حلم كساره البندق 5



مارينا سوريال
2019 / 9 / 12

الكل يعلم ان زيارة ح.ك ذلك اليوم لن تمضى وكانها لم تحدث ..اصبحت س.ص على غير ما يرام ذلك اليوم نسيت حوارها بالكامل رددت تلك المعلونة وضعت لى سحرا ما ابحثن ابحثن جيدا اين وضعت ذلك العمل لابد ان نجده سريعا لااساطيعتذكر اى شىء من حوارى حتى لااعرف كيف اؤديها ..كانت تنظر لى برجاء وكأننى من اعرف كيفية فك السحر والتعاويذ او ربما حتى اطلب من نادية الغفران كى تعود بذاتها تنفس روحها بداخلها من جديد ..كانت تصرخ بى لقد فقدتها لقد فقدتها ضاعت منى ..تلك المعلونة فعلت شىء صدقينى جديه سريعا قبل ان انتهى كليا ..حاولت تهدئتها اخبرتها ان نادية قامت باختيارها ستكون كل الامور على ما يرام عليها ان تهدا وتنتظر قليلا فحسب وستتذكر كل شىء من جديد..هذا ما حدث فعلا ولكن بعد ثلاث ليالى اختفت فيها س.ص عن الجميع واجبرتنى على الهروب معها ..كلما حاولت سرد مالذى حدث معنا حتى لاافهم كيف ذهبت معها ورأيت ما رأيت..انا امل اعمل هنا ليس لاننى اريد ولا لاننى احب بل لان هذا هو قدرى انها رسالة تم اخبارى بها وعليه تأديتها على اكمل وجه..لااستطيع الهروب من قدرى لااستطيع العودة كأمل القديمة من جديد حيث اكون حيث لا ينبغى لى ان افعل..ولكن هانذا اخطات من جديد عندما وجدتها تطرق باب بيتنا القديم فى الثانية بعد منتصف الليل..طرقا هادئا ثم قويا بعض الشىء..خطت الى البيت وكانها فى منتصف زيارة لاصدقاء تعرفهم من قبل لم يحب والدى هذا العالم الذى اعمل به لم يتفهما اى شىء بخصوصه كانا من عالميين مختلفين كلا منهما يراقب الاخر بحذر..قالت امل اريدها اريد رؤيتها الان ..لم تنتظر قدوم امى لايقاظى ..جفلت عندما سمعت صوتها وفتحت عينى قائلة نومك ثقيل جدا واكملت بهمس ام انك كنت معهن الان ..حسنا حسنا توقفى لاتخبرينى الان سنرحل وتخبرينى كل شىء خاصا نادية لابد ان اعلم بعض الامور..
كلما حاولت ان افكر فى الامر لاافهم كيف تبعتها حاملة حقيبة صغيرة بها بعض الملابس ..راقبت عيناى ابوى يراقبان وانا اتبعها وكان كائن من عالم غريب قدم واختطف ابنتهم لم يتجاوبا معها كما لم يتحدثا كثيرا..هناك العديد من الاقساط والفواتير لابد من سدادها وهناك معاش مخصص للعلاج من امراض العمل المزمن سكر الضغط القلب..لقد اخذوهما فتيين وعندما تخلوا عنهما كانا كالعظام البالية ..كل هذا كنت اعرفه لكن ما لم افهمه لما ينظران لى وكأننى متواطئه عليهما وكأننى من تسبب لهما بكل تلك التعاسه..كانت س.ص بمفردها فى السيارة تقود مسرعة فى فجر ذلك اليوم مستمتعة بالشوارع خالية الا من القليل من الناس تراقبهم عابثين ناهضين الى اعمالهم مبكرا تبتسم لى تزفر فى ارتياح ..تردد ذلك السائق الملعون عم سعيد اتعلمين ماذا اكتشفت ؟راقبتنى مترقبه منى جوابا تعلمت ان لكل كلمة ميزان خاص بعقلها لااحد يعلم كيف يدور ودواءه الوحيد هو الصمت دوما..اكملت انه جاسوس نعم لايكفى كل هذا الراتب الذى يحصل عليه منى بل اغدق عليه اكثر مما يستحق لكنه خائن ..هو من يرسل اخبارى الى اولئك الصحافيين ويتقاضى منهم المال ..اراهنك انه من اخبر ح.ك عن عملى ..لقد جعلت من هذا العمل سرا حتى ميعاد التصوير والقصة كل شىء لكنها فى ذلك اليوم علمت لهذا قدمت لاخبارى انها علمت بكل شىء الجدران اعين لها ..المعلونة..
