حلم كساره البندق 7



مارينا سوريال
2019 / 9 / 24

هانز
عيونى هنا تلاحق كل شىء ..الوجوه العابره بجوار الاهرامات ..الوجوه العابره بالشوارع المحيطة ..وجوه الفقراء والاغنياء ..جميعها بعيده عن ذلك الاثر عالمين متجاورين كلاهما لايعرف الاخر..الصحراء امامى فى كل مكان استظل بظل شجره متراميه الاطراف على مجرى النيل..الوجوه عصيه على الخروج ..لا افهم كيف تعبر ؟كيف تنظر؟ لديهم مشاعر اخرى لم اعرفها من قبل..لايمكننى التفسير..تحيط به الكلمات من كل الاتجاهات دون ان تصل الى عقلى..كل الامر هنا تثير حفيظتى النساء يرتدين ملابس سوداء غير كاشفات لرؤسهن ..الرجال بجلباب واسع لايسعنى فهم لغتهم ..الموظفظون ببدلاتهم وذلك الطربوش على الراس ..كل هذا لاينتمى لما اراه خلف جدران الاهرامات ..اردت ان اضيع بداخله لافسر الكثير من الاحاجى ..اتذكر كلمات امى انك تريد صنع بطولة زائفة من نفسك سوف تخفق عليك ان تقدر نفسك حق تقديرها ولا تزعم فى المزيد لست بطلا ولا خارقا انت انسان عادى عاديا للغايه مثل والدك..لقد خسر واخفق فى كل شىىء استطاع تكوينه لانه ببساطة اعتقد مثلك انه خارق وليس برجلا عاديا فتحول لخاسر كبيرا..هناك حيث تغادر لن تجد امك لتقدم لك المساعده وسط ذلك المجتمع البدائى الذى ترحل لتعيش فيه ..لايمكننى تحمل مشقة رؤيتك مريضا باحد الامراض المعديه جراء اختلاطك بهم.. كل ما ارجوه ان تحاول والا تخفق فى الحفاظ على نفسك..
لم انجح سوى فى رسم تلك العيون ..عيونا غامضة لاتضحك ولا تبكى انها كعيون طفل ضائع لايزال يتعلم عن الدنيا ولكنه فقد والديه وعليه ان يتعلم كل الامور بذاته ..فتخرج منه بشكلا مضحكا ..لم استمع الى صوتها ولكن اتخيل انه نحيل هزيلا مثل جسدها ..طفلة فى ثوب امراة..لم يضعون الاسود ليفسد كل شىء..
لما اتيت انا الى هنا ..امن اجلك عيون تلك الغريبة هل هى طريقى لاصل الى ما اريد..ذلك الوجه المنحوت هو ابن لتلك الارض لايمكن ان يكون غريبا عنه..لابد ان يحمل الروح التى ابحث عنها..هنا خلف تلك الجدران هناك حواجز عده لابد من عبورها حتى اصل الى ذلك العالم القديم ..هناك علموا عن كل شىء كل الاشياء التى نجهلها نحن هم كانوا على يقين بها لديهم لها الوصف والعلاج كل ما احتاج اليه هو العبور ..العبور سيفى بالغرض..انا الغريب لست من تلك الارض اتي من بعيد غريبا ولكن اريد تقديم كل ما يلزم حتى امحو كل صفات تجعل منى بعيدا ولا ينبغى لى الاقتراب..انا لاانتمى الى هناك حتى وان ولدت انا انتمى الى ذلك المكان..ذلك المكان الذى اعطى مفتاحه لروبرت كوخ ليجد العلاج المناسب..لما يستعصى عن الفهم ماالذى اخفقته فيه وتعلمه هو..لما هناك انسان يمكنه ان يتحول الى اسطورة واخر يخفق فى ان يصبح ظلا ثابتا على الارض ..لما!!
