنابر مغلقة يتلقون فيها العلاج لاشهر دون القدرة على الخروج من الفراش مع سقوط البعض منهم ورحيله .تصبح للرحلة معنى ومثابره اكبر..لابد ان نصل لقناعات حقيقة لكل شىء وان نتعلم علينا فعل شىء ما غير الانكفاء على انفسنا..فى النهاية نحن البشر جميعا متشابهون لايحدنا سوى الخوف..