اكرهها عندما تبدأ فى الثرثره لايمكنها ان تكف عن الحديث يمكنها فعل اى شىء وقولكل شىء فى ثلاث ساعات متصلة ..غمزت لم اتوقع ان ذلك البيت هو بيتك ..ضيق بعض الشىء ولكن اتعلمين لقد لاحظت انه يشبه بيت نادية كثيرا ..ربما لهذا اختارتك انت لتتحدث اليك ولم تختارنى انا مثلا وليس من المفترض هذا فانا من ستكون هى امام الشاشات انا من سينادى الناس باسمها فى الطرقات عندما ينتهى عرض الفيلم ..
اراقب الطريق نتجه الى الساحل ..احاول ان اوقفها عن الحديث لما سنذهب الى الساحل؟لا تعطينى فرصة للسؤال تكمل..نادية امراة ملعونة اتعرفين وانا ايضا مثلهاكلانا امتلك زوج سىء خائن ..كان لزوجى زوجة اخرى قبل ان اوافق على الارتباط به خدعنى مطولا وصدقت صدقت انه انسان تعس مع زوجته بعد كل هذا العمر هو يريد الراحة مثلى..صدقت اننى ساتمكن من الحصول على بعض الهدوء..لكن الهدوء لم يدم معنا سوى ثلاثة اسابيع قبل ان اراه على حقيقته..مثل السابقين لايتوقف عن الطلب ولا يكتفى ابدا باى شىء..
نبتعد اكثر احاول ان اوقفها اردد ميعاد التصوير لايمكننا اللحاق اذا غادرنا الان لكنها لم تكترث..
اى تصوير لقد اوقفته لن اذهب قبل ان يتعلموا الدرس جيدا..على ازواج العيون الخاص بتلك الحسود ان تزول من موقعالتصوير قبل ان اطأه بقدمى من جديد ..اقسم لك ان هذا الفيلم لن يكون مثل السابقين ويمكننى ان اقسم لنادية ايضا بهذا..
اجدنى نفسى اتوقف امام فيلا صغيرة تدلف اليها بهدوء تراقبنى وانا ادور فى المكان بعينى ..اعجب بكل التفاصيل بهدوء تقول اتركى تلك الحقيبة لن تحتاجى اليها ..لاافهم ما تعنيه انها ملابسى اسألها متى سنعود لينا ان نتحضر قبل الثامنة مساءا حيث ميعاد التصوير المحدد لها ..لم تتوقف لتستمع لى صعدت الى الاعلى تاركه ايانى غارقة فى لوحاتها الموضوعة بعناية فى زوايا الجدران لم اكن اعرف انها تهتم بالتصوير الكلاسيكى الذى احبه..تغيب ربما لساعة او اكثر قبل ان اجدها من خلفى واقفه مستعده للذهاب الى البحر..هيا اتبعينى ..تبعتها لم الحظ ان الفيلا تطل علىا لشاطىء اراقبها وهى تقترب من البحر تتقدم اليه بهدوء قبل ان تختفى بداخله وريدا رويدا..اشعر بالتعب بالدوار لقد استيقظ بعد ساعات طويلة من السهر لم انم فيها سوى نصف ساعة عابثه فيها مع نادية ونعمة كلتاهما تريد الحديث ..كلتاهما لديها حكاية عن الاخرى تريد قصها اخبرتهن اننى سأنصت لواحدة واحدة وساخبر الجميع عن هذا ..حاولت نعمة ان تناولى من قهوتها شممت رائحتها الطيبه قبل ان استيقظ على اعين اعين س.ص المحملقه ..لقد ضعت من الزمن لثوان لم استوعب فيها اين انا ؟هل نمت فى موقع التصوير وسمع الكل بهذيانى ام انها حقا س.ص الشهيرة هنا بناصية شارعنا الضيقة..من جيد انها لم تاتى فى الظهيرة مثل كل الناس والا ما تمكنت من اخراجها ..س.ص حلم لايمكن لاحد ان يصدق قدومها الى ذلك المكان..ترفع جسدها من جديد وكانها حورية خرجت من المياه جسدها البرونزى يحب المياه ..احبها البحر لم اخبرها عن قصة البحر مع نادية لم اخبرها انه اختطف حبيبها منها وانها اصبحت عدوته اللدود..لم يحن الوقت بعد لتكره س.ص مياه البحر الصافية تلك المياه لاتشبه مياه الاسكندرية التى لاتعرف الصفو احيانا تغضب منك تباغتك بموجه لاتعرف كيف ارتفعت فى وجهك هكذا قبل ان تلطمك برذاذها على وجهك تاركه اياك مذهولا لثوان ..وكانه تسونامى اراد ان يبتعلك وعدل عن قراره فى اللحظة الاخيرة.