سيدتى نادية متوعكة منذ ان رحلت السيده الكبرى لم تعد لقوتها بعد ..لم اعلم انها احبت تلك المراه من قبل..اعتقدت اننى افهم سيدتى نادية جيدا ولكن لا ،سيدتى الصغيرة غامضة..تريد نزع الاسود عن جسدها ..اراها تراقب جسدها اراها تحبه مثلما نفعل جميعا..لكنها تكرهه امام الجميع..بعد ان رحل اخيها وابيها اصبحت تخشى من الزوجة الاولى..الان يمكن لابنائها ان يتسلطوا على كل شىء وتعود سيدتى ضعيفة مثلما كانت حين كان السيد لايزال حيا..سمعت صوت عثمان الاح الاكبر وهو يامر الصبى الصغير ان يتبعه ..رأيت رجفتها وهى تستمتع الى صوته لم اعلم من قبل كم تخش ابن السيد الاكبر..انه متسلط الكل يعلم اخبار شجاراته مع فتوات الحارات المجاوره..لكم تفاخر السيد بقوه ابنه الاكبر..يقولون انه وراء مقتل اثنين من عساكر الانجليز فى المنطقة لكنه افرج عنه مع من افرج عنهم عندما لم يتمكنوا من جعله يعترف. انكمشت سيدتى من جديد وتوقفت عن الطعام..لم يعد الصبى يقترب منها..
اصبح الحلم القديم يعود من جديد منذ ان مات واصبحت وحيده لم يعد ذلك الكابوس..صوت عثمان بالخارج اعاده من جديد لم يكتفى بحضوره بل اخذ الصبى منه الى عالمه الذى لااعرفه لكنهم يتحدثون نعمة تخبرنى بالكثير..عندما دخلت الزوجة الاولى الى غرفتى عادت تلك المراة للظهور من جديد تلك العجوز ذات الجلباب الاسود ذلك القرط فى مناخرها سمعتها تردد انا ماهرة فى عملى لاتخافى سينتهى كل شىء سريعا..تعود لجسدى الرجفه من جديد ..تتحرك نعمة من حلى تاره تحيط راسى بالمياه البارده واخرى بالمشروب الساخن اكره اليانسون لانه يذكرنى بتلك المراة فى تلك الللة لم تتناول سواه قبل ان ترحل ..نصف جسدى الاسفل يؤلمنى بينما صدرى يعلو ويهبط وكانه يخشى حدوث الامر من جديد ..عندما دخلت الزوجة الاولى اعتقدت انها تحمل ذلك السكين من جديد..رأيت دهشتها فلم اظهر لها خوفا عندما قدمت للمره الاولى واصبحت بمفردى معها ..قررت ان الاابكى امامها كما اخبرتنى امى لاتبكى امامها ولكن استمعى الى كل كلمة تنطق بها ولا تخالفيها ولا تسببى غضبها حتى لاتعودى اىل هنا من جديد..ذلك البيت اصبحت ضيفة مرحب بها فيه اما هناك فقط هو بيتك مسكنك الى الابد..لايجب عليك ان تبكى مثل الفتيات من اليوم لقد اصبحت زوجة ..لم احب السيد او اكره ..اصبحت معدتى تؤلمنى دوما لاقل الاسباب يمكن ان اتقيأ الطعام ..الطعام الذى نبذته مع الوقت ..ازدادت طولا ونحولا..تسبب ذلك فى شجار امى الوحيد مع الزوجة الاولى ..كلاهما تبادلا الكلمات بسبب فقدى لحب لطعام ..فى صغرى كنت التهم كل ما يمكننى الحصول عليه بعد ابى واخى ..اليوم لم اعد اشتهى..فقط تذكرت رائحة الفاكهه من جديد عندما رايت ذلك الطبيب..كان يفترض بى الخوف عند مرض الزوج..شعرت بالراحة واخفيت!! قطعة لحم تسقط منى ..الدماء ..الصراخ ..الصراخ يرتفع لااعى انه يخرج منى قبل ان تهرع نعمه خائفة تصيح لابد ان يرى طبيب سيدتى محمومة ..الزوجة الاولى لاتزال هناك واقفة وجوارها المراة ذات الجلباب تمسك بالسكين تبتسم لتهدا من خوفى عيناها تقترب اكثر..اغمض عينى ..