حلم كساره البندق ٢



مارينا سوريال
2019 / 9 / 6

نادية
اصبح الطبيب يتردد على البيت ليرى الزوج الجالس منهك على فراشه..تنفسه يخرج من بئر لم تعجب حماتها بالطبيب الانجليزى ارسلت لتجمع الوصفات تخلطها بعنايه ..يطاوعها لكنه يستمع لكلمات الطبيب ..الزوج حائر ..تشعر بالخوف ..تراقب الصغير يتطلع اليها احيانا تعلم ماذا يريد واخرى لاتدرى لما يتطلع اليها ..اصبح موعد الطبيب مقدسا تحفظه تعرف حركاته تسمع وقع قدمه على الدرج تراقبه من بعيد من خلف الستائر ..مع الوقت استطاعت تكوين فكره عن ملامح وجه ..اعجبها صوته وهو يتحدث ..فيما مضى كانت كل الاصوات متداخله فى بيتهم العتيق لم تكن اصوات الباعة تنقطع من الشارع اما هى فلا صوت يصدر الا القليل ..البيت واسع له طابقين لم تصدق عندما قالت لها امها ان ذلك البيت هو بيتها الجديد..ظلت تردد جوارها الادعيه حتى رأت حماتها للمره الاولى لم ترى امراه عجوز هكذا من قبل حتى ان جدتها بدت اصغر منها ..سمعتها تسأل كم عمرها ..كان صوت صدى الام يتردد بعيدا فى الثالثة عشر...تتجول بعيناها تقترب بيدها تسمع الام تعدد محاسنها وتجيبها الحماه..تسمع الام تتحدث عن الخاطبه العجوز التى كسرت ساقها اثناء احدى التظاهرات التى خرجت الى الشوارع وعلقت بينها العجوز..
لم تعد تحب امها مثل السابق اعتادت ان تكون مع حماتها فى ذلك البيت الواسع لاتساعدها سوى نعيمه هى ايضا مثلها من بلاد بعيده جلبوها للعمل لم ترى فتاه بلونها الاسمر من قبل عندما رأتها للمره الاولى ضحكت ثم اقتربت منها بخوف ..خجلت نعيمه من سيدتها الجديده كما اخبروها فى ذلك الصباح تلك الزائره الصغيرة ستصبح زوجة جديدة لسيد هذا البيت ..استراحت نعيمة ستكون هناك فتاة اخرى تخدم السيد سواها..
امل
اوردر اليوم لم ينتهى سوى فى الرابعة صباحا اعتادت حينها ان تعود معها الى بيتها هناك حجرة سمحت لها بالبقاء فيها لن تمضى سوى خمس ساعات سيضطررن فيها للعودة الى ذلك الطريق الصحراوى من جديد ليوم عمل جديد..تعاندها ليست كالمرات السابقة عندما اخبرتها عن الوان نادية وقفت امامها غاضبة تطالبها بالوان اخرى مبهجة ..عندما تغضب تردد ان س.ص نجمة ذلك الفيلم انا من اخلق نادية هنا انت فقط لاحضار الملابس ليس لك الحق فى المزيد ..اتحمل نرجسيتها على مضض..بعيدا عنها لن استطيع رؤيتهن سيغضبن منى وقد اقسمت لهن ان اخرجهن كما يليق بهن وليس كما تريد س.ص منهن..لم تعد تهتم لضوضاء شارعها التى لاتنتهى ولا اصوات الشجار المنبعثه من الاعلى..ولا نظرات صاحب اطار السيارات العابثه ولا كلماته ..اصبح من حولها سواء انها تستيقظ لتبعث الالوان لتردد الكلمات لتخبر س.ص كيف سارت الامور معهن فى عوالمهن الاخرى بحذافيرها ..يرن هاتفها تستمع اليهم هناك اخر جديد لابد ان تراه..عليك اخفاء عملك من سيقبل ان تمكثى خارج البيت طيلة تلك الساعات..تتحدث جوارها الاخت الكبرى هناك صوت الصغير يركض حيث يبعثر كل الاشياء..فى المره الماضية كاد ان يحطم عملها على حاسوبها صرخت وصرخت اخبروها انها جنت ما اسم عملها هذا الالوان ام الركض خلف س.ص لترتدى ملابسها ..هل لهذا درست كل تلك السنوات لتركضى خلف احدى اولئك التى تظهر فى الشاشات تضع المساحيق وتفعل كل ما تريد لا احد يعرف اين تنتقل طيله النهار..لو ان اباك لايزال حيا ما قبل ذلك العمل..الشجار عاده ما ينتهى عند ذكر كم ينفق الراتب الخاص بذلك العمل ومن يساعد ..تزم الاخت الكبرى شفتيها تتعهد بعدم العودة الى ذلك البيت من جديد ..من خلفها تصرخ الام ان ذلك البيت بيتها ايضا ولابد ان تعود وقتما تريد ..يتركاها صامته منهكه ..عاده ما تداهمها الوجوه فى تلك الليلة على شكل كابوس مخيف وجوههن تقترب منها لتمزقها ..كلما حاولت الركض او الصراخ تتيبس اطرافها تستيقظ غير قادرة على التنفس