هى ايضا كذلك ..تسونامى غارق لم يطفو بعد..راقبتها ترتفع وتطفو ثم تغوص من جديد ..تمارس طقوسها الخاص قبل ان تخرج وتتمدد على الرمال جوارى لم تتحدث طيلة ساعتين ارتفعت فيها الشمس وبدات حرارتها تزيد اجسادنا سخونة فتقرر النهوض لم تقل شىء تبعتها فى هدوء تصعد الى الطابق الاعلى وانا من خلفها لاتبدل ثيابها تندس فى فراشها ..اطفأت الانوار وانا اعود عبر دهليز يحوى اكثر من غرفة عبث بى الفضول فقررت تفحصها واحدة تلو الاخرى ..كنت اعلم انها ستختار الاضيق والابعد لتكون غرفتها الخاص بينما اكبر الغرف مهجورة تقريبا بلا اثاث على عكس بقية الغرف..اعدتها وكانها لافراد عائلة واحدة مناسبة لشاب واخرى لزوجين عجوزين واخرى لفتيات واخرى لاطفال.. تذكرت فى الماضى تمنيت غرفة اكثر اتساعا من غرفتى الضيقة..بالوان ليست باهتة لم تتغير منذ سنوات ..بشقوق بين الجدران ..بقشرة سقط منها الكثير.كل شىء فى غرفتى قابلا للسقط والتحطم وهنا غرف معده لاشخاص مجهولين تمتلك كل شىء..جلست بغرفة الاطفال اراقب العاب السيارة المتحركة الضخمة وكانها سيارة حقيقة..العروس الجالسة القطار السائر على القضبان..لم تنس العاب الاتارى القديم ..نصف الغرفة لفتاة والنصف الاخر لصبى!!
اسمع صوتها يباغتنى استدير..تقف هناك من خلفى بشعر مبعثر وملابس النوم غير مهندمه وكأنها وجدت لص فى منتصف حلم جميل..ماذا تفعلين ؟لما تتجسسين على بيتى؟
عندما حضرت لها فنجان القهوة كما تفضلها وبدات فى رشفها كمهووس يبحث عن الاستشفاء عادت ملامحها السابقة فى الظهور من جديد..بعد ثلاث رشفات قوية عادت لتسألنى لما لم تنتظرينى كى اريك المكان ؟ شعرت بالغضب ولكن ليس عليك اظهار الغضب امام رب عملك..قلت كنت وحيدة تركتنى وصعدت للنوم ..كل ما يحدث من حولى لاافهمه يحدث لى فجاة ..منذ ساعات كنت فى فراشى بغرفتى مثلك تمام عندما وجدتك تصحبينى الى هنا..انا لاافهم كيف نترك العمل وناتى الى هنا؟!
س.ص امراة ذكية لاتنطلى عليها المناورات لكنها تحب العبث اكملت فنجان قهوتها من جديد..ابتسمت عادت لتسألك:هل اعجبك؟..البيت ..غرفة متسعة اليس كذلك؟
تريد منى ان اتحدث ان كنت اغار منها؟ هل اردت امتلاك بيتها؟ هل اردت تلك الغرف لى؟عدت للصمت وكأن سيدات منامى هناك يعبثن برأسى..
نهضت ابتعدت لثوان لاادرى بماذا اجيب ؟عادت لتنفث دخان سجائرها بهدوء وكأنها لاتنتظر منى جوابا ..شعرت بالجوع لاول مرة منذ ساعات اصدرت معدتى اصواتها معبره عن غضبها..ابتسمت رفعت رأسها قائلة ما رأيك سنتناول وجبة سمك تعد لاجلى خصيصا اراهن انك لم تتذوقى مثل الذى ستتناولينه بعد قليل من قبل!!
لم اكن اعلم ان هناك اخرين سوانا فى ذلك البيت سوى بعد خروج عم هلال من الصمت كان يؤدى عمله بهدوء يضع الاطباق مثلما تحب هى يملائها باصناف السمك..يصب لها النبيذ يترك كل شىء بنفس الهدوء ويختفى من جديد..
اكاد اتضور جوعا اتناول الطعام فى نهم..ابتلع اطعمه لم اتذوقها هكذا من قبل بعضها لم اعرفه من قبل..لم اكترث لنظراتها لا يمكن لجائع ان يهتم سوى بالشعور بذلك الشبع من جديد..س.ص لم تعرف ألم الجوع من قبل اعلم هذا من دهشتها فضولها تقززها تفاخرها من مظهر جوعى..
اشم رائحة النبيذ فى كل شىء امامى بينما تتناول رشفاتها على مهل وهى تتذوق قاروص سمكتها المفضلة..سمعتها تقول من بين رشفاتها نادية انها من هناك مدينة البحر ترى اى من هذا تفضل؟ رددت :ربما لاتكون تحب اى من هذا من الاساس
ردت مندهشة ماذا كل من يعيشون على البحر يحبون اسماكه
ربما نادية لا نادية لاتعرف كيف تتذوق الطعام..نادية محرومة من نعمه التذوق .ربما لاتعرف كل تلك الانواع من الاسماك او تذوقتها من قبل..هل تظنين انها تناولت صدف البحر المنقوع فى النبيذ خاصتك من قبل بالطبع لا انها لاتعرف كيف تتناول اى من هذا .. نادية ملعون تلفظ كل من يسكنها..