وضع النساء من خلال تقرير 50 سنة من التنمية وآفاق 2025



عزيز الهلالي
2006 / 5 / 18

نظمت " جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص" بتطوان يوم السبت 13 ماي 2006 بمشاركة الأساتذة: العربي الجعيدي- حياة زيرا ري- نادية جسوس , ندوة حول وضعية النساء من خلال تقرير 50 سنة من التنمية البشرية وآفاق 2025.
ولقد تجاوبت الورقة التي أعدتها الجمعية مع التقرير باعتباره يرصد مرحلة من تاريخ المغرب مبرزا عناصر الاختلال والعوائق, كما أن الوقوف عند مرحلة السلب تعطي إمكانية اقتراح حلول لمعالجة الوضعية عبر بناء استراتيجية تنموية تأخذ بعين الاعتبار مكونات المجتمعية. ويأتي اهتمام الجمعية بالتقارير العربية والأممية لما ترصده من أوضاع مقلقة تمس الجوانب الصحية والتعليمية والتشغيلية... وإذا كان تقرير 50 سنة من التنمية يستشرف الأفق واضعا اليد عند حواجز التنمية مسترشدا بالمطلوب إنجازه, فإن جمعية السيدة الحرة أبانت عن تجاوبها مع نتائجه منطلقة من مبدأ " التنمية التي لا تشارك فيها النساء هي تنمية معرضة للخطر".
ولقد شدد ذ. محمد الجعيدي باحث في الاقتصاد ورئيس مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد على أن التقرير يعد وثيقة فريدة من نوعها نظرا لمشاركة فاعلين وخبراء مغاربة..في صياغته. لكن الإشكال الذي يظل عالقا وهو: إلى أي حد يستحضر التقرير مقاربة النوع في قراءته للتنمية في المغرب؟ هذه الإستراتيجية لابد من مساءلتها من حيث قدرتها على تحقيق الإنصاف بين المرأة والرجل لرصد مجالات تدخل الدولة للحد من تفاوتات بين الجنسين.
ومن ثمة فالأسئلة التي سيج بها المتدخل التقرير تفيد في طرح متجدد لإشكالية التنمية في المغرب: ما هي المتطلبات التي على التقرير أن يراعيها في مقاربة النوع الاجتماعي؟ ما مدى أهمية التشخيص للوضعية الاقتصادية والاجتماعية و تأثيراتها على الرجل والمرأة والطفل؟ من يحدد الإستراتيجية ؟ بأي الوسائل حددت هذه الإستراتيجية؟هل بوسائل تعتمد على تعبئة المجتمع؟ وما هي الفئات المنتفعة؟ ماهي القوى الفاعلة والمضادة التي تهدف إلى الإنصاف والمصالحة؟
وتأتي مداخلة ذ. الجعيدي ملغومة بأسئلة يثير معها الملكة النقدية للحضور قصد المساهمة الجماعية في بلورة إجابات, إذ في تقديره المساهمات الفردية لم تنجح في صياغة تقرير شامل ومتكامل يعزز مبدأ تظافر الجهود.
أما ذ. حياة زيرا ري أستاذة باحثة في الإنثربولوجيا ومشاركة في صياغة التقرير اعتبرت مقاربتها تندرج في إطار التحليل المؤسساتي متسائلة عن المتابعة بعد التقرير ثم أهمية التقييم. كما أنها ركزت على مقاربة النوع لكونه يمكن من فهم العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة.
مداخلة ذ. نادية جسوس. وهي عبارة عن دراسة مساهمة في تقرير النوع الاجتماعي والعنف السياسي قدمت إلى هيئة الإنصاف والمصالحة قبل تقديم تقريرها الختامي. وأهمية هذه الدراسات الموازية سواء مجهودات تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني أو فريق عمل أو مجهود فردي, يدخل في سياق استحضار المنفلت والمقصي لتصحيح رؤية عبر النبش عن كل عناصرها ومكوناتها لبناء صورة شاملة ومتكاملة, ومجهودات ذ. جسوس وفريق عملها يدخل في هذا السياق.
أما أهداف هذا العمل, فإنه يتغي مايلي:
- إعادة كتابة تاريخ المغرب أي توثيق تجارب نساء العنف السياسي, خصوصا وأن التاريخ الرسمي ينفي ذلك.
- تقديم نقد ذاتي مجتمعي إزاء الصمت المشترك حول ضحايا العنف السياسي, هنا يتقاطع عنف الدولة مع عنف المجتمع على مستوى العقوبات.
- تكريم ورد الاعتبار.
أما خلاصة هذه الدراسة هو أن كل ا مرأة عاشت بطريقتها الخاصة تجربة العنف السياسي.